كشف القيادي في مجموعة العمل الوطني السورية، فواز تللو، ل «الشرق» أن المجلس الوطني السوري رفض مقترحا بتوسيع المجلس ليضم كافة القوى الثورية المعارضة، ووضع نظام داخلي له على أسس ديموقراطية وانتخاب أعضاء أمانة عامة ومكتب تنفيذي. وأكد تللو أنه طلب هو وعدد من المعارضين من المجلس الوطني عقد اجتماع عام بعد مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس لوضع تصور لتطوير عمل المجلس، إلا أن أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس وأمانته العامة تغيبوا عن الاجتماع، وتابع «من حضر منهم حاول إعطاء الوعود بعيدا عن أي برنامج زمني ناهيك عن تبريرات على شاكلة أن الأمور لا تحتمل إجراء انتخابات أو إعادة هيكلة». المجلس الوطني عاجز عن القيام بدوره واعتبر تللو أن المجلس الوطني عاجز عن القيام بدوره نتيجة الغياب الكامل للممارسة الديموقراطية والبناء المؤسسي داخله من جهة ولعدم تبنيه لرؤية واضحة فيما يتعلق بطبيعة الصراع في سوريا وتوجه الثوار للمقاومة المسلحة ضد نظام بشار الأسد من جهة أخرى.وأضاف «طالبنا المجلس منذ فترة طويلة بأن يتبنى رؤية الثوار على اعتبار أن المجلس ليس قيادة للثورة وإنما ممثلها في الخارج»، وتوقع تللو أن تستمر الثورة بغض النظر عن مشاكل المعارضة في الخارج. واعتبر تللو أن ما يجري في سوريا الآن أمرا متوقعا في ظل استمرار النظام في القتل دون حساب وفي ظل عدم إجماع المجتمع الدولي على موقف واضح لإدانته، وربط تللو بين تصعيد النظام من ممارساته الإجرامية وتصاعد الضغط الشعبي عليه. ولم يستبعد تللو أن يكون القادم أسوأ خاصة مع استمرار سياسة إفراغ المدن الثائرة من سكانها كما حصل في حمص وحي بابا عمرو ويحصل اليوم في الرستن من تدمير وقصف عشوائي لليوم السادس على التوالي، وهو ما اضطر الجيش الحر إلى مغادرة بعض المواقع بسبب قصف السكان وتدمير الأحياء. واتهم القيادي السوري النظام باللجوء لمعاقبة المدنيين لثورتهم ضده كما محافظة إدلب، حيث يحشد النظام قواته تمهيدا لتدمير المدينة وقراها. النظام لا يعرف غير لغة السلاح ورأى تللو أن عدم قدرة النظام على قمع الثورة هو ما يدفعه للتصعيد وارتكاب المجازر، «خاصة أن بشار الأسد وأركان نظامه لا يعرفون شيئا غير لغة السلاح، وليس لديهم أي مشروع سياسي وطني وإنما فقط الاستمرار في السلطة ونهب وسرقة موارد البلاد»، على حد قوله. وقلل تللو من احتمالية أن تسهم زيارة مسؤولة الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة، فاليري آموس، لسوريا في تحسن الوضع الداخلي، وتابع «أتت زيارة آموس بعد شهور من القتل ووفاة أكثر من عشرة آلاف وبعد شهر ونصف من قصف حمص وبابا عمرو لتقول أن ما حدث في حمص كان خرابا وتدميرا». وتساءل «هل تنتظر الأممالمتحدة تقرير آموس لتعرف أن هناك قتلا وتدميرا ممنهج يقوم به نظام الأسد؟ وإذا وصلت آموس بعد سنة من الخراب فهل هذا يعني أن تشكيل لجنة تحقيق دولية في جرائم النظام قد يستلزم سنوات قد يسقط خلالها ربما عشرات الألوف؟». واعتبر أن النظام يستخف بكل الهيئات الدولية والعربية، حيث لم يسمح للصليب الأحمر بالدخول إلى حي بابا عمرو في حمص إلى الآن وما زال يقوم بإعدامات لمواطنين عزل في بابا عمرو ويرتكب المجازر في الحي. وعن دور مجلس الأمن الدولي في الأزمة السورية قال تللو «هذه المؤسسة تكتب شهادة وفاتها كمؤسسة دولية محترمة، فهي وعلى مدار عام كامل عجزت عن تقديم أي شيء لشعب يُقتَل من قِبَل نظام حاكم تحت حماية ودعم دولة عضو في هذه المؤسسة وتتمتع بحق النقض». لا أهمية لزيارتي عنان وآموس كما قلل تللو من أهمية زيارة مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية، كوفي عنان، لسوريا، ورأى أن هذه المبادرات لا تثمر إلا مزيدا من القتل إن لم تكن غطاء له، «فمن يريد أن يرسل مبعوثين على هذا المستوى يجب أن يشترط وقف القتل»، حسب حديثه. وتوقع القيادي السوري ألا يتوقف نظام الأسد عن القتل إلا بصدور قرار من مجلس الأمن تحت البند السابع يجيز استخدام القوة ضده ويجبر بشار الأسد على الانصياع للقرارات الدولية، «وهذا أمر قد لا يتحقق في ظل المواقف الدولية الحالية»، على حد توقعه. الروس شركاء في القتل ووصف تللو النظام الروسي بأنه شريك في قتل السوريين، وأرجع وقوفهم بجوار الأسد إلى ارتباط القادة الروس بمصالح مع النظام السوري. واستطرد «أكبر قاعدة روسية للتجسس على الاتصالات في الشرق الأوسط تقع في محيط دمشق في الغوطة الشرقية، وقاعدة الروس البحرية في طرطوس، وهناك مؤشرات على دور إسرائيلي وتنسيق مع الروس، للحفاظ على الأسد، وهناك علاقات تربط بين قادة كلتا المافيتين اللتين تحكمان في موسكوودمشق كما يشاع». وذهب تللو إلى أن روسيا تحاول أن تظهر باعتبارها دولة عظمى من خلال موقفها الحالي، بعد أن ابتعدت سياسيا منذ نهاية الحرب الباردة، واتهم تللو الرئيس الروسي الجديد فلاديمير بوتين بمحاولة الظهور بهذا المظهر أمام الشعب الروسي. وحذر تللو مما أسماه محاولة وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إحداث المزيد من شق الصف العربي خلال مشاركته في اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم في القاهرة، واستغرب تللو حضور لافروف للاجتماع طالما أن بلاده لم تغير موقفها من الأزمة. الدور التركي وعن الموقف التركي، بيَّن تللو أنه اجتمع مع سياسيين أتراك فاستنتج أن الموقف التركي يتمثل في أنهم يروا ضرورة ألا يكونوا ملكيين أكثر من الملك في إشارة للدور العربي، لكن أكد أن تركيا مستعدة لكافة الاحتمالات خاصةً أن موقف الأتراك كان واضحا منذ البداية بدعم الثورة والتخلي عن نظام الأسد بعد استنفادهم كل الحلول السياسية معه. وقال القيادي السوري إن الثورة مستمرة بغض النظر عن مشاكل المعارضة في الخارج، مشيرا إلى كف ثوار الداخل عن انتظار المجلس الوطني وبدء القيادات في الداخل في الاعتماد على نفسها خاصة أنها منظمة سياسيا وعسكريا. وعن مجموعة العمل الوطني التي شُكِّلَت مؤخرا، أوضح تللو «نحن نعمل مع مجموعات المعارضة التي تتفق على قضيتين، الأولى شرعنة المقاومة المسلحة ومحاولة دعمها ماديا ولوجيستيا، والثانية السعي للحصول على الدعم السياسي لمواجهة النظام. وانتقد عدم تبني المجلس الوطني السوري بشكلٍ واضح لا لبس فيه للمقاومة المسلحة لعمليات الإبادة الجماعية للشعب السوري.