سمير عبدالله – استشاري أمراض النساء والولادة وطب الأمومة والجنين، ورئيس المعهد العالمي لايان دونالد للتشخيص بالموجات فوق الصوتية في الرياض تعد تقنية الفحص بالموجات فوق الصوتية من أفضل الطرق الآمنة للكشف عن صحة الجنين، والتأكد من خلو الحمل من بعض المضاعفات مثل نزول المشيمة، أسباب النزف والحمل المتعدد، علماً بأن هذه المضاعفات تتطلب متابعة دقيقة وقد تستلزم الولادة في مستشفى متخصص، وبعضها قد يستلزم الولادة القيصرية. هنالك بعض الحالات الخاصة يتم علاج الجنين فيها قبل الولادة عن طريق نقل الدم للجنين عن طريق الحبل السري لحالات أنيميا الجنين أو عن طريق حقن العلاج في السائل الأمنيوسي لحالات اعتلالات الغدة الدرقية للجنين وتضخمها، أو إعطاء الأم الدواء ومن ثم يصل للجنين عن طريق المشيمة في حالات تسارع نبض قلب الجنين. علماً بأن العيوب الخلقية التي يعاني منها حوالي 2-4% من المواليد الأحياء تحدث لأسباب مختلفة كالأمراض الوراثية أو خلل الكروموسومات، التي تشكل نسبة 15-20%، إضافة إلى أسباب أخرى مثل أمراض الأم كسكر الدم أو تناول بعض الأدوية أثناء الحمل أو الالتهابات. فيما تعد 65-75% منها غير معروفة السبب، ولذلك ينصح بعمل الفحص بالموجات فوق الصوتية لجميع الحوامل لتفادي كثير من المخاطر التي يمكن أن تقع للأم أو الجنين خلال الحمل. ويتم إجراء الفحص بالموجات الصوتية على أربع مراحل مختلفة خلال أشهر الحمل تتوزع على: المرحلة الأولى: ما بين ستة أسابيع وعشرة أسابيع Viability and Dating Scan تكمن أهمية هذه المرحلة في إجراء الفحص بالموجات فوق الصوتية في: تشخيص وجود جنين حي داخل الرحم. تحديد عمر الجنين. تشخيص حمل التوائم وتصنيفهم حسب التالي: مشيمتان وكيسا حمل، مشيمة وكيسا حمل، مشيمة وكيس حمل. – مدة الفحص: 5-10 دقائق. أما المرحلة الثانية، فهي ما بين الأسبوع 11 والأسبوع 14، حيث يتم استخدام طريقة NT، ويعدّ هذا الفحص مهم جداً لأنه يوفر معلومات أولية ومبكرة عن صحة الجنين، ويتم فيه قياس حجم السائل ناحية محددة تقع تحت جلد الجهة الخلفية لرقبة الجنين، حيث إن ازدياد هذا المقاس قد يشير إلى وجود خلل في الكوموسومات مثل متلازمة داون، أو إلى وجود عيب خلقي (مرض خلقي في القلب)، أو إلى وجود عيوب أخرى. مدة الفحص: ما بين 5 و15 دقيقة. وتكون المرحلة الثالثة ما بين الأسبوع 18 والأسبوع 22، في هذه المرحلة نحتاج إلى إجراء نوعين من الفحص بالموجات فوق الصوتية: النوع الأول: الأشعة التفصيلية Detailed Anatomical Scan وهي فحص دقيق لأعضاء الجنين للتأكد من سلامة الجنين وعدم وجود عيوب خلقية أساسية التي يترتب عليها إجراءات معينة تساعدنا على التشخيص والعلاج المبكر لبعض هذه الاعتلالات أثناء الحمل أو ترتيب الإجراءات اللازمة قبل الولادة لسلامة الجنين التي تتضمن تحديد الوقت والمكان المناسبين للولادة وتوفير الطاقم الطبي المعالج لهذه الحالات. وفي هذه الفترة يتم فحص طول عنق الرحم للكشف عن احتمالية الولادة المبكرة. مدة الفحص: من 30 إلى 45 دقيقة. النوع الثاني: الأشعة التفصيلية لقلب الجنين Fetal Echo وهي فحص دقيق لقلب الجنين يتم فيه فحص أداء القلب والصمامات والشرايين والأوردة المتصلة بالقلب واستبعاد وجود ثقب كبير في الحاجز بين البطين الأيمن والأيسر. علماً بأن التشخيص المبكر لهذه العيوب الخلقية في القلب يعد ذا أهمية كبيرة، وذلك لأن بعضها يستدعي الولادة في مستشفيات تتوفر فيها خبرات وتجهيزات خاصة للتشخيص والعلاج في الساعات أو الأيام الأولى بعد الولادة. ومدة الفحص: من 30 إلى 45 دقيقة. أما المرحلة الرابعة، فهي ما بين الأسبوع 23 إلى نهاية الحمل. وفي هذه المرحلة يتم التأكد من نمو الجنين بالشكل المطلوب وفحص كمية السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين ووضع المشيمة والجنين، وتعدّ هذه من الأسباب التي تحدد طريقة الولادة الطبيعية أو القيصرية. ومدة الفحص: عشرون دقيقة. في حال تشخيص تأخر نمو الجنين B.P.P and Duplex Doppler يتم (استخدام تقنية الدوبلر ومراقبة الجنين). يتم فحص جريان الدم في الحبل السري وشرايين وأوردة الجنين وكمية السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين وحركة الجنين وحركة تنفس الجنين لتحديد وقت الولادة الأفضل للجنين. ويمكننا الحديث عن سلامة الفحص بالموجات