تم اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لنيل جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لهذا العام ، نظير عنايته - أيده الله - بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما , واهتمامه بالسيرة النبوية ودعمه لمشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية ، وسعيه الدائم لجمع كلمة العرب والمسلمين لمواجهة الظروف الصعبة التي تمر بها الأمتان العربية والإسلامية. جاء ذلك خلال إعلان الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين ، أمير منطقة مكةالمكرمة الرئيس التنفيذي لمؤسسة الملك فيصل الخيرية ، رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية، أسماء الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية في دورتها " 39 " لهذا العام 1438ه 2017 م ، في فروعها الخمسة. وأقيم مساء أمس حفل خطابي بهذه المناسبة في قاعة الاحتفالات بمبنى مركز الخزامى، بحضور أعضاء لجان الاختيار، حيث ألقى الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز كلمة رحب فيها بالفائزين، وحضور حفل إعلان أسماء الفائزين بالجائزة. وقال الأمير خالد الفيصل: "هذه الجائرة تحمل اسم الرجل الذي عندما سُئل في آخر لقاء صحفي له عن كيف يرى المملكة العربية السعودية بعد سنة 2000 قال ما معناه: أتمنى أن تكون المملكة مصدر إشعاع للإنسانية"، رحم الله فيصل بن عبدالعزيز، وأسكنه فسيح جناته، وجمعنا وإياه في جنات نعيم إن شاء الله". وأضاف: "أيها الإخوة باسمكم جميعاً أودّ أن أشكر بهذه المناسبة جميع من أسهم في تحقيق هذا الإنجاز في هذا العام، وأخص أعضاء لجان الاختيار الذين شرفونا بوجودهم في هذه الأيام التي عكفوا فيها على الأسماء والأعمال التي هم أدرى بقيمتها وأعلم منا بخصائصها وبأسرارها، وبمن يستحق هذه الجائزة, وجدوا واجتهدوا وخرجوا بمجموعة أسماء مرشحة لهذه الجائرة بجميع فروعها". وأردف الأمير خالد الفيصل يقول: "اسمحو لي أن أستعير الإعلان عن إحدى هذه الجوائز، وهو الإعلان عن جائرة خدمة الإسلام التي قدمت هذا العام لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ، وإنني إذ أقول ذلك بكل فخر واعتزاز فإنني أتمنى لمليكي ولأستاذي ولقدوتي في هذا الوقت، كل الخير إن شاء الله والعمر المديد والمزيد من النجاح في قيادة هذه الأمة السعودية إلى المكانة المرموقة لها وأن يصل هذا العمل الخيّر الذي يقوده إلى كل مسلم على وجهة الأرض، هنيئاً لنا هنيئاً للمسلمين، وهنيئاً لأصحاب الاستحقاق لهذه الجائرة لهذا العام". وحصل أربعة باحثين ومؤسسة علمية على جائزة الملك فيصل العالمية، حيث فاز الدكتور رضوان السيد من لبنان، وهو أستاذ في كلية الآداب بالجامعة اللبنانية, بجائزة الملك فيصل في فرع الدراسات الإسلامية وموضوعها "الفكر السياسي عند المسلمين حتى القرن التاسع الهجري.. الخامس عشر الميلادي". وفي فرع اللغة العربية والأدب وموضوعها "جهود الأفراد أو المؤسسات في تعريب العلوم والتقنيات نقلاً وبحثاً وتعليماً"، فاز مجمع اللغة العربية الأردني بجائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب؛ تقديراً لجهوده العلمية في ترجمة العلوم والتقنية ونقل المصطلحات العلمية . فيما فاز بجائزة الملك فيصل العالمية للطب "العلاجات البيولوجية في أمراض المناعة الذاتية" البروفيسور تادامتسو كيشيموتو من اليابان، الذي يشغل منصب أستاذ المناعة في مركز فرونتير لأبحاث المناعة بجامعة أوساكا في اليابان، نظير دوره البارز في اكتشاف وتطوير علاج بيولوجي جديد وناجع لأمراض المناعة الذاتية . وتقاسم السويسري الدكتور دانيال لوس، أستاذ الفيزياء النظرية بجامعة بازل في سويسرا، جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم في "الفيزياء" مع الهولندي الدكتور لورينس مولينكامب، أستاذ الفيزياء التجريبية في معهد الفيزياء بجامعة يوزبيرك في ألمانيا. وقال الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالعزيز السبيّل، إن خادم الحرمين الشريفين نال هذه الجائزة نظير عنايته الفائقة بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، واهتمامه بالسيرة النبوية ودعمه لمشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية، وسعيه الدائم لجمع كلمة العرب والمسلمين في الظروف الصعبة التي تمر بها الأمتان العربية والإسلامية، ومواقفه العربية والإسلامية تجاه قضية فلسطين عبر عقود من الزمن، وإغاثة المنكوبين والمحتاجين وإنشاؤه لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية . وأوضح الدكتور السبيل أن الجائزة منحت في الدراسات الإسلامية وموضوعها (الفكر السياسي عند المسلمين حتى القرن التاسع الهجري.. الخامس عشر الميلادي) للأستاذ الدكتور رضوان