في ليلة رأس السنة الميلادية 2017 فُجعت بعض الأسر السعودية بفقدان عدد من أبنائها بسبب هجوم إرهابي حدث في مطعم يقع في مدينة إسطنبول التركية. أرواح طاهرة اختارها الرحمن لتكون كبش فداء لأفكارٍ تُعادي الإسلام هدفها أن تعمَّ الفوضى والكره ونشر الفتن في القلوب. ولا نقول إلا: قضاء الله وقدره، «وإنا لله وإنا إليه راجعون». ما يؤلمني هو خروج بعض النفوس المريضة في مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، و«فيسبوك» تصف هذا الهجوم ب «سوء الخاتمة» وتظهر الشماتة، وتشير إلى مكان الاعتداء بمسميات مغلوطة، وكأن هدفها أن تبرِّر الأعمال الإرهابية، وتكون في صفها ضد الأبرياء من المسلمين وغير المسلمين الذين لم يرتكبوا خطأً غير أنهم أرادوا أن يودِّعوا سنتهم مع أصدقائهم وأهلهم في أحد «مطاعم» المدينة المعروفة التي تقام فيها احتفالات رأس السنة حسب العادت والتقاليد هناك، حيث إن تركيا دولة علمانية، وتقوم بمثل هذه الاحتفالات لجذب السياح، وسواء قُتِلوا في مطعم، أو نادٍ ليلي، أو فندق، أو حتى في مسجد، كما حصل في مناطق مختلفة، حيث إن القاتل لا يفرِّق بين الأبرياء، ولا يهتم بمكان وجودهم، هم أبرياء مع اختلاف دياناتهم وجنسياتهم، والقاتل هو السرطان الفكري الذي انتشر في جسد المجتمع مثل الوباء، ويجب استئصاله. قال عليه أفضل الصلاة والسلام: «اذكرو محاسن موتاكم»؛ فهناك أسماء عدة فُجعنا جميعاً بها مع طلائع العام الجديد، وكل شخص منهم له أهل وأصدقاء تقشعر أبدانهم عند سماع تلك الآراء المبنية على أحكام مجردة من غير علم. رجاء ارجعوا إلى إنسانيتكم وحكِّموا قلوبكم ودعوا الخلق للخالق، فإن أهلهم لم يتعافوا بعد من صدمة الفراق، فكونوا رفقاء وزِنُوا كلامكم. يا أيُّها الشَّامتُ المبدي عداوتَه ما بالمنايا التي عيَّرت مِن عارِ تراك تنجو سليماً مِن غوائلِها هيهاتَ لا بدَّ أن يسري بك السَّاري مَنْ في وسعه أن يكون بمأمن من تلك «الشماتة»؟ يقول ابن القيم «من عيَّر أخاه بذنبٍ لمْ يَمتْ حتى يَفعله».