أعلنت هيئة البحرين للثقافة والآثار عن العثور على مجموعة من المكتشفات الأثرية النادرة وجدت في موقع قلعة البحرين، فيما يحتوي الموقع نفسه على حوالي ثمانية أمتار من الطبقات التاريخية منذ عصر الإسلام وحتى حضارة دلمون المبكرة. وقالت الهيئة في مؤتمر صحفي عقدته مساء أمس الأول في متحف البحرين الوطني، إنه خلال عملية التنقيب الأخيرة التي جرت في الفترة ما بين شهري مارس وأبريل الماضيين، تم العثور على لوحة طينية مسمارية تعود إلى العام 503 - 504 قبل الميلاد، إضافة إلى قطعة ذهبية فيها طبع لشكل امرأة تعود إلى فترة تايلوس. وتعد اللوحة الطينية أبرز المكتشفات، حيث كتب عليها باللغة الأكادية عقد بين طرفين لتبادل التمور، وينص العقد على أن كمية التمور يجب أن ترد خلال شهر"تشرين" (بين سبتمبر وأكتوبر) من العام التالي للعقد. وأشار تحليل اللوحة إلى أن العقد قد تم محو جزء منه من الجهة الخلفية، وهي عادة اتبعها الأفراد في تلك الفترة عند انتهاء مدة العقد، أما أهم ما تشير إليه اللوحة الطينية فهو إثبات حكم الامبراطورية البابلية للمنطقة حيث تقول اللوحة: "العام التاسع عشر من حكم داريوس، ملك بابل والأراضي الأخرى". من جهتها قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار خلال افتتاح المؤتمر الصحفي: "ما تحمله أوطاننا من تراث وإرث عريق هو المكّون الأول لتأسيس سياحة ثقافية فيها، وما نحن بصدده من إنجازات للبحرين هو بالدرجة الأولى عائد إلى المواقع التي حفظت لنا ذاكرة أجدادنا وآبائنا"، معبّرة عن سعادتها بالاكتشاف الذي حققه فريق عمل التنقيب الفرنسي الذي يرأسه الدكتور بيير لومبار. ودعت الشيخة مي جميع الأطراف للمشاركة في الحفاظ على هوية البحرين، وترتيب لقاءات حول أهمية المدن القديمة في جذب سياحة ثقافية لطالما عملت المملكة على إيجادها وصناعتها، مشيدة بحماس المواطنين للحفاظ على المكتسبات الحضارية لوطنهم البحرين، مشيرة إلى أهمية مد جسور التعاون المشترك، فيما تمنّت منهم القيام بمهمة الحفاظ على الإرث العمراني، خلال فترة انتظار عمل المؤسسات الرسمية على تطويره وترميمه. من ناحيته، قدم الدكتور بيير لومبار مستشار شؤون الآثار لدى هيئة البحرين للثقافة والآثار ورئيس البعثة الأثرية الفرنسية في البحرين، عرضاً مفصّلاً حول المكتشفات الأثرية في مكان التنقيب في موقع قلعة البحرين، مشيراً إلى أن موقع قلعة البحرين يعد واحداً من أهم الموانئ القديمة، موضحاً أن هذه الميزة كانت من أبرز الدوافع لدخول الموقع على قائمة التراث العالمي لليونيسكو عام 2005. كما أكد الدكتور لومبار أن أهمية متحف موقع قلعة البحرين في حفظ تخزين ذاكرة الموقع وحفظها، حيث كان المتحف قد أقيم عام 2008 بدعم من بنك أركابيتا. وأضاف: "الاكتشاف الثاني يتمثّل في إناء خزفي مع غطائه، وهو في حالة شبه سليمة، ويحتوي بداخله على بعض الرمل وقطعة ذهبية عليها صورة امرأة، ولا يزال فريق البحث يعمل على تحليل أهمية هذين الاكتشافين وأهمية تأثيرهما على تاريخ البحرين". يشار إلى أن موقع قلعة البحرين، مسجل على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأممالمتحدة للعلوم والتربية والثقافة (يونيسكو) منذ العام 2005، وهو أول مواقع البحرين التي تسجل على القائمة إلى جانب موقع طريق اللؤلؤ المسجل عام 2012. وبجانب الموقع يوجد متحف موقع القلعة الذي ومن الجدير بالذّكر افتتح في 18 فبراير 2008م، ليكون شاهدا على أهمية الموقع الأثري ولحماية الملامح التاريخية وتوثيق الحقبات الأركيولوجية التي شكلت جغرافيا وتكوين هذه المنطقة. ويقع المتحف في السّاحل الشّمالي لمملكة البحرين، ويشكّل موقعه الحافّة التي يطلّ فيها على أجمل المشاهد الطبيعية والعفوية التي تنسجم فيها البيئة البحرية مع الحزام الأخضر للمنطقة.