في أواخر خمسينيات القرن الماضي استطاع البروفيسور إيان دونالد في جلاسكو باسكتلندا ان يمهد الطريق امام استخدام تقنية الموجات فوق الصوتية في تصوير الامهات الحوامل وذلك من خلال المعرفة التي اكتسبها في مجال السونار والرادر أثناء عمله في سلاح الجو الملكي وفي تلك الأيام كان بامكاننا فقط أخذ بعض القياسات الأساسية لرأس الجنين اما الان فقد اصبحت هذة التقنية توفر فحصاً مفصلاً لجميع البنى الجنينية تقريبا واصبحت تعتبر اداة تشخيصية مفيدة. يقوم باجراء الفحص بالاشعة الصوتية اطباء مختصون في مجال النساء والتوليد وكذلك فنيات مختصات في هذا المجال تحت اشراف الاطباء المحتصون. تجرى الاشعة الصوتية في تشخيص امراض النساء والتوليد اما عن طريق البطن ويجب في هذة الطريقة ان تكون المثانة ممتلئة حتى يتسنى الحصول على صورة جيدة او عن طريق المهبل التي اصبحت أكثر شيوعاً. في بداية الفحص يقوم الشخص المسؤول عن اجراء الفحص بوضع هلام (Gel) خاص على بطن المريضة للتقليل ما امكن من عدم وضوح الصورة وظهور الاشارة الصوتية جيداً. بعد ذلك يضع مسباراً وهو محول الطاقة فوق البطن حيث يقوم المسبار بارسال الموجات فوق الصوتية وتلقيها حيث تتجمع الموجات الصوتية المنعكسة بشكل متواصل في صورة تظهر على شاشة مبينة البنيات الصلبة باللون الابيض والبنيات السائلة باللون الاسود. ويقوم الأخصائي على تقييم اعضاء الجسم المتحركة مثل قلب الجنين وحركة الرئة ويساعد ايقاف الصورة على أخد قياسات دقيقة للجنين في الاشهر الثلاثة الاولى للحمل. وفي بداية الحمل اي في الاسابيع الاولى قد يكون من الافضل اجراء صورة داخلية باستخدام المسبار المهبلي حيث انه من الممكن رؤية كيس الحمل الصغير جداً الذي لا يرى بالأشعة التي تجرى عن طريق البطن. أظهرت الصورة الصوتية انها مأمونة بارادة الله تعالى وقد اصبحت مقبولة على نطاق واسع للأمهات وجزءاً لا غنى عنه لأمور الرعاية المقدمة اثناء الحمل. وتستخدم الاشعة الصوتية لعدد من الاغراض منها مايلي: مراقبة نمو الجنين وصحته: لغاية الأسبوع الرابع عشر من الحمل يقاس حجم الطفل بواسطة طوله التاجي المقعدي crown-rump length وبعد ذلك يقدر وزن الجنين عن طريق قياس محيط الراس (HC) . وقطر ما بين الجدارين (BPD) وهوه عرض الراس، ومحيط البطن(AC) وطول عظم الفخد (FL) واذا تطلب الامر تؤخد قياسات النمو كل أسبوعين. كذلك يعتبر قياس كمية السائل الامنيوسي مهماً ايضاً فقد تشير الكمية القليلة ربما الى ضعف في نمو الجنين. تحديد موضع المشيمة: تستخدم الأشعة الصوتية لتحديد موقع المشيمة داخل الرحم من حيث كونها امامية او خلفية او في الجزء العلوي من الرحم او في الجزء السفلي من الرحم وفي هذه الحالة يعتبر وضع المشيمة غير طبيعي وتحمل خطورة على الأم والجنين وربما تستدعي إجراء عملية قيصرية، وكذلك من الممكن اكتشاف حالات انغراس المشيمة الخطير في جدار الرحم واي عيوب قد تكون موجودة في المشيمة بالاضافة الى امكانية معرفة عمر المشيمة. يمكن ان تنفذ بعض التدخلات الجراحية اثناء الحمل بمساعدة الاشعة الصوتية كأخذ عينة من الزغابة المشيمائية او بزل السائل الامنيوسي وهي طريقة يتم فيها ادخال أبرة طويلة عبر الجلد او المهبل الى الرحم لاخد عينة من السائل المحيط بالجنين