القبض على شخصين في تبوك لترويجهما الحشيش و(9000) قرص "إمفيتامين"    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    استقالة مارتينو مدرب إنتر ميامي بعد توديع تصفيات الدوري الأمريكي    6 فرق تتنافس على لقب بطل "نهائي الرياض"    أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي    مدرب الفيحاء يشتكي من حكم مباراة الأهلي    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    دوري روشن: التعادل الايجابي يحسم مواجهة الشباب والاخدود    الهلال يفقد خدمات مالكوم امام الخليج    «الصحة الفلسطينية» : جميع مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل    المملكة توزع 530 قسيمة شرائية في عدة مناطق بجمهورية لبنان    اعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم    منتدى المحتوى المحلي يختتم أعمال اليوم الثاني بتوقيع 19 اتفاقية وإطلاق 5 برامج    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    انطلاق مهرجان الحنيذ الأول بمحايل عسير الجمعة القادم    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    الملافظ سعد والسعادة كرم    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    «استخدام النقل العام».. اقتصاد واستدامة    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    فعل لا رد فعل    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بحائل يفعّل مبادرة "الموظف الصغير" احتفالاً بيوم الطفل العالمي    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخطوبة.. رجل وامرأة في قفص الاتهام
رغبات شباب ورأي الكبار وحدود لابد منها
نشر في اليوم يوم 23 - 07 - 2003

يعتقد الشبان والفتيات في مجتمعنا ان قصر فترة الخطوبة ووجود الرقابة العائلية لا تحققان الغرض من (فترة الخطوبة) وهي للتعارف بين الخطيبين بصورة كافية ويرى الشباب ان الخطوبة بصورتها الحالية هي السبب وراء تعاسة كثير من المتزوجين وارتفاع نسبة الطلاق لذلك يقترحون تمديد فترة الخطوبة وتخفيف رقابة الاهل وبين جملة الآراء تحدد الوجهة.. الى التفاصيل .
و.م في الثالثة والعشرين من عمرها تحمل لقب مطلقة منذ تسعة اشهر، بعد زواج لم يدم اكثر من ستة اشهر او مثل كثيرات غيرها تبنت اتجاها ايجابيا نحو وضعها فتقول: كان يمكن ان تكون الامور اسوأ من ذلك احمد الله انني كشفته (تقصد زوجها) في بداية الزواج وقبل ان انجب منه طفلا.
وعرفت زوجها قبل الزواج لمدة اشهر في فترة الخطوبة التقليدية، ولكنها لم تتمكن خلال هذه الفترة من معرفة انه حين يغضب يفقد السيطرة على نفسه ويتفوه بكلمات بذيئة.. وقد يضرب! وهذا ما حدث آخر مرة غضب منها وكانت آخر مرة يرى فيها وجه زوجته والتي قالت: في فترة الخطوبة كنا نلتقي دوما بوجود اهله او اهلي، او بصحبة احد اخواني لم نختلي بانفسنا الا فترات قصيرة جدا وفي فترات متباعدة حيث كنا نرسل اختي عند احدى صديقاتها كي نمضي بعض الوقت لوحدنا لذلك كان دائما حلو الكلام لطيف المعشر، متماسكا، مهذبا، لا يقول الا المناسب، ولا يتصرف الا حسب الاصول.. كيف لا وهناك دوما رقيب وحسيب لكل كلمة ينطق بها ولكن بعد الزواج (الفعلي) ظهر على حقيقته، ما اصابني بالذهول والخوف، حتى اعتقدت انه مجنون او بشخصيتين! في النهاية ضربني بشدة لاني جادلته في موضوع ما، وبعد هذه الحادثة فقدت كل شعور بالود نحوه، ولم اطق الاستمرار معه.
ام (و) تقف الى جانب ابنتها في قرارها ولكنها تستغرب قائلة بقلق: انا تزوجت (ابوالعيال) دون ان اراه سوى مرة واحدة بعدها كان الزواج والدخلة ومنذ ان رأيته ارتحت له ولم ار منه الا الخير والاحترام والمودة كلنا تزوجنا بهذه الطريقة ولم يختلف علينا الرجال بعد الزواج اما في هذه الايام فالوضع يختلف لا امان للشبان قبل الزواج يبدون بوجه، وبعده بوجه آخر، كيف لنا ان نضمن ان من سيأتي لابنتنا بعد ذلك لن يخدعها في فترة الخطوبة.
