في عملية نوعية جديدة بمستشفى د. سليمان الحبيب بالريان تمكن فريق طبي متخصص من إجراء عملية نادرة ومعقدة لإنقاذ حياة جنين ونقل الدم إليه داخل رحم أمه وهو بالشهر السادس. وكان الجنين يعاني من أنيميا حادة وتضخم بعضلة القلب وتكسر مكونات الدم بالإضافة إلى ارتشاح مائي حول القلب واستسقاء بتجويف البطن مما شكل خطورة على حياته. وأوضح استشاري طب الأجنة والأمومة وحالات الحمل الحرج الحاصل على الزمالة الكندية الدكتور ياسر صبر أنها تعد الخامسة من نوعها التي يتم استقبالها بالمستشفى وهي لأم تم تحويلها من احدى المستشفيات نتيجة عدم توافر الإمكانيات اللازمة للتعامل مع مثل هذه النوعية من الحالات، حيث وصلت وهي في وضع صحي متدهور . وعلى الفور تم إخضاعها للكشف السريري وفحص الأشعة بالموجات فوق الصوتية Ultra Sound. وأبان د. ياسر أن نتائج الفحوصات أظهرت حملها في الشهر السادس وإصابتها باستسقاء شديد وتكون أجسام مضادة، والتي بدورها أثرت بالسلب على الجنين واصابته بأنيميا حادة ومشاكل بقلبه شكلت خطراً كبيراً على حياته. ووجد الأطباء اختلاف فصيلة دم الأم عن زوجها حيث أن الأولى بالسالب والثانية بالموجب ولم يتم اكتشاف هذا الأمر من قبل بالرغم من حملها في السابق، حيث أنه في تلك الحالة لابد وأن يتم إعطاء الأم إبرة من فصيلة الدم فور حملها الأول. وأصبح أمام الفريق الطبي احتمالين إما اللجوء للإجهاض أو إجراء عملية للجنين قبل ولادته رغم مخاطرها العديدة والتي من أبرزها إمكانية وفاة الجنين لا قدر الله عند نقل الدم بطريقة خاطئة. وأوضح د. ياسر أنه بناء على ما أظهرته الفحوصات تقرر إجراء عملية لنقل دم للجنين داخل رحم أمه لإنقاذ حياته ، حيث تم أخذ عينة من دم الجنين لإجراء اختبارات دموية عليها وحساب سرعة جريان الدم في الحبل السري وشرايين الجنين وكمية السائل الأمنيوسي وحركة الجنين ونبضه ، ومن ثم تم تجهيز الأم للعملية حيث أدخلت إبرة إلى الجوف الأمنيوسي عبر الحبل السري للأوعية الدموية . وتكللت العملية بالنجاح ولله الحمد وقد تكرر هذا الإجراء عدة مرات لمدة ثلاثة أسابيع حتى تحسنت حالة الجنين. مشيراً إلى أن أي خطأ أثناء إجراء نقل الدم لا سمح الله قد يؤدي لإنقباض الرحم ، مما يستلزم إجراء جراحة قيصرية عاجلة لإنقاذ الجنين والأم معاً وهو ما كان الفريق الطبي مستعداً له تماماً. وتابع د. ياسر بقوله أنه بعد نجاح عملية نقل الدم للجنين تم إخضاع الأم للمراقبة طوال فترة حملها من أجل الحفاظ على نمو الجنين بشكل طبيعي إلى أن اكتمل الشهر الثامن ، ومن ثم تقرر التدخل وإجراء ولادة قيصرية تكللت بالنجاح ولله الحمد. وأختتم د. ياسر حديثه مؤكداً على أهمية المتابعة من بداية الحمل وعمل فحص فصيلة دم الأم خلال الأشهر الأولى من الحمل والاجسام المضادة، وذلك لتفادي حدوث أية مضاعفات محتملة كما حدث في الحالة المذكورة.