دعك من التعليقات السلبية في وسائل التواصل الاجتماعي التي تظهر حالة إحباط حقيقية من مقابلة تليفزيونية مسجلة لوزراء المالية والتخطيط والخدمة المدنية، واصبر طويلا على حملة إعلامية غربية تسخر من مجتمعنا الذي لا يعمل سوى ساعة بحسب أحد الوزراء وتشمت باقتصادنا الذي يؤكد أحد هؤلاء المسؤولين الثلاثة أنه كان ببساطة سيذهب للإفلاس في ثلاثة أعوام. خسائر فادحة تلت إذاعة هذا اللقاء والرابح الوحيد في هذه المعادلة هو البرنامج الذي أعاد تسويق نفسه، بعد أن كاد الناس أن ينسوه لفرط الإيمان الضعيف بمخرجاته. أفهم أن يفرح الصحفي بالأثر القوي لمادته وهو مضطرب قلق من أن يكون في هذا الأثر ما يوجع أهله ووطنه، غير أن ثلة من الصحفيين تعودت التجارة في ميدان الصحافة لا بأس لديها من أثر يعيدها لوهج الحياة حتى لو أحال الناس إلى حالة شبيهة بالموت. داود الشريان صحفي كبير وكاتب جميل غير أن الدخول في مؤسسات الربح السريع أمر خطير على من يملك المبدأ الذي كسب به قلوب البسيطين منذ أيام «خالي مدلج» الذي غزا به الشريان قلوب قارئيه في صحيفتي البلاد ثم الوطن. لقاء الوزراء الثلاثة كان كارثة إعلامية بحق الناس المؤمنين بقوة بلدهم، وكان مأساة أخلاقية بتحميل هؤلاء البسطاء من أناس هذه البلاد مسؤولية الصرف الزائد لمداخيل ميزانيات الأعوام الماضية، فهنا حق لك أن تتساءل كمحب لأرضك مفاخرٌ باسمها: من الذي استفاد من هذه الساعة المأساوية لهذا العك الفضائي، بالتأكيد ليس المواطن المحبط ولا المسؤول الشريف ولا سمعة البلد داخليا وخارجيا ولا قيمة إنسانه البسيط بمنتجيه وخامليه. لقاء الوزراء الثلاثة وانعكاساته الخطيرة داخليا وخارجيا يستحق أن يقرع الأجراس لدى صاحب القرار في نهج سياسة إعلامية جديدة تسبقها إجراءات لتعزيز الثقة، لا يكون فيها منظرو فشل الأمس قادة خطط اليوم.