مغروس أنت يا حبيبي في قلبي كالشوكة التي لا أقوى على انتزاعها ولا على تركها.. لأني في كلتي الحالتين سأتوجع وأنزف حتى الموت. تناثرت في القلب بعض من شظاياه تحسست الجرح فلم تجد إلا بقايا من بقاياه إليك يا من تحتل مني النفس وتضرب بجذورك في أعماق القلب.. أقدم استقالتي من عشقك.. أفر هاربة من ثقوب قلبك.. وأعلن هزيمة مشاعري أمام قسوتك اللامتناهية.. فدعني ألملم بقايا جرحي وأحمل حقائب وجعي وأرحل عنك.. دعني أحاول تضميد جرح كبريائي المسفوح على أعتاب غرورك ونرجسيتك المفرطة.. دعني أحاول إيقاف نزيف أيام عمري في صفقة حبك الخاسرة.. دعني أحاول مقاومة هذا الموت الذي أحياه معك.. فما عدت أقوى على التحمل أكثر مما احتملت ولا على الصمود أمام رياح غضبك الهوجاء أكثر مما صمدت.. وما عدت أستطيع أن أكذب على نفسي أكثر مما كذبت ولا أن أمنيها بأن معجزة ما ستحدث ذات يوم لتحيي إحساس الإنسان فيك مرة أخرى وتوقظ ضميرك فقد ولى زمان المعجزات.. دعني أتوه في متاهات الحياة وحدي فما أهون هذا الضياع أمام طوفان العذاب الذي أصبحت تغرقني به كل يوم.. دعني أحترق في بوتقة الحزن حتى الانصهار.. دعني أتلاشى حتى العدم.. أطلق سراحي من سجن ذكرياتك.. فما عدت أحتمل العذاب.. وما عدت أقبل بالهوان. ****** وقفتُ كياني كله عليك.. أعلنت قلبي ملك خاصاً بك.. أنفقت ثواني العمر ألاحق سرابك.. أستجدي قلبك أن يمنحني المأوى ويحميني من أشباح الطريق التي تطاردني.. بقيت واقفة على أعتابه أتوسل حنانك.. أقتات على فتات مشاعرك.. ارتضيت معك بأن أحيا على هامش ظلالك.. وأن أكون مجرد صورة زيتية باهتة تزين بها جدرانك.. تضيفها إلى مقتنياتك الثمينة.. أعطيتُ وأعطيتُ حتى أدمنتَ أنت أن تأخذ دون أي عطاء.. استفقت من أوهامي على طعنات جحودك التي كانت ثمناً غالياً لكل ما منحته لك من حب. ****** من شرنقة الغياب ينبت عشب الحلم فوق جبين أغنيتي التي تستوطن عينيك.. ومن عينيك تزهر مواسم الحنين غابات من العشق.. ومن مفردات العشق استخلصت حروفاً هي بداية التأريخ لميلادي.. "حروف اسمك أنت". ****** جمالك ليس صورة أراها بعيني.. جمالك معنى أدركه بقلبي. برغم عقارب الساعة التي لا زالت تدور عكس اتجاه أشواقي.. برغم الحدود التي بيني وبينك.. رغم ارتحالي.. أراك هناك خلف الغيوم.. أطالع بسمتك الحانية.. تتبدد ظنوني.. أنفض عني غبار همومي.. أتنسم عبيرك فيزرعني في غابات عينيك قمراً عاشقاً.. أعانق فيك عنان السماء.. أرقص فوق السحاب رقصتي الأخيرة معك.. أشم في هوائك عبق الذكرى.. أنتشي وأغفو لأبحر في حلم مستحيل.. أحسك معي كأنك أبدأً ما غبت عني. أنهكتُ أعصابي وأحرقتُ أيامي كي أتقن دوري على مسرح الحياة.. حتى أني لم أعد أفرق بين ما أرتديه في كل يوم من أقنعة وبين ملامح وجهي الحقيقية.. لم أكن أبالي بما يرتسم على شفتي من ابتسامات زائفة جامدة ولا بتلك القطرات الباردة التي تنسكب من عيني ما بين الحين والآخر.. حتى التقيتك ذات يوم.. فسئمت كل أدواري.. وقررت أن أخلع عني أقنعتي وعباءاتي المسرحية.. تنازلت عن بطولاتي الوهمية التي أعيتني ومزقتني.. ثم ألقيت بنفسي في أحضان عينيك كي أرتاح من تعب السنين. زرعتَ في أعماقي أشجار اليأس التي استحالت إلى غابات كثيفة تلتف أغصانها الغليظة حولي كأفاعي سامة تحكم قبضتها على عنقي.. تتركني ركاماً وبعضاً من رماد.. تعصف بي الرياح.. أتناثر حولك في كل الزوايا.. أتعطش إلى بذرة حنان تغرسها بداخل نبضاتي وترويها بمطرك السخي علّها تنبت أزهاراً من الأمل تعانق ما تبقى في مشاعري من رمق قبل أن يعلن الحب احتضاره.