سؤال وجيه وفي محله.. كيف؟
في الحقيقة ان فترة الخطوبة لم تتغير كثيرا كما يبدو عما كانت عليه في الماضي فما زال الاهل يرفضون السماح للخطيبين بالتعرف الى بعضهما بعضا دون وجود الاهل ورقابتهم.
المشكلة هي ان الناس تغيروا كثيرا عن الماضي فلم يعد الشبان او البنات يحملون كل قيم ومثل آبائهم كما كانت الحال في الماضي حيث كان الاهل هم المصدر الوحيد للتربية وتعليم المثل والقيم الآن يتربى الشباب على ايدي الفضائيات والانترنت والمجلات والشارع والمدرسة والسفر الى جانب الاهل لذلك لا يمكن الآن الاعتماد على معرفة اهل العريس او اهل العروس للحكم عليه واختياره زوجا او زوجة لابد من معرفته كفرد منفصل (نسبيا) عن اهله كي يتم تقييمه هل يمكن ان يتم ذلك في اطار الخطوبة كما هو متعارف عليه في مجتمعنا؟
اتفق جميع الذين تحدثنا معهم شبانا وفتيات لم يسبق لهم الزواج او تزوجوا ومروا بفترة الخطوبة على ضرورة وجود فترة تعارف تسبق الزواج، وهي ما تسمى بفترة الخطوبة ولكن كان هناك اختلاف حول حجم الحرية المسموح بها للطرفين وصورة الالتزام بينهما فكثيرون يعتبرون عقد القران زواجا وليس خطوبة، وبالتالي لا يمكن القول انه فترة تعارف حرة تسمح بتغيير الرأي والانسحاب من دون خسائر، وبالتالي فهي غير عادلة ولا تحقق الغاية المطلوبة من فترة الخطوبة.
خطوبة بعيدا عن رقابة الاهل
تقول ش. الرحيمين - طالبة: ان فترة الخطوبة التي يسمح بها الاهل قبل عقد القران غير كافية كي يتعرف اثناءها الطرفان على بعضهما حبذا لو كانت اطول ومن دون رقابة الاهل كي يتسنى لهما الحديث بحرية من دون تصنع ومجاملات لمن يجلس معهما.
وتقول: صحيح انه يسمح للبعض بالجلوس معا اكثر بعد عقد القران ولكن ما الفائدة ان عقد القران يعني الزواج ولو حدث وانفصل الخطيبان، اعتبرت الفتاة مطلقة وعليها تحمل كل ما يسببه هذا اللقب من مشاكل ولو يتفهم الاهل الموقف ويشعرون بما تمر به الفتاة بعد ذلك لكانوا فضلوا تطويل فترة الخطوبة قبل عقد القران.
زيادة الزيارات
سارة العثمان موظفة تؤيد ايضا تمديد فترة الخطوبة قبل عقد القران واتاحة الفرصة للخطيبين بالانفراد من دون رقابة الاهل كي يتعرف كل منهما الى طباع الآخر وطريقة تفكيره بوضوح وتقول: اقترح ان يشرف الاهل على البنت في هذه الفترة خصوصا البنت الصغيرة عديمة الخبرة، وان يبقوهاتحت رقابتهم حماية لها.. فبعض الشبان قد يستغل الموقف ويفعل اشياء تسيء لمستقبل الفتاة لكن البنت المتعلمة الواعية يمكن اعطاؤها مزيدا من الحرية لانها قادرة على حماية نفسها والتصرف بالشكل المناسب اثناء الخطوبة تكمن في قصر مدتها وقلة الزيارات بين الحطيبين واقترح تمديد فترة الخطوبة وزيادة الزيارات والمناقشات بين الخطيبين للتعرف الى مفاتيح شخصيتهما وزيادة التفاهم بينهما فذلك سيقلل حتما من مفاجآت ما بعد الزواج ومن الطلاق المبكر.
