انتهينا في الجزء الأول من القصة بمحاولة تصوّر مجرياتها الباقية، وبالفعل قرأت واستمعت إلى بعض من اجتهد في خلق بقيّة تتناسب ومؤثرات الحكاية من حيث السلوك الإنساني والثقافة المجتمعية والصورة الذهنية لأداء المؤسسات الخدمية، حتى طغت الكوميديا الساخرة على أجناس القصة الأخرى في سرد التتمة!، إنما الأمانة الأدبية في سرد القصة الحقيقية لا يحتمل أي تزييف لفصولها ومجريات أحداثها أو تأويلها، فبعد أن قرر الطبيب البيطري في عيادة الخُبر بسرعة التدخل الجراحي لإنقاذ الكلبة لدى مستشفى متخصص بإمكانات عالية، يقول السيد حسن: حينها اتصلت بالمستشفى البيطري في جامعة الملك فيصل بالأحساء وبعد أن طلب مني نائب رئيس القسم صورة الأشعة التي بعثتها إليه عن طريق الواتساب، تقرر إجراء العملية على وجه السرعة، وفي الصباح أخذت الكلبة إلى الأحساء وإنما بصحبة جميع عائلتي هذه المرة، فوالدي ووالدتي وأخي وأختي كانوا على ذات القدر من الاهتمام، وصلنا إلى ذلك المستشفى الذي لم أظن أن أرى مثله في السعودية، كان مستشفى حقيقيا بأقسامه وإجراءاته وكوادره الطبية والإدارية ومراحله العلاجية باختلاف نوعية المرضى فقط، فجميعهم من الحيوانات، وبعد وضع الكلبة على سرير الفحص سرعان ما تقرر إجراء العملية بحضور أحد الاستشاريين، ولأقل من ساعتين داخل غرفة العمليات تم إجراء العملية وتثبيت عظمة الفخذ وترميم الجرح قبل أن تفوق المريضة من أثر البنج، عدنا إلى الدمام وحسب برنامج متابعة وعلاج وتنظيف للجرح بعناية لمدة شهرين عادت الكلبة إلى وضعها ما قبل الحادث، تسير وتركض في الشارع كما كانت لا يلاحظ أحد إصابتها بشيء، كان السيد حسن سعيداً بتلك النتيجة، مبدياً امتنانه لكل شيء، حينها سألته إن كان أطلق اسما على كلبته فقال نعم .. كلاودي، ولم أسأله لماذا لم يطلق عليها اسما عربيا، فالمهم سلامتها ولله الحمد!