منذ الأزل والبشرية تتقنع لمقاصد وغايات مختلفة طلبا للحماية والتمويه كالمتقنعين لغايات صحية أو سياسية أو أمنية، وربما لمعتقد ديني! أما عن القناع الشعوري لا نعلم متى يكون لبسه مجديا؟! هنا تبرز قدرة العقل الممزوجة بالذكاء في كونه يتحكم بكل وعي في الوقت المواتي للبسه، فليس كل شعور متبنى سيئا، وليس كل شعور فطري حسنا» والمحكم هنا السلوك الصادر من ذياك الشعور»، «فسقوط الحاجب الذي تخفينا خلفه بمحض وعينا في بعض المواقف كالغضب أو ..أو يظهر الجانب الحقيقي الكامن للشخصية في اللاوعي فيغيب ذاك الشعور الذي احتضنته الشخصية بالتبني». الواقع ليس كل سلوك نابعا من شعور فطري فبعضه مكتسب، كالحزم والصرامة التي ينتج عنها سلوك المحاسبة والعقاب ربما تصدر من قلب رقيق رحيم، وهذا تقنع إيجابي يحدث التغيير لخلوه من التدليس والخديعة، والأجدى لبسه لمنفعة، والطريف أن بعض الشخصيات تدعي اللا مبالاة نحو ماتريد فقط حتى لا يستغل الآخر تمسكها به ويساومها عليه، وأحيانا تتجلد الشخصية حتى لا يشعر الآخر بمدى ضعفها وخورها المهم أن لا نلبس قناع الحب وقلوبنا تكاد تتميز من الكره، أو نلبس الوفاء ومشاعرنا تقطر خيانة، أو الرضا وفي داخلنا بركان من السخط والحسد، أو اللين وقلوبنا أقسى من الحجارة، أو نقف مع من نحب في قوتهم ونتخلى عنهم في ضعفهم، أونظهر المشاعر الحربائية حسب مصالحنا وغاياتنا، حيث إن «اليوم معك لأنه يتفق مع مصلحتي، وغدا ضدك لأن مصلحتي مع غيرك». إن خزائن البشر تعج بأقنعة يلبسونها، فمثلما يتخفى الشرير ليظهر وداعة الحمل ليصل لغايته، ثمة مكلوم يرتدي الفرح ليسعد من حوله؛ ويبدو أننا مجبولون على لبس الأقنعة لضرورتها الحياتية في التعامل. إن النضج الفكري يقودنا لمهارة تبني الوجه المستعار للموقف المناسب شريطة أن تبقى ملامح الهوية ثابتة، فنحن لا نعني التلون ولا نريد ظلم المشاعر الحقيقية الجميلة بقناع زائف، كمن يلبسون الهجر والقطيعة وهم يحملون في قلوبهم الوصل والود، فهؤلاء سيتعرض قناعهم في اللاوعي للإذابة فجأة لتظهر الحقيقة من غير تخطيط! للحديث بقية..