تسلّم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لهذا العام، نظير عنايته بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، واهتمامه بالسيرة النبوية، ودعمه لمشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية، وإنشائه لمجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية بالمدينة المنورة لحفظ التراث العربي والإسلامي، وإنشائه لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وسعيه الدائم لجمع كلمة العرب والمسلمين لمواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها الأمتان الإسلامية والعربية. جاء ذلك خلال رعايته مساء أمس في الرياض حفل جائزة الملك فيصل العالمية في دورتها «39 « لهذا العام 1438ه 2017م، حيث كان في استقباله لدى وصوله قاعة الأمير سلطان الكبرى بفندق الفيصلية يرافقه رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز والأمير راكان بن سلمان بن عبدالعزيز، مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكةالمكرمة الرئيس التنفيذي لمؤسسة الملك فيصل الخيرية ورئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، ورئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل، وأمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، ونائب أمين عام مؤسسة الملك فيصل الخيرية الأمير بندر بن سعود بن خالد. وبعد ذلك عزف السلام الملكي، ثم التقى خادم الحرمين الشريفين الفائزين في فروع الجائزة مرحباً بالجميع في المملكة، وهنأهم بنيلهم جوائز الملك فيصل العالمية في مختلف فروعها. ثم اطلع خادم الحرمين الشريفين على عدد من اللوحات التشكيلية التي رسمها الأمير خالد الفيصل، كما تسلم لوحة وألبوماً مصوراً هدية تذكارية بهذه المناسبة قدمها الأمير خالد الفيصل. وبعد أن أخذ خادم الحرمين الشريفين مكانه في المنصة الرئيسة بُدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى الأمير خالد الفيصل كلمة قال فيها: «عالمٌ بجشعِ الإنسان يضطرب، وكبار بالصغار تحترب، ونذير شرٍ بالبرية يقترب، وقيم استبدلت بقيم، ليست فيها من القيم شمم، وأسماء ليس فيها من علم، ومملكة تشع نوراً وحكمة، وتطرح نهجاً جديداً ورؤية، وتكرّم العلم والعلماء قدوة، نبني على قواعد المجد صرحاً، ونعالج على جسد العروبة جرحاً، ونرسم على تجهم المسلمين فرحاً، إذا أدلهم الليل أشعلنا العقول، وإذا احتار الغير ابتكرنا الحلول، فلا مكان بيننا لعابثٍ أو جهول، قفوا معي وحيو ملك خدمة الإسلام، وعلماء الفكر والسلام، وجائزة فيصل الإمام . والسلام». بعد ذلك قدم الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالعزيز السبيل الفائزين في فروع الجائزة. وشاهد الحضور فيلماً يستعرض أبرز جهود خادم الحرمين الشريفين الإنسانية والخيرية وخدمة الحرمين الشريفين. ثم تسلم خادم الحرمين الشريفين جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لهذا العام نظير عنايته الفائقة بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، واهتمامه بالسيرة النبوية، ودعمه لمشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية وتنفيذه بدارة الملك عبدالعزيز، وإنشائه لمجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوقفية بالمدينة المنورة لحفظ التراث العربي والإسلامي، وسعيه الدائم لجمع كلمة العرب والمسلمين لمواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها الأمتان الإسلامية و العربية، بالإضافة لجهوده في إنشاء التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب واستضافة مقره بالرياض، ومواقفه العربية والإسلامية عبر عقود من الزمن تجاه قضية فلسطين المتمثلة في الدعم السياسي والمعنوي والإغاثي، وكذلك ترؤسه وإشرافه المباشر