رأى رئيس الوزراء البريطاني السابق، جون ميجور، أن فكرة تنظيم استفتاء ثانٍ حول مسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي «ممكنة تماماً»، فيما اعتبر خلفه في رئاسة الحكومة حتى 2007، توني بلير، أنه من الممكن تفادي الخروج المعروف إعلامياً ب «بريكست» إذا «قرر الشعب ذلك». وفي مداخلتين منفصلتين؛ اعتبر ميجور وبلير، اللذان خاضا حملة البقاء في الاتحاد الأوروبي، أنه ما زال ممكناً العودة عن عملية الخروج، في وقت تعتزم حكومة تيريزا ماي تفعيل آلية «بريكست» بحلول نهاية مارس 2017. واعتبر المحافظ جون ميجور، خلال عشاءٍ خاص الخميس، أنه من «الممكن تماماً» تنظيم استفتاء ثانٍ حول شروط الاتفاق الذي تم التفاوض بشأنه مع الاتحاد الأوروبي، وفق ما أوردت الصحافة البريطانية أمس. وصرَّح رئيس الحكومة المحافظة بين 1990 و1997 قائلاً «أسمع حجَّة تقول إن ال 48% الذين صوَّتوا من أجل البقاء ينبغي ألا يتدخلوا فيما سيجري، أرى أنه من الصعب للغاية تقبل ذلك»، مؤكداً رغم كل شيء احترامه تصويت البريطانيين (بنسبة 52 % للخروج). في الوقت نفسه؛ اعتبر العمالي، توني بلير، خلال مقابلةٍ صحفية نُشِرَت الخميس أنه «ما زال من الممكن وقف بريكست إن قرر الشعب البريطاني ذلك، بعدما رأى ما سيتأتى عنه فعلياً»، مستدركاً «لست أقول أنه سيتم وقفه، بل إن ذلك ممكن». ولا تستبعد المحافظة تيريزا ماي أن يكون للبرلمان كلمته بشأن الاتفاق النهائي مع الاتحاد الأوروبي، لكنها تعارض نظر النواب في المسألة قبل بدء المفاوضات. وستبتُّ المحكمة البريطانية العليا في مطلع يناير المقبل في قرار محكمة العدل العليا في لندن التي حكمت بوجوب تصويت النواب على عملية «بريكست». إلى ذلك؛ أكد الاقتصاد البريطاني حيويته بعد التصويت على «بريكست»، مسجِّلاً نمواً قدره 0.5 % في الفصل الثالث من السنة بحسب تقديرات رسمية ثانية أُعلِنَت أمس. وهذا التطور الإيجابي لإجمالي الناتج الداخلي بين يوليو وسبتمبر بالنسبة إلى الفصل السابق؛ يأتي مطابقاً لتوقعات الاقتصاديين. وجاءت هذه الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية مطابقةً للتقديرات الأولى الصادرة في نهاية أكتوبر. وجميع مؤشرات الاقتصاد بحسب هذه الإحصاءات إيجابية، ولا سيما إنفاق الأسر (+0.7 %) والاستثمارات (+1.1 %) والصادرات (+0.7 %).