أعلنت هيئة البحرين للثقافة والآثار أمس اكتشاف قبرين ملكيين عمرهما 3700 سنة لحكام «دلمون» (البحرين) وتحديد اسميهما حيث كشفت تحاليل الكربون المشعّ التي أجريت على المدفنين الموجودين في المدافن الملكية بقرية عالي وسط المملكة أنهما بُنيا تقريباً في عام 1.715 و 1.700 قبل الميلاد. وقالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار في مؤتمر صحفي أمس إن «جهود التنقيب متواصلة طوال العام، ولكن هذه المرّة كشفت التنقيبات عن سرٍ جديد يمكن اعتباره منعطفاً مهماً مرّت به مملكة البحرين». وأضافت «ومازالت طبقات الأرض تُخفي في جعبتها ما يجعلنا نتوق لاكتشافه والإعلان عنه». وقال الدكتور ستيفن لارسن خبير الآثار من فريق التحقيقات المشترك بين متحف البحرين ومتحف مويسغارد بالدنمارك إن فريقا من علماء الآثار البحرينيين اكتشف عام 2012 عدداً من شظايا أوعية حجرية في إحدى المدافن الملكية في عالي. وكانت هذه الأوعية في الأصل قد وضِعت في مدفن ملك دلموني من العصر البرونزي. وتبين لفريق الباحثين مدى أهمية هذا الاكتشاف عندما أظهرت التحاليل التي أجريت على هذه الشظايا أن 4 من تلك الأوعية تحمل نقوشاً مسمارية مكتوبة باللغة الأكادية القديمة. وتقع المدافن التَلّية الملكية في عالي في وسط شمال الجزيرة الرئيسة لمملكة البحرين. وكان يتألف الموقع في الأصل من 12 إلى 14 تلٍّا ملكياً كبير الحجم يحدّها نحو 200 مدفن تلّيّ كبير الحجم أيضاً وكانت هذه الأخيرة مخصصة لعلية القوم أو كبار رجال الحاشية ويعود تاريخها إلى ما بين أعوام 2.000 و1.700 قبل الميلاد. بقيت 10 من هذه المدافن الملكية محفوظة إلى هذا اليوم، وكان يصل علوها إلى 15 متراً ولا يزال علو بعضها يصل إلى 12.5 متر. وقد اكتُشفت المقبرة الملكية في الزاوية الشمالية الغربية من أكبر مقبرة تلّيّة في العالم إذ كانت تحتوي في الأصل على 11.000 مدفن مخصص للناس الذين كانوا ينتمون إلى الطبقات الدنيا من المجتمع الدلموني. وكانت المدافن الملكية في عالي منذ عام 1879 محور عديد من التنقيبات الأثرية، بما في ذلك تلك التي قامت بها مؤخراً مديرية الآثار في هيئة البحرين للثقافة والآثار بإشراف المرحوم علي إبراهيم وفريق التحقيقات المشترك بين متحف البحرين ومتحف مويسغارد بإشراف د. لارسن، والموقع مرشح الآن بقوة ليُدرج على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.