سياسة واضحة وجهود حركية لا تعرف الملل وتحركات حوارية واضحة غير مسبوقة ومنهج ثابت من منطلقات حكيمة واضحة وضوح الشمس في شفافيته ورؤيته، سعودي المنطلق إسلامي وعربي، انساني في العدالة والتوجه. الجهود التي يبذلها الساسة السعوديون على كافة الصعد لوضع حد للتجاوزات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني وممتلكاته ليس على محور القضية الفلسطينية بل على كافة المحاور التي تهم العالم الاسلامي والعربي خاصة ان بعض الأمور اقتربت من التسخين كالملف العراقي على سبيل المثال. ولأن الساسة السعوديون يدركون تماما ما ستؤل اليه السياسة الشارونية لذا فقد سارعوا في كافة الاتجاهات سواء تلك التي تعمل في اطار جامعة الدول العربية أو حتى خارجها ولا أدل على الجولات المتتالية التي يقوم بها قمة الهرم السعودي في الآونة الأخيرة من أجل قضية فلسطين ورفع شأن الأمة العربية. ولقد جاءت التحركات السعودية المكثفة ايمانا منها بأن تصعيد المسألة الفلسطينية من شأنه أن يؤثر على المنطقة برمتها ونتائجها ستكون كارثية على كافة المستويات والأمير عبدالله يدرك تماما خطورة هذا الموقف لذا كان يؤكد في محادثاته مع الأطراف الأخرى خطورة الموقف وتجدد انفجارها من جديد وتداعياتها على المنطقة برمتها بعد ان قادها شارون الى قاع الهاوية بسياسته الاجرامية التي لم تعهدها اسرائيل من ذي قبل رغم اجراميتها. ولعمري لان هذه التحركات من الساسة السعوديين تفوت الفرصة على الناعقين والمتخرصين الذين يرددون ويشككون بسياسة المملكة تجاه القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية الأخرى ولعل هذه التحركات هي التي جعلت من المملكة محل أنظار اللوبي الصهيوني في أمريكا وأوروبا نظرا لما تحتله المملكة من مكانة مؤثرة بسبب ثقلها الديني والسياسي بالعالم بل وقبل ذلك بسبب تمسكها بسياسة متينة أي قائمة على قيم لا يمكن أن تتغير مع احداثيات العالم المعاصرة وهذا بالتأكيد ما أزعج الكثير من الناعقين سواء في الاعلام الغربي أو حتى العربي وما أصحاب الاقلام الجائرة والمشككة بمواقف المملكة سواء تجاه الشائعات الفلسطينية أو غيرها من القضايا العالقة ومن الذين يدبجون مقالاتهم ويسطرون صفحاتهم ويفبركون الشائعات هؤلاء لنا أن نسخر منهم ومن صفحاتهم الصفراء خاصة تلك المهاجرة في أرض الضباب ونرد عليهم بمزيد من الوعي وبناء جسور الثقة مع قيادتنا وبذلك نفوت الفرصة على أصحاب الكذب ومرتزقي الدولار. والسياسة السعودية لا تحتاج الى منظار لتوضيح أهدافها ورؤيتها فهي واضحة ولا تقبل الغموض بل ما يغيظ الناعقين هي أنها تعمل في الصفاء لا في الخفاء. لماذا؟ لانها متجذرة وراسخة ومنسجمة مع قيم ومبادىء لا تشوبها شائبة ولا يغيرها منعطف ولأن قادة المملكة يمتلكون رؤية واضحة ثقافة يواصلون جهودهم بل ولا يتوقفون عند حد معين ولا يعرفون الملل كل هذا ازعج الآخرين بل وأؤكد على أن ذلك هو أحد أسباب حملات التشكيك التي تطال المملكة ولكن بالتحزم بالثوابت والقيم سنتجاوز كل ذلك بل سيعلو صوت الحق عندها تخرس ألسنة الباطل والضلال. ان ما ألب بعض الأقلام المأجورة على المملكة هي أن رؤيتها لا تؤمن بإبرام اتفاقات الخديعة المغلفة بالمجاملات والمصالح على حساب القضايا المصيرية للأمة كالقضية الفلسطينية بل هي تؤمن بأن الدهاء الحقيقي هو الخروج باتفاقيات عادلة تؤمن العدالة لأصحاب القضية من الطرفين ليس لمصلحة المملكة أبدا بل لصالح الأمة العربية بأسرها وهذا ما أزعج الآخرين. ورغم عمليات وحملات التشكيك المغرضة والاساءة التي يسطرها بعضهم حتى ممن ليس لديهم أدنى معرفة بالشأن والسياسة السعودية ان مثل هذه الحملات لن تزيد السياسة السعودية إلا اصرارا على الثوابت القيمية ومرجعياته التي تحكم المواقف السياسية لهذه البلاد تجاه كافة قضايا الشأن العربي الاسلامي وبالطبع فإن مثل هذه الأكاذيب والتسريبات الشائعية قد تلقى اذنا صاغية من ضعاف النفوس والقيمة ولكن التصدي لمثل هذه الاراجيف يستدعي منا نحن السعوديين ان نولي المزيد من الانتباه وندخر الوعي الكافي والحذر لما يحاك ضد البلاد خاصة وان الحملات المشككة والمغرضة التي تحاك ضد بلادنا ليست هي الأولى من نوعها بل تعرضت المملكة لغيرها من الحملات وستتعرض لحملات في المستقبل لأن هناك من لا يريد لها الاستقرار والازدهار وما زاد من غيظ هؤلاء هو فشل كافة الحملات من النيل من وحدة البلاد ولعلنا نذكر هنا بأن الحجر لا يرمى إلا على الشجرة المثمرة.