في تطور سلبي لايخدم الثورة السورية ويعرقل تحقيق اهدافها شكل اعضاء بارزون في المجلس الوطني السوري منظمة منشقة ليكشفوا بذلك اخطر شقاق في صفوف المعارضين للرئيس السوري بشار الاسد منذ اندلاع انتفاضة شعبية ضد حكمه القمعي في مارس. واعلن 20 شخصا على الاقل من الاعضاء العلمانيين والاسلاميين في المجلس المؤلف من 270 عضوا والذي انشيء في اسطنبول العام الماضي تشكيل مجموعة العمل الوطني السوري. ويرأس المجموعة الجديدة هيثم المالح وهو محام وقاض سابق قاوم حكم عائلة الاسد منذ بدايته في عام 1970 . وانضم اليه كمال اللبواني وهو زعيم للمعارضة سجن ست سنوات وافرج عنه في ديسمبر ومحامية حقوق الانسان كاترين التللي والمعارض فواز تللو الذي له صلة بالجيش السوري الحر ووليد البني الذي كان من بين اكثر الشخصيات جرأة في المجلس المسؤول عن السياسة الخارجية. وقال بيان للمجموعة"لقد مضت أشهر طويلة وصعبة على سوريا منذ تشكيل المجلس الوطني السوري .. دون نتائج مرضية ودون تمكنه من تفعيل مكاتبه التنفيذية أو تبني مطالب الثوار في الداخل . " وقد بات واضحا لنا أن طريقة العمل السابقة غير مجدية لذلك قررنا أن نشكل مجموعة عمل وطني تهدف لتعزيز الجهد الوطني المتكامل الهادف لا سقاط النظام بكل الوسائل النضالية المتاحة بما في ذلك دعم الجيش الحر الذي يقع عليه العبء الأكبر في هذه المرحلة." وصدر هذا البيان في تونس حيث كان اعضاء المجلس الوطني السوري يحضرون مؤتمر "اصدقاء سوريا" الذي شاركت فيه 50 دولة الاسبوع الماضي في محاولة لدفع الاسد لانهاء القمع العسكري. من ناحية اخرى عبر رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الاثنين عن تأييده لتسليح المعارضة السورية التي تكافح ضد النظام السوري. وقال الشيخ حمد خلال زيارة رسمية للنروج "علينا ان نفعل كل ما بوسعنا لمساعدتهم (المعارضون) بما في ذلك تسليمهم اسلحة ليدافعوا عن انفسهم". واضاف ان "هذه الانتفاضة عمرها عام الآن. كانت سلمية لعشرة اشهر. لم يكن احد يرفع السلاح ولم يكن احد يرتكب اي اعمال عنف. بشار (الاسد) واصل قتلهم". وتابع "اقدر نتيجة لذلك ان يدافعوا عن انفسهم بالسلاح واعتقد انه علينا مساعدة هؤلاء بكل الوسائل اللازمة". الى ذلك قامت الدول الاوروبية الاثنين بتشديد عقوباتها على سوريا مستهدفة مصرفها المركزي فيما اثارت فرنسا امكان اللجوء الى القضاء الدولي، لكن هذه الدول لم تخف احباطها حيال التأثيرات المحدودة لضغوطها على النظام. وتلحظ التدابير الجديدة التي تم تبنيها خلال اجتماع لوزراء الخارجية الاوروبيين في بروكسل، تجميدا لارصدة المصرف المركزي السوري في اوروبا وحظرا لتجارة المعادن الثمينة على غرار الذهب. وتهدف العقوبات في الحالين الى حرمان النظام مصادر تمويل اضافية لمواصلة قمعه المعارضين. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان "هذه التدابير الشديدة تزيد الضغط على الرئيس بشار الاسد". كما تشمل مجموعة العقوبات منع طائرات الشحن السورية من الهبوط على الاراضي الاوروبية. من جهة اخرى، ستتم اضافة سبعة اشخاص الى لائحة تضم اسماء حوالى 150 شخصا واصحاب منظمات او مؤسسات ممنوع عليهم الحصول على تأشيرة دخول الى اوروبا وتم تجميد ارصدتهم. وستنشر اسماؤهم الثلاثاء. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه انه ينبغي "ابقاء الضغط لان النظام يواصل قمعه ويا للاسف". وهذه الرزمة من العقوبات الاوروبية هي الثانية عشرة احتجاجا على اعمال العنف التي خلفت 7600 قتيل معظمهم من المدنيين السوريين وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. لكن جوبيه اقر في بروكسل ب"اننا جميعا محبطون جدا لما يحصل كوننا عاجزين عن وقف هذه المأساة التي لا تحتمل". واعتبر الوزراء ان اجراء النظام استفتاء على مشروع دستور جديد وافق عليه 89,4 في المئة من الناخبين السوريين بحسب دمشق، يشكل "مهزلة". وعلق جوبيه "مشاهدة الرئيس بشار الاسد يضحك في مراكز الاقتراع في دمشق فيما تستمر الصواريخ في السقوط على سكان حمص ومدن سورية اخرى هو امر لا يحتمل". وبهدف ابقاء الضغط السياسي على دمشق، ايد الوزير الفرنسي الاثنين اللجوء الى القضاء الدولي لمعاقبة النظام السوري. وقال "آمل ان يفكر المجتمع الدولي في شروط اللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية"، مع اقراره بان المهمة ستكون "صعبة" لان دمشق لا تعترف بهذه المحكمة. واضاف جوبيه "ينبغي التفكير في هذا الامر ومواصلة جمع العناصر التي تتيح لنا بلوغ هذه المرحلة". كذلك، اعترف الاتحاد الاوروبي الاثنين بالمجلس الوطني السوري كمحاور "شرعي". من جانبها توقعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان ينتهي نظام الرئيس السوري بشار الاسد بالسقوط بسبب انشقاقات جنود ورجال اعمال وممثلي اقليات في البلاد. وصرحت كلينتون في مقابلة مع شبكة التلفزيون المغربية "2 ام" الاحد اثناء زيارتها الى الرباط "اعتقد ان النظام سيسقط (...) لست عرافة، لا يمكنني ان اقول لكم متى سيحصل ذلك". واضافت بحسب المقابلة التي اعيد بثها الاثنين "لكن الجيش السوري الذي هو بشكل كبير جيش من المجندين، لن يستمر في شن هذه الهجمات الوحشية ضد الشعب السوري الى ما لانهاية". وتابعت الوزيرة الاميركية "في وقت ما، ومع الانشقاقات ليس فقط في صفوف قوات الامن وانما ايضا في صفوف رجال الاعمال والاقليات الذين يبدون قلقهم مما يحصل حاليا، سينشأ زخم ضد النظام". وخلصت وزيرة الخارجية الاميركية الى القول "هذا سيحصل. انها مسألة وقت فقط، وآمل ان يحصل ذلك في اسرع وقت لكي تتوقف المجازر".