على عدد من اللجان الشعبية والجمعيات الخيرية لإغاثة المنكوبين والمحتاجين في العديد من الدول الإسلامية و العربية، وإنشائه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ودعمه بسخاء ليقدم العون للشعوب الإسلامية و العربية المحتاجة. كما شاهد خادم الحرمين الشريفين والحضور تباعاً عروضاً مرئية لكل فائز بالجائزة تحكي أبرز جهودهم وإنجازاتهم. ثم تفضل بتسليم الفائزين جوائزهم على النحو التالي: *جائزة الملك فيصل العالمية فرع الدارسات الإسلامية: الدكتور رضوان السيد من لبنان نظير جمعه في أعماله ودراساته بين الاطلاع المدقق الواسع على التراث العربي الإسلامي الفقهي والسياسي والإحاطة بمنهجيات البحث الحديثة. * جائزة الملك فيصل العالمية عن فرع اللغة العربية والأدب: رئيس مجمع اللغة العربية الأردني الدكتور خالد الكركي، تقديراً لجهود المجمع العلمية المتميزة في ترجمة العلوم والتقنية، ونقل المصطلحات العلمية، ووضعها في السياق العربي، وإدخال التعريب في التعليم الجامعي في الوطن العربي سعياً إلى توطين العلم والتقنية. *جائزة الملك فيصل العالمية عن فرع الطب: الدكتور تادامتسو كيشيموتو من اليابان، أستاذ المناعة في مركز فرونتير لأبحاث المناعة بجامعة أوساكا باليابان، نظير دوره الرائد في اكتشاف وتطوير علاج بيولوجي جديد وناجع لأمراض المناعة الذاتية، حيث عكف لأكثر من ثلاثين عاماً على البحث والدراسة إلى أن اكتشف انترلوكين-6 المعروف بمنظم الالتهابات والمناعة وتمكّن من تحديد وظيفتة الفسيولوجية ودوره في أمراض الالتهابات المناعية الذاتية. * جائزة الملك فيصل العالمية فرع العلوم (فيزياء بالمشاركة) كل من الدكتور دانيال لوس من سويسرا والدكتور لورينس مولينكامب من هولندا حيث تم منح الجائزة للأول كونه من أهم رواد النظرية الخاصة بديناميكية دوران الإلكترونات وتماسك الدوران في النقاط الكوانتية وتطبيقاتها الممكنة في الكمبيوترات الكمية. والفكرة من وراء ذلك هي الاستفادة من خاصية دوران الإلكترونات المحجوزة في النقاط الكوانتية لتكون بمنزلة أرقام ثنائية كوانتية (bits). وقد مهدت أعماله لعديد من التجارب المهمة، مما فتح المجال نحو تطوير حواسيب قوية من حيث سرعتها وقدرتها على تخزين المعلومات. فيما ساهم مولينكامب نظير مساهمته بدرجة كبيرة في المجال التجريبي لعلم دوران الإلكترونات. وقد تضمنت أعماله اكتشاف طرق مبتكرة لحقن الشحنات المستقطبة بواسطة الدوران في أشباه الموصِّلات، مع إمكانية استخدام وسائل تخزين ممغنطة، ومعالجة حالات الدوران. وقد نجح مولينكامب تجريبياً في تأكيد نظرية تأثير دوران هال الكوانتي، مما يعزز مجال العوازل الكوانتية. ونظير جمعه في أعماله ودراساته بين الإطلاع المدقق الواسع على التراث العربي الإسلامي الفقهي والسياسي والإحاطة بمنهجيات البحث الحديثة. وعبّر الفائزون عن فخرهم واعتزازهم بجائزة الملك فيصل العالمية التي نالوها مستعرضين جهودهم العلمية وأبحاثهم في فروع الجائزة المختلفة، ونوهوا بما تقدمه جائزة الملك فيصل العالمية من تشجيع للباحثين والمتخصصين في مجالاتهم العلمية. بعد ذلك شرف خادم الحرمين الشريفين حفل العشاء الذي أقيم بهذه المناسبة. حضر الحفل الأمير خالد بن فهد بن خالد، والأمير فيصل بن عبدالعزيز بن فيصل والأمير فهد بن عبدالله بن محمد، والأمير عبدالرحمن العبدالله الفيصل، والأمير سعود العبدالله الفيصل، والأمير تركي بن عبدالله بن عبدالرحمن، والأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، والأمير خالد بن سعد بن فهد، ووزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، ورئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان، والأمراء، والوزراء، وأعضاء السلك الدبلوماسي لدى المملكة وكبار المسؤولين.