كشف مدير مركز فلسطين للدراسات الاستراتيجية في القاهرة، إبراهيم الديراوي ل»الشرق» عن لقاء سري عقد بين نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ومسؤول ملف المصالحة في حركة فتح، عزام الأحمد الثلاثاء الماضي، في مقر المخابرات المصرية بالعاصمة القاهرة. وبين الديراوي أن اللقاء رتب له بشكل مسبق من قبل جهاز المخابرات المصرية، والوزير مراد موافي، الذي جرى التأكيد من قبل القاهرة على ضرورة عدم معرفة الإعلام لموعد اللقاء وبقائه بشكل سري. وأفاد أنه جرى مناقشة ملفات المصالحة الفلسطينية وفي مقدمتها لجنة المصالحة المجتمعية والانتخابات وتشكيل الحكومة الفلسطينية الانتقالية برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ولفت الديراوي إلى أن الظروف باتت مهيأة وبشكل حقيقي إلى إتمام المصالحة وتشكيل الحكومة الانتقالية، مضيفاً: «هناك تعهد حقيقي من قطر بإعادة إعمار قطاع غزة ورفع الحصار وإنهاء معاناة أهالي غزة، وكذلك الضغط على مصر لفتح معبر رفح وبشكل كامل أمام الفلسطينيين». وأشار إلى وجود توافق بين كلا الحركتين حول طبيعة العمل الذي ستقوم به الحكومة التي لن يستمر عملها أكثر من تسعة أشهر، حيث ستحضر لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني والشروع في إعادة إعمار قطاع غزة وترسيخ أجواء المصالحة وإنهاء حالة الانقسام السياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وكشف النقاب عن دعوة وجهتها القاهرة، أمس، للجنة الحريات العامة، وباقي اللجان إلى القاهرة للتشاور في الملفات التي أنجزتها هذه اللجان خلال مدة عملها. وعن سبب الدعوات السرية التي أطلقتها القاهرة، وكشفت «الشرق» النقاب عنها قال: «القاهرة لا تريد أن تفتح المجال أمام الإعلام للحديث في المصالحة وإفشال أي تحرك تقوم به وتريد أن يتم ملف المصالحة في أسرع وقت». وأشار الديراوي إلى وجود ضغوط مصرية حقيقية على إسرائيل لإجبارها على تسهيل إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني بمشاركة الضفة الغربية والقدس، مع عدم المساس بمرشحي حركة حماس، لافتاً إلى وجود تحركات تجريها القاهرة مع الأوروبيين والولايات المتحدة لأجل ذلك.