السيد من لبنان لجمعه في أعماله ودراساته بين الاطلاع المدقق الواسع على التراث العربي الإسلامي الفقهي والسياسي والإحاطة بمنهجيات البحث الحديثة, حيث امتازت بحوثه الأكاديمية بمنهجية علمية دقيقة، ومواءمته المتميزة بين الأصول الفكرية السياسية الإسلامية والواقع العربي الإسلامي، وتعدد الدراسات العلمية التي قدمها في الفكر السياسي عند المسلمين لتشمل موضوعات الحكم والسلطة والدولة والمجتمع والأمة وعلاقتها بالواقع الإسلامي التاريخي. وأبان أن مبررات منح الجائزة في فرع اللغة العربية والأدب وموضوعها "جهود الأفراد أو المؤسسات العلمية في تعريب العلوم والتقنيات نقلاً وبحثاً وتعليماً"، لمجمع اللغة العربية بالمملكة الأردنية الهاشمية، تقديراً لجهوده العلمية المتميزة في ترجمة العلوم والتقنية، ونقل المصطلحات العلمية، ووضعها في السياق العربي، وإدخال التعريب في التعليم الجامعي في الوطن العربي سعياً إلى توطين العلم والتقنية, وهي غاية تسعى إليها المؤسسات العلمية في الوطن العربي، وإسناده هذا العمل إلى مترجمين جمعوا بين العلم في التخصص الدقيق، والمعرفة العميقة باللغتين العربية والإنجليزية، فكان عملهم عملاً مؤسسياً هيّأت له أسباب النجاح. وأشار الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية إلى أن جائزة الملك فيصل العالمية للطب وموضوعها (العلاجات البيولوجية في أمراض المناعة الذاتية)، منحت للأستاذ الدكتور تاداميتسو كيشيموتو (الياباني الجنسية)، أستاذ المناعة في مركز فرونتير لأبحاث المناعة بجامعة أوساكا في اليابان، نظير دوره الرائد في اكتشاف وتطوير علاج بيولوجي جديد وناجع لأمراض المناعة الذاتية، وعمله المتواصل على مدى أكثر من ثلاثين عاماً، مكنته من اكتشاف انترلوكين 6- (منظم الالتهابات والمناعة) ومستقبلاته ومساراته, كما حدد الوظيفة الفسيولوجية لأنترلوكين 6-، ودوره في أمراض الالتهابات المناعية الذاتية، وتطويره لأجسام مضادة لمستقبلات انترلوكين 6-، واستخدامها كعلاج بيولوجي، وقد تمت أول استخداماته الإكلينيكية المرخصة في علاج مرض التهاب المفاصل الروماتويدي . وأفاد الدكتور السبيل أن منح جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم وموضوعها (لفيزياء) بالمشاركة بين كل من البروفيسور دانيال لوس السويسري الجنسية، أستاذ الفيزياء النظرية في جامعة بازل في سويسرا مدير مركز الحواسيب الكوانتية، والبروفيسور لورينس مولينكامب الهولندي الجنسية أستاذ الفيزياء التجريبية في معهد الفيزياء جامعة يوزبيرك في ألمانيا، مشيراً إلى أن البروفيسور دانيال لوس من أهم رواد النظرية الخاصة بديناميكية دوران الإلكترونات وتماسك الدوران في النقاط الكوانتية وتطبيقاتها الممكنة في الكومبيوترات الكمية, والفكرة من وراء ذلك هي الاستفادة من خاصية دوران الإلكترونات المحجوزة في النقاط الكوانتية لتكون بمثابة أرقام ثنائية كوانتية (bits) , وقد مهدت أعماله للعديد من التجارب المهمة, كما أسهم البروفيسور لوس في نظرية الكمبيوتر الكوانتي باستخدام دوران الإلكترونات في النقاط الكوانتية كأرقام ثنائية كوانتية، مما فتح المجال نحو تطوير حواسيب قوية من حيث سرعتها وقدرتها على تخزين المعلومات, فيما أسهم البروفيسور لورينس مولينكامب بدرجة كبيرة في المجال التجريبي لعلم دوران الإلكترونات, وقد تضمنت أعماله اكتشاف طرق مبتكرة لحقن الشحنات المستقطبة بواسطة الدوران في أشباه الموصِّلات، مع إمكانية استخدام وسائل تخزين ممغنطة، ومعالجة حالات الدوران, وقد نجح البروفيسور مولينكامب تجريبيًا في تأكيد نظرية تأثير دوران هال الكوانتي، مما يعزز مجال العوازل الكوانتية ويمثل شكلاً جديدًا من أشكال المادة الكوانتية . وعبر الفائزون عن سرورهم بنيل هذه الجائزة المرموقة التي تصدر عن مؤسسة الملك فيصل الخيرية، التي أسسها أبناء وبنات الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله - بعد رحيله عام 1975م, وصدر قرار إطلاق الجائزة عام 1977م؛ لتبدأ بعد ذلك بعامين دورتها الأولى في منح الجوائز . وعدوا ذلك محفزاً لهم لمواصلة جهودهم لخدمة الإنسانية جمعاء، ومواصلة جهودهم وبحوثهم التي تخدم الإسلام والمسلمين، والإنسان أين ما كان. يذكر أنه حصل 18 عالماً من الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية على جوائز نوبل أيضاً، منهم 17 عالماً حصل على نوبل بعد الفوز بجائزة الملك فيصل، الأمر الذي يعكس دقة وكفاءة المعايير العلمية العالمية التي تتبناها الجائزة في اختياراتها لنخبة العلماء الذين خدموا البشرية، ومن أبرز هؤلاء العلماء: العالم البريطاني سير جيمس فريزر ستودارت، والعالم المصري أحمد زويل، وستيفن برانر وهو عالم بيولوجي من جنوب أفريقيا، وعالم الفيزياء الألماني ثيودور هينش .