توقّع المبعوث الأممي الخاص باليمن الإعلان خلال أيام عن اتفاقٍ لوقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة قابلة للتمديد، فيما تعهد بطرح "الورقة الحقيقية لخطة السلام" خلال أسبوعين. واعتبر المبعوث، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أن ورقة السلام ستصبح بمنزلة خطة عمل للوصول إلى سلام كامل وشامل. وأفاد، في حوارٍ مع وكالة الأنباء العمانية نشرته أمس، بأن "ملامح الاتفاق بدأت تتضح للجميع"، مبدياً تفاؤله ومعوِّلاً على الاستفادة من الهدنة المحتملة. دعم المسار السلمي وأشار المبعوث إلى دعم المملكة العربية السعودية والحكومة اليمنية المسار السلمي. وأوضح "التقيت (الأربعاء الماضي) الجانب السعودي والرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته، والجميع يجدد التزامه بالمسار السلمي، حيث إنه ليس هناك حل إلا أن يكون حلّاً سلميّاً، والجميع مقتنع بذلك، وهناك دعم من المملكة والحكومة اليمنية". وسبق للحكومة الشرعية الدخول في مشاوراتٍ برعاية أممية في سويسراوالكويت. لكن أكثر من جولة تفاوضية لم تفضِ إلى اتفاق، وهو ما أرجعته الشرعية إلى تعنت الانقلابيين "الحوثيون والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح". وجرت الجولة الأخيرة في الكويت، ودامت لنحو 3 أشهر. ونبَّه ولد الشيخ أحمد "لا نريد أن ندخل في جولة جديدة". وفضَّل "القيام بزيارات مكوكية بين الأطراف حتى نتفق ونتجنب أن تكون هناك جولة طويلة ولا نهاية لها"، كاشفاً عن اعتزامه التوجه إلى باريس خلال الأيام المقبلة للقاء وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرو. وتحدث ولد الشيخ أحمد عن "خطة (سلام) متكاملة تطرح القضايا الأمنية والسياسية وكافة القضايا الأخرى" بما في ذلك كيفية تأمين العاصمة صنعاء و"جوانب أخرى مهمة تتطلب عملاً بشأنها". وأبان "الأفكار موجودة لديّ"، مقرَّاً بالحاجة إلى مزيدٍ من البلورة للجانب الأمني. ويتضمن هذا الجانب، وفقاً له، الانسحاب وتسليم السلاح، في إشارةٍ إلى خطواتٍ يُفترَض أن ينفذها الانقلابيون. واعتبر ولد الشيخ أحمد أن طرح ورقة خطة السلام يتطلب بعض المشاورات. وأكد "خلال أسبوعين من الآن سنطرح الورقة الحقيقية لخطة السلام لتصبح خطة عمل للوصول إلى سلام كامل وشامل وأنا متفائل بذلك". وشدد "وقف إطلاق النار سيساعد على تنفيذ الخطة" و"سيتم الإعلان خلال الأيام القليلة المقبلة عن الاتفاق على وقف إطلاق النار" لمدة 72 ساعة مع تفعيل لجنة "التهدئة والتنسيق"، مشيراً إلى موافقة الانقلابيين على ذلك بعدما أجرى خلال الأيام الأخيرة جولتين من المحادثات مع وفدين لهم موجودين حالياً في مسقط. وبحسبه؛ تطرقت المحادثات إلى الخطة المتكاملة. وعن رؤية الشرعية للهدنة؛ أفاد المبعوث بوضع الرئيس هادي شرطين أساسيين، الأول التأكد من وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق مع التركيز على قضية تعز التي تعيش وضعاً إنسانيّاً صعباً وتحتاج إلى مساعدة، والثاني موافقة الطرف الآخر على تفعيل لجنة التهدئة والتنسيق، وهو "ما حصلنا عليه كالتزام" من وفدي الحوثيين وصالح، لذا سيتم إبلاغ الرئيس بذلك للإعلان خلال أيام عن وقف إطلاق النار، بينما "ستبقى الخطة السياسية المتكاملة التي تتطلب أياماً من النقاش". ووصف ولد الشيخ أحمد الوضع الإنساني في اليمن ب "كارثي". ولفت إلى تدهور الوضع الصحي وبروز أمراض مثل شلل الأطفال "الذي ازداد عدد المصابين به بصورة هائلة". وقال "في عامي 2012 و2013 كان هناك حوالي 7 ملايين يمني يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، واليوم نتحدث عن 21 مليون يمني يحتاجون إلى تلك المساعدات" في حين لا يغطي برنامج المانحين الأممي سوى 30 % من التمويل المطلوب، بحسب تأكيده، ما يستدعي "الحصول على تمويلات جديدة لتتمكن الأممالمتحدة من تقديم مساعدات عبر منظماتها". إلى ذلك؛ أعلن الجيش الوطني، في بيانٍ مساء أمس، تحريره موقعين في جبهة صرواح في اتجاه منطقة الزغن بإسنادٍ من المقاومة الشعبية. وتتبع صرواح محافظة مأرب "شرق"، فيما تتبع الزغن مديرية ضبيان في محافظة صنعاء "وسط". كان الجيش أفاد، أمس الأول، بتحريره مواقع عدَّة في جبهة المخدرة بمأرب، منها جبلا الدرم والطريف وقريتا آل عوير والتبة البيضاء. وأشار موقع "المصدر أونلاين" الإخباري اليمني إلى معارك عنيفة في صرواح تواصلت الجمعة بين قوات الشرعية "الجيش والمقاومة" من جهة وميليشيات الحوثي وصالح من جهة ثانية. ونقل الموقع عن مصادر عسكرية أن "الجيش والمقاومة استعادا موقعين كانا تحت سيطرة الحوثيين وقوات صالح في ميسرة جبهة صرواح في اتجاه منطقة الزغن"، وهو ما يتطابق مع ما أورده "المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية". وتحدثت المصادر عن عشراتٍ من جثث الحوثيين متناثرة في الجبال والتباب بعد انسحاب الميليشيات وترك قتلاها. في الوقت نفسه؛ أبلغ مصدرٌ محلي عن مقتل رئيس حزب الإصلاح في مديرية صرواح، خالد مقري، خلال مشاركته في القتال ضد الحوثيين وقوات صالح. جنوباً؛ أعلنت قوات الحزام الأمني في العاصمة المؤقتة عدن تزوُّدها بزوارق بحرية قدمتها دولة الإمارات لتعقب عمليات تهريب البشر وتأمين منطقة باب المندب وخليج عدن. وأفاد المركز الإعلامي التابع لقوات حزام عدن، في بيانٍ له، بتقديم الإمارات مؤخراً عدداً من الزوارق البحرية للقوات بهدف تأمين المنطقة البحرية المحيطة بعدن "العاصمة المؤقتة" وصولًا إلى باب المندب. ووفقاً للبيان؛ ستتم عملية نشر الزوارق بعد استكمال القوات تأمين المناطق البرية في محافظاتعدن ولحج وأبين، وستتولى قوة متخصصة من الحزام الأمني مستقبلاً عمليات التأمين للمنطقة البحرية في عدن وصولاً إلى باب المندب. وتتبع قوات الحزام إدارة الأمن في عدن، وتتخصص في التدخل السريع والمداهمات ومواجهة العناصر الإرهابية.