نرجو ثقة كاملة
وتقول ن. الوليدي - موظفة: كلنا نتمنى في قرارة انفسنا ان تكون فترة الخطوبة اطول وان يمنح الاهل الفتاة الثقة الكاملة فهي تستطيع حماية نفسها من خطيبها ولو حدث هذا فسيتعرف كل طرف الى الآخر من دون تمثيل وتصنع اما عقد القران فالكل يعرف انه زواج وارتباط نهائي وليس من السهل اتخاذ قرار الانفصال لانه يعني طلاقا بالنسبة الى البنت لذلك من الافضل تأجيله لبعض الوقت.
وتؤيد منال الغريري - طالبة - فكرة تمديد فترة الخطوبة بعيدا عن رقابة الاهل، لان ذلك يشجع الخطيبين على التصرف بتلقائية دون تمثيل ما يتيح للفتاة معرفة طباع الشاب وخصاله من البداية صحيح ان مجتمعنا مازال يرفض هذه الفكرة ولكن لو تفهم الاهل مشاعر الابناء ووثقوا في فتياتهم لكانوا اكثر تقبلا للفكرة ولكن الاهل يفضلون عقد القران لوقاية انفسهم من القلق من دون التفكير في مصلحة الفتاة بعد ذلك.
الانفصال يعني الطلاق
وترى السيدة ام راشد - متزوجة ولديها 3 اطفال - ان الاسلوب المتبع في تزويج البنات الآن مجحف في حقهن ولا يعطيهن اية حرية في اختيار شريك الحياة وتقول: ان مجرد عقد القران يعني الزواج شرعا، ويعني الالتزام والارتباط الزوجي ان البنت بعد عقد قرانها تعلم انها اصبحت زوجة للشاب وان انفصالها بعد ذلك يعني انها ستحمل لقب مطلقة لذلك فهي مضطرة الى تقبل الامر الواقع والقبول بكل ماتجده في الشاب وتحمل كل ما يحدث بعد ذلك، وذلك حتى لا تصبح مطلقة، وحتى لا تغضب اهلها او تثير قلقهم اتمنى لو تعطى الفتاة حرية اكبر في الاختيار، وان تمدد فترة الخطوبة السابقة لعقد القران حتى تتمكن من الحكم الجيد على الشاب الذي سترتبط به بحيث يكون قرار الزواج صادرا عنها وليس عن الاهل وبالتالي تتحمل هي نتيجة قراراتها بعد ذلك ولا تلوم اهلها لو لم ينجح الزواج.
ماذا يقول الشبان
ليس الفتيات فقط هن اللواتي يخشين الارتباط قبل الاقتناع التام بشريك الحياة اثناء فترة الخطبة فالشبان ايضا يفضلون ان تتاح لهم فرصة اطول للتعرف الى (الخطيبة) قبل الزواج وقبل عقد القران الذي يعتبر التزاما حقيقيا بالفتاة وحول ذلك يقول محمد الملفي - موظف - من الافضل ان تكون فترة الخطوبة اطول ومن دون رقابة الاهل بحيث يعطى الشاب والفتاة الثقة وحرية اتخاذ القرار عن قناعة ذاتية وحتى لو حدث (فسخ) في فترة الخطوبة وقبل عقد القران فان الانفصال يكون اسهل وبخسائر اقل بكثير في ما لو حدث بعد عقد القران.
قادرة على حماية نفسها
ويؤيد الرأي السابق فهد الراشد - طالب - الذي يرى ضرورة وجود فترة يتعرف فيها الشاب الى الفتاة من دون تدخل الاهل حتى يتمكن كل طرف من معرفة شخصية وطباع الطرف الثاني ومن دون تمثيل ونفاق.
ويقول: لو فكر الاهل بصورة واقعية فسوف يدركون اهمية فترة الخطوبة قبل عقد القران ولو نظروا الى شخصية الفتاة الجديدة لادركوا انها قادرة على حماية نفسها من المشاكل ومعرفة ما يناسبها.
التطور مطلوب
وكذلك يرى ماجد - طالب - ان المجتمع تطور في كثير من جوانب الحياة، وحان الوقت ان يتطور في مسألة الخطوبة والزواج ويقول: لابد ان يغير الاهل موقفهم من الخطوبة وان يدركوا ان الشباب على قدر المسؤولية واذا اعطيت لهم الثقة فلن يخيبوا الآمال يجب ان تتوفر للخطيبين فترة كافية ليتعرفا اثناءها الى بعضهما بعضا من دون وجود الاهل فالزواج ارتباط مصيري ولابد من المعرفة الجيدة قبل ذلك.
