عزيزي رئيس التحرير دائما يتشاجر الاطفال داخل البيت, وقد تصل المشاحنات بينهم الى حد الايذاء احيانا مما يؤدي الى حال من الشعور بخيبة الامل عند الآباء والامهات, وتصورهم ان تقويم سلوك الاطفال ونشر عنصر الحب بينهم صار امرا مستحيلا وصعبا مما يؤدي الى جو من الكآبة داخل البيت, وهذا الشعور هو شعور خاطئ لان المشاحنات والشجار بين الاطفال هو حال طبيعية يجب علينا ككبار ان نراقبها ونوجههم باتجاه التصرفات السليمة وان نغرس فيهم القيم السامية. وظاهرة الشجار هي حال تظهر في الشارع وفي المدرسة ولا تقتصر على المنزل فقط. ويعتبر بعض علماء النفس والتربية ان الشجار ذو طابع غريزي وفطري لدى الطفل.. فاذا زادت الحال عن حدها وتكررت ورافقها عنف عندئذ تستدعي القلق والمعالجة النفسية السريعة. وللمشاحنات بين الاخوة جانب ايجابي اذ يتعلمون من خلالها كيفية الدفاع عن النفس, كما يمكن من خلالها التعبير عن المشاعر الكامنة.. ومعروف ان الطفل يميل للعنف عادة عندما يكون غاضبا او خائفا او قلقا او يشعر بتهديد ما او نقص في الثقة بنفسه او في الآخرين وتكون استجاباته العدوانية موازية لردود فعل الآباء. وعلى الام في حال الشقاق والعنف بين الاخوة ان تعلم ان الاطفال يجب ان يدركوا ان المشاعر العدوانية العنيفة مشاعر طبيعية موجودة داخل كل انسان وان عليهم ان يتعلموا كيفية التحكم والسيطرة على هذا الشعور في تعاملهم مع الآخرين ولكن كيف يتم اقناع طفل صغير بهذه الامور الصعبة والمعقدة؟! والجواب عن السؤال هو انه يجب على الام ان تحافظ على هدوئها لتقنع الطفل بان اعتراضها على عنفه وليس على شخصه وانها تحبه, ولكن لا تحب تصرفاته العنيفة, ويجب على الام ان تصر دائما على نهيه وتأنيبه على السلوك غير المحبب. وعندما تكون ردود فعله على ذلك قوية وعنيفة يجب على الام تجاهله تماما حتى يعود لهدوئه, وعند ذلك تضمه لصدرها وتشعره بحبها الشديد له. كما يجب على الام لعلاج مشكلة الشقاق والعنف ان تعدل في معاملة الاطفال بكل شيء, وان تراعي الفوارق الفردية بينهم اثناء التعامل معهم, وان تسمع لآرائهم وتناقشهم فيها, وان تتجاهل النزاعات البسيطة بينهم, وان توجد جوا من التفاهم من خلال توزيع المسؤوليات والحقوق داخل المنزل. اخيرا اقول للاب: خمس دقائق لا اهمية لها عند عامة الناس.. لكن ليس صعبا ان يخصصها الاب يوميا لابنه.. خمس دقائق كل يوم تنمي الحوافز لدى ابنك وتغرس لديه الدوافع التي تزود سلوك الانسان بالعمل الصالح وملء الوقت بما ينفع دنياه واخراه.. ان خمس دقائق مخصصة للطفل يعني تمتع الاب بوقت كبير لقضاياه الاخرى. ان تخصيص خمس دقائق للطفل تعني انك تود التواصل مع ابنك وتحاول فهمه وتفهم حاجاته ورغباته وانك تشعر به.. وقبل هذا وذاك تعني انك تتقن فن الاخذ والعطاء.. وتمهد قلوب الابناء وبصيرتهم للانصات الفعال.. وبمعنى اوضح انك تقوي الذكاء الوجداني لديهم المعروف لدينا بالبصيرة. @@ هشام بن عبداللطيف النعيم