فوق الصوتية: فالموجات فوق الصوتية سليمة لك ولجنينك لأنها لا تحتوي على إشعاعات مؤينة ضارة مثل أشعة x التقليدية. وفي النهاية نتمني لكِ حملاً آمناً وتذكري أن جنينكِ له فحوصات يجب الالتزام بها من أجل سلامته إيضاً. أما لضمان سلامة المولود من عديد من الأمراض والاعتلالات الوراثية، فهناك سبعة أسباب مهمة قد تجعلك تخضعين لفحص السائل الأمنيوسي خلال الحمل. وذلك لتفادي عديد من المخاطر التي يمكن أن تحدث للجنين، ويساعد هذا الفحص على اكتشافها ومن ثم أخذ الاحتياطات وتحديد طريقة المتابعة والولادة. وتشمل هذه الأسباب ظهور عيب خلقي للجنين بعد إجراء الأشعة فوق الصوتية، قد يكون السبب في حدوثه خللاً في الكروموسومات إذا كان عمر الأم الحامل أكثر من 35 سنة، خاصة إذا كان تحليل دم الأم الخاص باحتمالات إصابة الجنين بخلل كروموسومي مرتفعاً، وهنا يجرى الفحص بشكل أساسي لتحديد فيما إذا كان الجنين مصاباً بمتلازمة داون، التي تزداد نسبة حدوثها لدى أطفال الأمهات في هذه المرحلة من العمر إذا كان أحد الزوجين أو كلاهما حاملاً لمرض وراثي مثل أمراض الاستقلاب، فإن فحص السائل الأمنيوسي يفيد في كشف احتمال كون طفلكِ مصاباً بهذا المرض أم لا، إذا كان هنالك حمل سابق بطفل مصاب بخلل في الكروموسومات، أو أحد الوالدين حامل لخلل كروموسومي، فإن فحص السائل الأمنيوسي يستطيع تحديد ما إذا كان طفلك الحالي مصاباً بنفس المرض أم لا، إذا كانت الأم حاملة لاضطراب وراثي مرتبط بكروموسوم (X) فإن فحص السائل الأمنيوسي يستطيع تحديد إذا كان الجنين قد تم توريثه نفس الموروث، في حال الاشتباه بأنواع معينة من الالتهابات للجنين أو الأم، وأخيراً إذا كان تحديد نضج الرئة ضرورياً في الحالات التي تستدعي الولادة المبكرة للجنين، علماً بأنه ليس كل الأمراض الوراثية يمكن تشخيصها بهذه الطريقة. ويفضل إجراء فحص السائل الأمنيوسي ما بين الأسبوع 15 و17 من الحمل، ويمكن إجراؤه في أي مرحلة من الحمل بعد الأسبوع 15، علماً بأن خلايا الجنين والمواد الكيماوية الموجودة في السائل الأمنيوسي المحيطة بالجنين مصدراً كبيراً للمعلومات المتعلقة بتركيبة الطفل الوراثية، ويتم فحص هذه المواد من أجل تحديد فيما إذا كان الطفل لديه مرض وراثي أم لا، وتحديد نضج رئة الجنين في الحالات التي تستدعي الولادة المبكرة للجنين، كما أن الجنين يكتسب من الأم 23 كروموسوماً ومن الأب 23 كروموسوماً فيصبح مجموعها 46 كروموسوماً، التي ستشكل المخطط الوراثي التفصيلي للطفل، وكما يتم توارث شكل الشعر ولون العينين فإن عديداً من الحالات المرضية يتم توارثها أيضاً. إنّ طريقة أخذ العينة من السائل الأمنيوسي، التي تظهر نتيجته خلال أسبوعين من تاريخ سحب العينة بعدة خطوات، تبدأ بعد استخدام الأمواج فوق الصوتية وتحديد موقع المشيمة والجنين لتحديد المكان الأنسب لأخذ العينة، بعدها يتم تعقيم منطقة البطن وسحب كمية قليلة من السائل الأمنيوسي (10-20 مليمتراً)، علماً بأن الجنين يعوض هذه الكمية في نفس يوم العملية، ثم مراقبة العلامات الحيوية للأم والجنين قبل وأثناء وبعد العملية، وتراقب نبضات قلب الجنين للتأكد من عدم حدوث مضاعفات. وتستغرق العملية عشرين دقيقة ما بين الساعة الثامنة إلى العاشرة صباحاً، ويُنصح بالراحة يوماً واحداً بعدها، ثم ترسل العينة إلى المختبر. وبعد ظهور النتيجة يتم شرح النتيجة، وما هي الإجراءات المترتبة عليها، وفي حال كشف خلل وراثي -لا سمح الله- يتم تحويل الأم الحامل إلى مستشار أمراض وراثية.. حيث يتم شرح النتيجة بشكل مفصل والإجابة على كل التساؤلات التي تتبادر إلى ذهن الوالدين حول الجنين. ونادراً ما يشكل هذا الإجراء خطورة على الأم، إلا أنها قد تشعر بآلام خفيفة أو تشنجات الرحم لبضع دقائق أو ساعات بعد العملية، كما قد تلاحظ خروج قليل من الدم أو بعض السوائل من المهبل. وقد تتعرض في حالات نادرة للالتهابات، وقد ينجم عنها حدوث الإجهاض الذي تبلغ نسبة حدوثه 0.5% أو أقل، ولذلك يجب إجراء سحب للعينة من السائل الأمنيوسي فقط عندما تكون الفائدة منه أكثر بكثير من المخاطر. ولابد من ضرورة تبليغ الطبيب عند حدوث بعض المضاعفات مثل آلام شديدة في البطن، أو حدوث نزف شديد، أو ارتفاع في درجة الحرارة، أو نزول سوائل من المهبل بكميات كبيرة ومستمرة، وفي هذه الحالات يجب التوجه إلى العيادة أو الطوارئ.