عقد القران هو الاضمن
من جهة اخرى هناك من يؤيد فكرة عقد القران بسرعة واعتبار ما بعد (الملكة) فترة مناسبة للتعارف بصورة سليمة، وان الارتباط بعقد القران له تأثير ايجابي في عملية التعارف وهذا ما تقوله السيدة ام خالد - وهي أم زوجت بناتها كما تزوجت هي من قبل من دون خطوبة:
كثير من فتيات هذه الايام يتمنين تطويل فترة الخطوبة قبل عقد القران.. ولكن هذا ليس لصالحهن فعدم الارتباط بعقد ثابت يعطي الشاب الحرية كي يترك البنت وقتما يشاء.. وهذا يسبب لها كثيرا من الالم النفسي.. كذلك ينفر منها الشبان الآخرون ولكن لو عقد قرانها على الشاب، فانه سيشعر بأنها زوجته وسيلتزم بها فعلا ولن يفكر بتركها بسهولة.. اما في حالة حدوث الانفصال بعد عقد القران وحمل الفتاة لقب مطلقة فهذا نصيبها.. وقد يكون لها نصيب مع شاب آخر يكون افضل من سابقه.. ولا اعتقد ان (الطلاق) يؤثر في مستقبل البنت.. بالنسبة الي فقد زوجت كل بناتي بهذه الطريقة، والحمد لله كلهن يعشن حياة سعيدة مع ازواجهن، وانا لا اؤيد من يقول ان تطويل فترة الخطوبة يحمي الابناء من المشاكل بعد الزواج فان ما كتبه الله لنا سوف يصيبنا مهما فعلنا.. النصيب واحد!!
تقاليد الزواج.. لا جديد
اما السيدة حصة عبدالعزيز فهي ترى ان كل شيء ممكن ان يتغير في المجتمع ما عدا تقاليد الزواج فهي تقول: لن يحدث ابدا ان تنفرد الفتاة بخطيبها قبل عقد القران، مهما تغير الزمن، وسيظل عقد القران هو الطريقة الصواب.. ان التطور والتجديد يمس كل شيء الا مسألة الزواج والارتباط فكل مجتمع يتمسك بالعادات والتقاليد في هذا الامر.
ويفضل السيد علي السيف عقد القران على الخطوبة غير الملتزمة كأفضل طريقة لتعرف الشاب والفتاة الى بعضها البعض، يقول علي: نحن في مجتمع محافظ لا يرضى بانفراد الشاب والفتاة من دون ارتباط شرعي، وبالتالي فان عقد القران هو الوسيلة الوحيدة كي يتعرف الاثنان الى بعضهما بعضا من دون رقابة الاهل ولان الانفصال بعد عقد القران له نتائج اكبر من فسخ الخطوبة العادية فانه يتوجب على المخطوبين اخذ عقد القران على محمل الجد والاستفادة من الفترة بأحسن صورة لتفادي حدوث الطلاق بعد ذلك.
كذلك يرى السيد نايف العبدلي ان عقد القران هو الصورة الصحيحة والمقبولة لتعارف الخطيبين، وحتى لو لم يتم الاتفاق وحدوث الانفصال في هذه الفترة، فلا عيب في ذلك. وكون البنت اصبحت مطلقة في هذه الحالة لا يشكل اي عائق في طريق ارتباطها مرة اخرى بشاب آخر).
ويضيف : (أرى ان الشباب في الوقت الحالي يفضلون عقدالقران كذلك اهل الفتاة، وذلك لضمان مستقبل البنت).
حل وسط
البعض تبنى حلا وسطا يدعو لعدم التسرع في الارتباط بعقد القران وتمديد فترة الخطوبة قبل كتب الكتاب، ولكن تحت رقابة الاهل وبوجودهم، فذلك لا يمنع من معرفة الخطيبين لبعضهما بعضا بصورة كافية.
كما تقول السيدة م. الحربي - معلمة دين : (انا مع فترة خطوبة كافية قبل عقد القران، ولكن يجب ان يتم التعارف بين الطرفين بوجود الاهل وحسب تعاليم الدين الاسلامي وبوجود المحارم. ولو تم التعامل مع فترة الخطوبة هذه حسب المقاييس الصحيحة، لما كانت هناك حالات طلاق لفتيات في عمر الزهور، وهو ما يحدث بسب الاستعجال بعقد القران).