وتساعد الاشعة الصوتية في توجيه الابرة بأمان لموقع اخذ العينة من دون ان تؤذي الأم او الجنين. الاشعه الصوتية في بداية الحمل من الاسبوع الخامس الى الاسبوع الرابع عشر: من الممكن تشخيص الحمل بعد 4- 5اسابيع تقريباً على آخر عادة شهرية بواسطة الاشعة الصوتية وسيؤكد اكتشاف دقات الجنين في الأسبوع الرابع او الخامس قابلية الحمل للنجاح باذن الله تعالى. ولهذا السبب تعتبر الصورة الصوتية مفيدة جداً اذا عانت المرأة في بدايات حملها من نزيف مهبلي لانها تمكن غالباً من تحديد موقع الحمل وقابليته للاستمرار والنجاح. والاشعة الصوتية مفيدة بشكل خاص في بداية الحمل اذا كانت المرأة غير متأكدة من تاريخ الدورة الشهرية. ومع تقدم الحمل يصبح تحديد مدة الحمل اقل دقة وكذلك يمكن ان تؤكد الصورة المبكرة الحمل بتوائم وتحدد عدد المشيمات. وبين الاسبوعين 11و 14يمكن للاشعة الصوتية ايضاً ان تكتشف وجود اية شذوذات صبغية في الجنين كمتلازمة التثلث الصبغي 21المنغولية او متلازمة داون عن طريق قياس سماكة الوسادة الذهنية في مؤخرة العنق والمعروفة بشفوفية القفا. الاشعة الصوتية المفصلة في الفترة ما بين الاسبوعين الثامن عشر والعشرين: قد يطلب الطبيب المعالج من المرأة الحامل اجراء اشعة صوتية مفصلة للكشف عن اي تشوهات خلقية قد توجد لدى الجنين وتفحص هذه الصورة بدقة كل جزء من اجزاء الطفل على حده ويتم تسجيل اية مشكلة تلاحظ. والصورة قادرة على كشف اي شذوذ مهما كان صغيراً كالشفة المشقوقة او وجود ثقوب صغيرة جداً في قلب الجنين او تشوهات في العمود الفقري او الدماغ واحياناً تظهر الصورة شذوذاً يكون بحد ذاته غير ذي اهمية لكنه قد يكون علامة على مشكلة كامنة مثل العدد غير السوي للصبغيات مثل متلازمة داون. عادة يطلق على نتائج البحث هذه مصطلح علامات لينة وهي تشمل سوائل مفرطة في الكلية (موه الكلية hydronephrosis) وعظم فخد قصير وباحات براقة داخل القلب (بؤرة مولدة للصدى) ومظهراً لامعاً لمعي الجنين (امعاء مولدة للصدى). ورغم أن وجود علامة لينة يمكن ان يشير الى خطر متزايد لشذوذ صبغي الا ان ذلك ليس شائعاً كما كان يعتقد سابقاً. الصورة الصوتية الدوبلرية الملونة: يحول استخدام الدوبلر الملون حركة البنيات على سبيل المثال الدم الجائل حول الجنين الى الوان مختلفة على الشاشة وتتيح هذه التقنية فحص اوعية دموية خاصة لمعرفة كمية الدم التي تسري فيها فمثلاً يمكن تصوير كل من الحبل السري وشرايين الرحم وقياس تدفق الدم فيهما وقد يشير وجود مقاومة عالية للتدفق في الشرايين الرحمية الى تزايد خطر تطوير مقدمة الارتعاج والمعروفة بتسمم الحمل عند الام. الاشعة الصوتية الثلاثية والرباعية الابعاد: حديثاً اصبحت الاشعة الصوتية الثلاثية الأبعاد متوفرة في معظم مستشفياتنا ومتاحة بدرجة اكبر وتوفر هذه التقنية صوراً واضحة وجميلة لمظهر الجنين الخارجي وخصوصاً لوجهه. من الناحية السريرية يمكن ان تكون هذه التقنية مفيدة في اكتشاف الشفة المشقوقة والحنك المشقوق ورغم ان الدور الكامل لها لم يتضح بعد الا انه مع تقدم التكنولوجيا واكتشاف المزيد من الاستعمالات لها تنبئ الاشعة الصوتية الثلاثية والرباعية الابعاد بمستقبل واعد في عملية فحص الجنين واكتشاف المزيد من العيوب الخلقية النادرة مبكراً.