ترتفع أسعار الأراضي وتنخفض، تقوى اقتصادات وتضعف أخرى ويبقى الوطن هو القيمة العليا في كل ما اخترعه الإنسان من سبل العيش والمأوى. ليس هذا كلاما يقال في مناسبة وطنية تعود وترحل لكنه الحقيقة التي لن يشعر بها إلا مشرد ملّ من الترحال.. حتى لو استغنى. وهي حقيقة لن يعرفها حق معرفتها إلا من شاهد عن عين التجربة والخبرة مشردين في أوطانهم بعد أن مزقتها يد الإرهاب الخرقاء وعمائم التعصب الأعمى. لكل وطن مثالب شتى. ولكل غال ثمة ما هو أغلى غير أن الأوطان مثل الأقدار تكتب لك أو عليك لا تختار لكن التحدي هنا وهناك أن تكون الأوفى، لصاحب الفضل في السماء ثم لمن قدم في أرضه الحسنى. العالم يجتمع في نيويورك قادة دوله يلتقون تحت سقف واحد تحضر فيه دول قوية كفاعله وأخرى تئن كالثكلى، ليس جميلا أن ترى بلدا عربيا كان قويا ثم صار مجرد أوراق على طاولة الأمم الكبرى. هنا كان لزاما على كل مثقف عربي حر أن يؤمن بأن الأوطان القوية الموحدة هي الحل الأمثل لأفكار تترى، بين الديماغوجية والليبرالية وأفكار غريبة أخرى أو قل غربية الهوى ليس لأبناء يعرب منها نصيب أوفى. الوطن ليس قطعة أرض فقط يمكن المساومة على سعرها وليس وزارة أو مجلس شورى لا يهتم به إلا من كان همه الكرسي والمسمى لكنه أمر عظيم المعنى يحوي كل ما من شأنه أن يعتلي بالقيمة الإنسانية لشعب ودولة يريدان أن يحجزا لهما مع العالم المتقدم رحلة أخرى بحيث لا يتركهم طاقم العالم المتحضر في مطارات الضياع كركاب ترانزيت مل منهم ركاب الطائرة وأزعجوا من كان فيها يعمل ويشقى. على المرء أن يحمد الخالق المتفضل على كل نعمه ويحمده أكثر حين يمن عليه بوطن لا يظمأ فيه ولا يعرى وبوطن يملك مقومات الأمن الاجتماعي والسياسي ويعمل في العالم لدعم الاستقرار وتخليص العالم من كل آفاته دون أن يخسر في ذات الوقت هويته الثقافية والعرقية بلد ضمن أقوى 20 اقتصاديا في العالم هو المملكة العربية السعودية.