الخطاب هو اللفظ المتواضع عليه المقصود به إفهام من هو متهيِّىء لفهمه، كالخطب على المنابر في المساجد خاصة في صلاة الجمعة التي من الأولى أن تكون للوعظ والتنوير، إلاّ أن بعض الخطباء انحرفوا عن الأهداف التي شرعت من أجلها. فيقوم أحدهم يعتلي المنبر في خطبة صلاة الجمعة باستخدام الكلمات للتحقير والسب والشتم في فئة نذرت نفسها لخدمة بنات جنسها بأنهن داعرات ومن يسمح لهن بذلك العمل من أب أو زوج فهو ليس برجل وأنه ديوث لا يغار على محارمه.. مبادئ غريبة! هذه الطبيبة التي تنعتها بصفات لا تليق بها سيأتي يوم تتمنى أن تعالج عندها زوجتك أو ابنتك، امرأة تشرف على الولادة وحتى كل الأمراض المتعلقة بالنساء، لقد درست طويلاً، وربما سافرت وتغربت، وتعلمت كثيرا من رجال أكفاء، طبيبة متمكنة درست على يد أطباء شرفاء. متى يفهم بعضنا أن الاختلاط بين المرأة والرجل من أجل العلم والمعرفة والتعلم ليس بحرام ولو كان ذلك لما وافق ولي الأمر بفتح كليات الطب والصيدلة للبنات وسمح للرجال بتدريس الفتيات. هذه الطبيبة تستيقظ كل صباح وتخرج وتجاهد في ميادين الحياة وتتحمل المشاق وتعود لبيتها متعبة آخر النهار، بكل سهولة حكمت عليها بأنها تفعل الحرام لأنها تختلط بالرجال، ومع الأسف بدلا من أن تساندها وتشد من أزرها وتذكرها بالأجر العظيم الذي ينتظرها لقاء ما تقدمه لأمتها ووطنها. وهل نسي هذا الشيخ أن أول ممرضة في الإسلام هي الصحابية الجليلة (رفيدة الأسلمية) تأسو الجراح وتخفف آلاما عن المجاهدين المصابين في المعارك. ويبقى السؤال/ أين وزارة الشؤون الإسلامية عن التدقيق للاختيار وتطوير الأداء والمتابعة ومحاسبة كل من يعتلي منبراً للسب واللعن والتفرقة والعنصرية!