يرى وجهها وكفيها فقط
@ وتوافق د. هيفاء الحمود دكتوراه في علم الاجتماع واستاذة جامعية على ضرورةواهمية فترة الخطوبة قبل الزواج كي يتعرف كل طرف الى طباع الآخر. وتقول : (لقد منحتنا الشريعةالاسلامية حقوقا لا تقل عن حقوق الرجل للتأكد بانفسنا من صلاح الرجل للزواج ام لا، وما علينا الا ان نسمع صوت شريعتنا ونتبع احكام القرآن الكريم وما صح عن سنة النبي صلى اله عليه وسلم لتتم للمرأة السعادة في الزواج., فقد جاء في الكتاب العزيز (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) ويفترض في الزواج ان تكون هناك علاقة سكينة بين الرجل والمرأة تستريح فيه الانفس الانسانية وتتهذب وتزداد حصيلتها من العطف والرحمة والمودة. لذلك وجب على الزوجين ان يقتنعا بالخطوبة باعتبارها مقدمة لحياة زوجية مستقرة. ويتم اثناء الخطوبة الاستقصاء والبحث اللذان يساعدان على تحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي بعد ذلك. فالرسول (صلى الله عليه وسلم) قال : (تخيروا لنطفكم فان العرق دساس) وهذا يعني الاستفسار والسؤال المقصود. ولاتعني خطوبة احد الوالدين لابنهما اجباره على الفتاة، وليس العكس. فالزواج يجب ان يتم بموافقة الطرفين، ومن حق الفتاة ان ترى من يتقدم لخطبتها قبل ان توافق عليه او ترفضه، ومن حق الطرفين ان يجلسا مع بعضهما البعض بوجود المحارم، ولا يسمح للشاب ان يرى من الفتاة سوى وجهها وكفيها).
وجود الاهل لا يعيق التعارف
وتقول السيدة منى الصراف - موظفة - ان لقاء الخطيبين بوجود الاهل والمحارم يمكن ان يتم ويحق الغرض المطلوب منه وهو التعارف قبل اتخاذ قرار الارتباط فليس صحيحا ما يقوله البعض ان وجود الاهل لا يسمح بتعارف الخطيبين، فالانسان يستطيع ان يكون فكرة جيدة عن طباع الشخص الذي امامه حتى بوجود الآخرين وانا ضد عقد القران كفترة تجريبية تدوم لفترة طويلة.. ففي هذا ضرر كبير على الفتاة والافضل ان يرى الخطيبان بعضهما البعض قبل عقد القران وبوجود الاهل.
مفاجآت ما بعد الزواج
نعود الى و.م في بداية موضوعنا التي طلبت الطلاق بعد فترة قصيرة من الزواج بسبب عنف زوجها وهو امر ما كان يمكن اكتشافه اثناء فترة الخطوبة.
قد تكون حالة و.م نموذجا متطرفا من مفاجآت ما بعد الزواج او قد تكون المفاجأة عادية لا تعدو كونها خيبة امل او سوء فهم، او قد تكون المفاجأة سعيدة هنا تتحدث مجموعة من الرجال والسيدات المتزوجين عن تجاربهم الشخصية في الخطوبة وعقد القران والنتيجة الانفاص او الاستمرار.
من الطبيعي ان يحاول كل طرف اظهار احسن مالديه والمبالغة في ذلك، ليس للخداع ولكن لاثارة الاعجاب والحصول على الرضا ونظرا لمحدودية فرص التعارف وقصر الفترة يصعب على الشاب او الفتاة رؤية الوجه الآخر للثاني، وهاذ ما اشار اليه ابو راشد الذي يقول: اثناء فترة الخطوبة اعتقدت ان خطيبتي تجيد الطبخ، واخذت هذا الانطباع من عدة اطباق حلويات تناولتها في بيتهم وقيل لي انها هي التي صنعتها.. بصراحة سررت كثيرا فقد كنت اخشى ان اتزوج فتاة ممن لم يتعلمن الطبخ ويكرهن الوقوف في المطبخ ولكن هذا ما حدث بعد الزواج قالت لي انها صنعت الحلوى بمساعدة امها، وانها لم تخبرني آنذاك لانها لم تكن ملزمة، وكان الامر مجرد تسلية! ولكنها في الحقيقة لا تجيد الطبخ وتعتمد على امها في ذلك.. خاب ظني، ولكنه ليس بالامر الخطير، لذا فقد جعلتها تتعلم الطبخ من والدتي!!
