في هذا المقال لا أتكلم عن سينما الشباب، والبنات، ولا سينما الهواة، ولكني أتكلم عن السينما الصناعة الاستثمارية، وجدواها للجيش والأمن، وكل ما يخدم التعبئة الوطنية لو وجِّهت لذلك عبر أفلام ترفيهية قابلة للعرض العام في صالات الجمهور، أو لجمهور محدد مستهدف بالتغيير مثل مجموعات أثينية، أو طلابية، والسينما بوجه عام أكثر إقناعاً وترويجاً من واقعية التليفزيون الفجة، المباشرة قليلة الإقناع. عندما نطالب بالسينما يذهب ذهن بعضهم للصالة، حيث يعرض الفيلم في مكان مريح وأنيق، لكن السينما بصفتها الفن السابع لها أبعد من هذا، ففي بداية القرن الماضي وعندما هاجمت اليابان قاعدة بيرل هاربر، وقررت الحكومة الأمريكية الرد، وبدأ الاستعداد للدخول بثقل في الحرب العالمية الثانية، وقام الأمريكيون بتجنيد السينما وجندوا عشرات مع صناعة السينما المزدهرة، مئات الفنانين وصناع السينما ليرافقوا الجيش، ويصوروا المعارك، ويسهموا بالدعم المعنوي بنقل أخبار إيجابية عن المعركة وتقدم الجيش، وترسيخ قيم وطنية. الصورة أكثر وصولاً لعقل المتلقي من المواعظ، فالمعلومات والفكر والتمويه الفني الجميل، مع لفافة القيم المرعية، المراد إيصالها، تصل حزماً كاملة لذهن المتلقي، وتجعل بعض الوهم حقيقة، وبعض الحقائق غير المرغوبة وهماً، وأكثر من هذا يمكن تعديل سلوك، أو زرع سلوك بثنائية الفعل الخيِّر، والشرِّير، وأخيراً القيم المعرفية، والتعليمية، في فيلم لا يتجاوز الساعة ونصف الساعة، وكأنك فتحت مدرسة. ندعو لصناعة سينما وفي ذهننا كل ما سبق، وندعو الشباب والبنات لتنمية أنفسهم بالتمثيل والأعمال المساعدة في فنيات السينما، لأنه قطاع أعمال مربح، وقطاع أعمال جماعي لا فردي، لتحقيق اسم فقط، كما هي سينما الهواة.