العارفون بسياسة المملكة العربية السعودية منذ وطد أركان هذا الكيان المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، ورسم منهجها السياسي وسار على منهجه أبناؤه الملوك من بعده، رحمة الله على من فقدنا منهم، وأطال في عمر والدنا الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأعزه بنصره ووليّ عهده؛ يعلمون أنها «سياسة متزنة، وحكيمة، ومتجنبة للخوض الإعلامي غير المجدي، ولا تعني سياستها الحكيمة أنها ستقبل الضيم، أو أن تنتهك سيادتها أو كرامة أحد من شعبها، لكنها تفضل أن تنتهج سياسة الحكمة والصبر والنفس الطويل، وحينما، يبلغ السيل الزبى، وينفد صبرها، فكما تقول العرب «اتق شر الحليم إذا غضب» فلجم أصحاب الأراجيف، وإبطال مزاعمهم لن يتأخر، فهي عند ذاك ستلقم الأفواه الناعقة بالأكاذيب والمزاعم والافتراءات حجرا يخرسها، إلا أن سياستها تنحو منحى حل النزاعات بالعقل، وتقريب وجهات النظر بين الأطراف ومع الآخرين، وتوحيد الرؤى ما أمكنها ذلك، ودعم أشقائها العرب والمسلمين سياسيا وماديا وفي كل الأصعدة، دون أن «تمنّ» على بلد قامت بمساعدته يوما ما، أو منّت على أشخاص مدّت لهم يد العون ذات يوم، إلا أن الأزمات دائما ما تضع مصداقية مواقف كثير من الدول والأشخاص على المحك، وكم من الأحداث عرّت زيف وجوه تزيّنت بالأقنعة كانت تضحك لنا، مع أن قلوب أصحابها مريضة بالحسد والحقد على بلدنا، بل والعداء المستحكم الذي يظهر مهما كانت محاولاتهم إخفاءه، من هذا المنطلق فمن الطبيعي أن نشعر «بالغيظ» حينما نرى شخصيات (إعلامية أو فنية أو ثقافية أو دينية) عُرفت بمواقفها المتقلبة والعدائية تجاه بلدنا؛ يتم «استضافتها» في قنوات فضائية محسوبة على المملكة، بينما مواقع وسائل التواصل الاجتماعي تشهد بما خطته أيديهم من «تغريدات» الكراهية، و«مقالات» الحقد والعداء، أو اتهامنا بصناعة «داعش» و«الإرهاب»، مع أننا أكثر بلد تعرض لإرهاب هذه الجماعة، وأكثر بلد أبدى مواجهة معها للقضاء عليها، وعليه فكم أتمنى أن يكون لدى تلك الفضائيات قائمة لتكن «قائمة سوداء» وما الضير في ذلك تضم «أسماء لشخصيات دينية وإعلامية وفنية وثقافية» يحملون مواقف عدائية تجاه بلدنا ومجتمعنا وعلمائنا، ويستمرئون قلب ظهر المجن لنا كل مرة، ويكشّرون عن أنيابهم، ويتخندقون مع أعدائنا، ويتنكّرون للجميل معهم، حتى لا نتفاجأ يوما أنهم ضيوف على فضائياتنا التليفزيونية، أو يشعرون بأننا أصحاب «ذاكرة مثقوبة» وهم أصحاب المواقف الزائفة معنا، والمسيئة لتاريخنا ورموزنا، وقد عرتهم «الأزمات الراهنة في منطقتنا العربية»، وكشفت لنا حقيقتهم المخادعة، ونرجو ألا تغرد تلك الفضائيات بعيدا عن المنهج الديني والسياسي للوطن وتسير عكس المجتمع.