الملابس تخدع
@ اما د. س فقد وصفت لنا انخداع شقيقها بزوجته بطريقة ساخرة قائلة : (اكتشف اخي المتزوج حديثا ان الملابس والماكياج يخدعان، ففي فترة الخطوبة بدت له خطيبته مختلفة عما وجده بعد الزواج).
وتضيف :
(لا أريد الدخول في التفاصيل التي ذكرها لنا اخي ولكن الملابس والماكياج تغطي الكثير، بل تغير شكل الجسم) وتتابع :
(ولكن أخي انسان قنوع اذ تقبل الامر ولم يجرحها بقول او فعل، فهو على حد قوله لم يكتشف عيوبا خلقية، سوى ان عينيها الحقيقيتين اصغر من عينيها بالماكياج.. وهذا الشيء كما يقول عادي ويجب تقبله).
لايتحدث
@ اما السيدة ع. الزاهد فقد اكتشفت ان سكوت خطيبها قبل الزواج لم يكن خجلا من اهلها، ولا هو بسبب عدم توفر حرية الكلام، بل لانه من النوع الصامت الذي لا يحب الكلام الا في ما ندر، وتقول :
(بعدما تزوجته اكتشفت انه مثل ابيه لا يتحدث الا نادرا. بينما أمه لا تكست)!
وتقول : (كان الامر مملا في بداية ارتباطنا وسبب لدي الكثير من الاحباط، ولكنني اليوم سعيدة مع زوجي بعد ان تعودت على طبيعته وتقبلته كما هو.. ويكفيني انه طيب معي بالافعال والمواقف وكريم جدا).
مفاجآت سارة
ولكن هناك من اسعدهم الحظ وتمكنوا في فترة الخطوبة وعقد القران من رؤية الامور بوضوح، وبالتالي دخول الحياة الزوجية على (نور)، فكانت المفاجأة بعد ذلك سعيدة ومرضية، وهذا ما حدث مع السيدة ل. التركي، التي قالت :
(كانت فترة الخطوبة تقليدية ، يعني كان الاهل يجلسون معنا، لذلك لم تتح لنا فرصة التعرف الى بعضنا بشكل جيد، فعقدنا القران، وحصلنا على حرية اكبر، وبقينا هكذا لمدة 7 اشهر. بعدها تزوجنا، ونحن الآن سعداء. والمسألة هنا ليست مسألة حظ، فأحيانا لا يحدث الاتفاق والتفاهم بعد عقد القران وينفصل الاثنان وتخرج الفتاة من العلاقة بلقب مطلقة).
لم أمر بفترة خطوبة
@ ون. م ايضا تزوجت بعد معرفة تمت اثناء عقد القران وتقول : (أهلي متمسكون بالعادات والتقاليد ورفضوا فكرة الخطوبة فقط من دون ارتباط شرعي، لذلك عقدنا القران وتعرفت الى زوجي بعد ذلك. ولكن مهما تعرفنا الى بعضنا البعض،هناك اشياء كثيرة لا يمكن اكتشافها الا بعد الزواج.
والحمد لله حياتي سعيدة لانني اعرف كيف أسيطر على الامور في حال حدوث مشاكل. ولكنني اؤيد تمديد فترة الخطوبة قبل عقد القران، لان كثيرا من الفتيات لا يتوفقن بعد عقد القران، وينفصلن بصورة مأساوية).
الامر نسبي
@ وبالنسبة الى مبارك عبدالله ، فالامر سيان، فهو يعتقد ان طول فترة الخطوبة او قصرها، ووجود الاهل او عدمه لن يغير من الامور شيئا، ويتابع : (المسألة نسبية، وكل شخص يختلف عن الآخر، فأنا مثلا بعد عودتي من الخارج التقيت فتاة كانت من اختيار الاهل، وخطبتها لفترة وكنا نلتقي بوجود الاهل.. ومن خلال الحديث معها احسست انها توافق اطباعي وميولي، لذلك قررت عقد القران حتى نكون اقرب، ونتعرف الى بعضنا البعض اكثر..
