في إذاعة القرآن قبل عدة سنوات وتحديدا في برنامج (بيوت مطمئنة) سمعت هذه القصة بنفسي من الشيخ عادل العبدالجبار مقدم البرنامج، حيث وصلت رسالة فاكس من فتاة اسمها هند تقول فيها: «عمري 19 سنة وأنا أكبر أخواتي وتقدم لي كثير من الخطاب وشاء الله أن يخطبني أحد الشباب الطيبين الذين تتمناهم كل فتاة وتمت الخطوبة والعقد وحددنا موعد الزواج وأثناء ذلك قدر الله أن تصاب أمي بجلطة جعلتها مشلولة وأقعدتها عن الحركة وكذلك أصبحت عاجزة عن النطق لا تستطيع أن تتكلم، واتفقت مع خطيبي على تأجيل موعد الزواج بسبب ظروف أمي وطالت معاناتها وأصبحت أطعمها وأسقيها وأنظفها وأقوم على رعايتها في كل شؤونها وقلت في نفسي لو أني تزوجت فمن سيقوم بها من بعدي فنذرت نفسي لها وأن أكمل بقية حياتي لخدمتها وأكرس كل جهودي لها ابتغاء مرضاة الله وطلبا للأجر والمثوبة، فطلبت الطلاق من خطيبي وأرجعت له كل ما أعطاني من مهر ومن هدايا، استمرت معاناة أمي وتزوجت كل أخواتي حتى وصل عمري 45 سنة وحانت لحظة الفراق وجاءتها سكرة الموت وأخذت ألقنها الشهادة فنطقت بعد صمت طويل استمر 26 سنة ودعت لي وقالت: أبشري يا هند بالجنة فسيعوضك الله خيرا على صبرك وكل ما قدمتيه من أجلي ونطقت الشهادة وفارقت الحياة بعد صراع طويل مع مرضها وبعد عدة أشهر تقدم لخطبتي رجل أعمال من أهل الخير والصلاح وفي الخمسين من عمره وتزوجته وأنا الآن حامل منه بثلاثة توائم»!، انتهت قصة هند المؤثرة وعوضها الله عز وجل خيرا نتيجة صبرها واحتسابها بالقيام على أمها والاهتمام بها وفي ذلك رسالة لكل من كان والداه أو أحدهما على قيد الحياة بادر ببرهما ولا تنتظر أن تتزوج وتنجب الأولاد لكي تشعر بهم!! اجلس معهم ومازحهم وأدخل السرور إلى قلوبهما وتحدث إليهما بالأحاديث التي يحبونها حتى ولو تتكلف ذلك ولو كان ثقيلا على نفسك.. احتسب الأجر وجدد نيتك لذلك كل يوم لتستمتع بجلوسك معهما واقترح عليهما واستأذنهما بالخروج ليخرجا معك للتنزه والترفيه – حتى ولو كل يوم تأخذهما معك بجولة قصيرة في نفس الحي الذي تسكنه – قبل أن يطلبا منك ذلك ليشعرا بأن أولادهما فرحين بهما وبمعيتهما، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.