وبصورة عامة، ليس هناك ضمان لعدم وجود مفاجآت بعد الزواج، فالمشاكل قد تحدث بعد الزواج حتى لو مر الزوجان بفترة خطوبة كافية واعتقد انهما مقتنعان ببعضهما البعض.. اما بالنسبة الى الخوف من حمل الفتاة لقب مطلقة في حال الانفصال بعد عقد القران، فهذا قلق مبالغ فيه، ولم يعد هذا اللقب يعني شيئا، فالشباب تطوروا وتغيرت نظرتهم للامور، ومنها مسألة طلاق الفتاة وارتباطها مرة اخرى).
النضوج والوعي
@ يرجع الكثيرون اسباب ارتفاع نسبة الطلاق في بداية الزواج في مجتمعنا الى عدم توافر فرص المعرفة الكافية قبل الزواج، وقبل الارتباط بعقد القران الذي يخلق شعورا بالالتزام ويفقدهما الكثير من الحرية (تغيير الرأي والانسحاب)، هل هذا صحيح؟
يقول د. عبدالرحمن شهيل - استاذ جامعي، قسم التربية : (لننظر الى المجتمعات الغربية، حيث حرية التعارف بين الجنسين حرية كاملة، ورغم ذلك فان نسبة الطلاق عندهم عالية جدا. اذن المسألة ليست مسألة اعطاء مزيد من الحرية لتعارف الخطيبين، ولكن المسألة مسألة الا يستعجل احد الطرفين في الزواج قبل الوصول الى درجة من الوعي والنضوج لتحمل مسؤولية تكوين اسرة مستقرة وتوفير مناخ عملي للاستمرارية.
اذا توفرت هذه العوامل سهلت الامور الاخرى ووضحت. فالشاب مثلا، لا يجب ان يعتمد اعتمادا كليا على اختيار اهله للبنت من دون ان يراها ويتعرف الى طباعها وشخصيتها ومعرفة مدى التقارب الفكري والثقافي بينهما. كل هذا يمكن تحقيقه اثناء فترة الخطوبة بشكلهما السائد في مجتمعنا الذي يتيح للفتاة والشاب التعرف الى طبائع بعضهما البعض تحت نظام متكامل وضوابط شرعية لا تعيق عملية التعارف التي تتم بوجود محرم. اما بالنسبة الى التقاء الشاب والفتاة منفردين فهذا امر مرفوض من ناحية شرعية).
مبررات نجاح الزواج
يتفق علماء النفس على ضرورة وجود فترة تعارف سابقة للزواج بين الشاب والفتاة، وفي الواقع ان ما يسمى بالخطوبة تمارس في كل المجتمعات البشرية بكل عاداتها وتقاليدها واديانها، وان اختلف شكل الخطوبة ومتطلباتها، الا ان الهدف الاساسي منها واحد في كل المجتمعات وهو : (التمهيد لزواج طرفين وتهيئتهم نفسيا وعاطفيا للمرحلة الجديدة).
يقول د. ريمون حمدان - اخصائي العلاج النفسي والمشاكل الزوجية والاسرية : (الخطوبة.. او فترة البحث عن شريك للحياة بهدف الزواج، هي سلوك طبيعي لدى البشر. وقد صنفه علماء السلوك الانساني في خمس مراحل متتابعة تمر بها مشاعر الخطيبين قبل الوصول الى مرحلة الزواج :
* المرحلة الاولى : وهي مرحلة التعارف المبدئي، يعمل فيها (الغريبان) على توصيل ما يكفي من المعلومات عن نفسيهما لشد الانتباه والتشجيع على متابعة التعارف.
* المرحلة الثانية : تتكون بينهما رابطة مبنية على فكرة كل منهما على الآخر ومشاعره نحوه بناء على المعلومات التي وصلت اليه خلال المرحلة الاولى، ويرى كل طرف الطرف الثاني على انه فرد متميز بصفات معينة تميزه عن الاغلبية.
* المرحلة الثالثة: في حال كون المعلومات المتحصلة في المرحلتين الاوليتين مشجعة ومريحة للنفس، يحدث بين الطرفين ميل شخصي ومزيد من التقارب النفسي ينقلهما الى المرحلة الرابعة.
* المرحلة الرابعة : يزداد التقارب بينهما وتقوى ثقتهما ببعضهما ويشعر كل منهما بالامان اكثر فيكشف المزيد عن نفسه وخصوصياته.
* المرحلة الخامسة : يكون الخطيبان قد وصلا الى حالة من التقارب والارتباط العاطفي والنفسي مبنية على احساس بالمعرفة الكافية والقبول بالطرف الثاني، وبالتالي يؤخذ قرار(الزواج) بكثير من الارتياح والثقة بالمستقبل).
ضمانات للزواج السعيد
ويقول د. حمدان : (ولكن لا احد يستطيع ان يحدد مدى حدود المعرفة الكافية في فترة ما قبل الزواج، ولا ما اذا كان افتراض كلما زادت المعرفة زادت فرص نجاح الزواج وضمان النتائج افتراضا صحيحا. فقد بينت الدراسات التي اجريت فيما مضى في الغرب، حيث يستطيع الشبان والفتيات التعارف دون اي قيود اسرية ولا اجتماعية ، ان طول وعمق فترة التعارف بين الطرفين لم يشكلا ضمانا لحدوث الارتباط بالزواج، ولا ضمانا لنجاح الزواج واستمراره، لو حدث الارتباط، فمثلا احدى الدراسات التي اجريت على عدد كبير من الافراد الذين تربطهم علاقات عاطفية حميمة جدا، ويعيشون مع بعضهم البعض كفترة تجريبية قبل الارتباط بالزواج، (في الولايات المتحدة) ، وبعد متابعة علاقة هذه المجموعة على فترات متتالية بينت الدراسة ان 60 في المائة من المجموعة لم يتزوجوا.. وانفصلوا بحثا عن ازواج خارج العلاقة.
كذلك تبين ان الذين تزوجوا بعد تجربة (التعايش) لم يكونوا اسعد ولا اكثر اخلاصا من الذين تزوجوا بعد فترة تعارف قصيرة ولم يسكنوا مع بعضهم البعض، فكانوا يواجهون نفس حجم المشاكل والخلافات التي يواجهها غيرهم ممن تزوجوا دون معرفة طويلة قبل الزواج.
ويستطرد د. حمدان : (الا ان هذا لا ينفي انه لابد من وجود مشاعر الالفة والميل الناتجين عن التوافق الفكري والنفسي لاي اثنين يريدان الزواج، وهذا لا يمكن تحقيقه الا بوجود فترة تعارف تسبق القرار الكبير.. الزواج، اما كيف يتم هذا التعارف والتفاهم، فهو امر يعتمد على عناصر وعوامل عديدة يختص فيها كل مجتمع واسرة).
وقد سئل فضيلة الشيخ عبدالله الجبرين عن الطريقة الصحيحة لخطبة امرأة، وايهما افضل العقد على المرأة مباشرة بعد الخطبة او تأخيرها قليلا فأجاب الشيخ الجبرين.
على الخاطب أولا السؤال عن المخطوبة وعن اخلاقها وصلاحها ومناسبتها ثم بعد ذلك يتقدم لاهلها ويرسل اليهم من يطلب منهم ذلك ثم اذا وافقوا فقد وافقت المرأة، ولك بعد ذلك خطلب رؤيتها في غير خلوة.
واما الاتصال بها هاتفيا فيجور اذا كان الكلام عاديا ليس فيه غزل ولا معاكسة ولا طلب خلوة بل سؤالها عن الموافقة والرغبة دون استطراد في الكلام، ويجوز العقد عليها مباشرة بعد الموافقة ثم الاستعداد لاعداد مستلزمات الزواج.
اما فضيلة الشيخ صالح الفوزان فقال : مخاطبة الشباب للفتيات عبر الهاتف لا تجوز لما في ذلك من الفتنة الا اذا كانت الفتاة مخطوبة لمن يكلمها وكان الكلام لمجرد المفاهمة ولمصلحة الخطبة مع ان الاولى والاحوط ان يخاطب وليها بذلك.
الابتهاج في الاعراس قراره بين العروسين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.