واصل مسلحو جماعة الحوثيين وحليفهم الرئيس اليمني السابق علي صالح وضع العراقيل أمام الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى إحلال السلام بعدما أعلن «المجلس السياسي الأعلى» التابع للحوثيين في صنعاء (مجلس الحكم) تكليف القيادي الجنوبي في حزب صالح والمحافظ الأسبق لعدن عبدالعزيز بن حبتور تشكيل «حكومة إنقاذ وطني» بموازاة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً. وانتقد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي «الخطوات التصعيدية» للانقلابيين، واتهمهم ب «السعي لتحقيق مصالحهم على حساب اليمن وشعبه وأمنه واستقراره»، مشيراً إلى أن معاناة الشعب قاربت على الانتهاء. وقال المخلافي في تصريحات على حسابه في «تويتر» إنه «في الوقت الذي نسعى إلى السلام ونقدّم التنازلات من أجل شعبنا، تؤكد المليشيات بخطواتها وتصعيدها أنها لا ترغب بالسلام ولا تبالي بمعاناة الشعب». وأعرب خلال جلسة محادثات عقدها في عدن أمس مع السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر، عن تقدير حكومته الجهود الإقليمية والدولية التي يقوم بها وزير خارجية الولاياتالمتحدة جون كيري، المتسقة مع مساعي الحكومة الشرعية، الرامية إلى السلام، وإنهاء معاناة الشعب اليمني، ووضع حد للحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي وصالح. وأكد السفير الأميركي دعم بلاده الحكومة الشرعية في اليمن والعملية السياسية برعاية الأممالمتحدة، ممثلة بالمبعوث الأممي إلى اليمن، لافتاً إلى أن بلاده تأخذ حادثة استهداف السفينة الإماراتية على محمل الجد، وأنها ملتزمة حماية الملاحة البحرية في مضيق باب المندب، ودعا الحوثيين وصالح إلى الكف فوراً عن مثل هذه الاعتداءات على الممرات البحرية الدولية. ميدانياً، تمكنت القوات الحكومية يساندها طيران التحالف العربي من تحقيق تقدم جديد في جبهة صرواح غرب مأرب. وأفادت مصادر عسكرية موالية للحكومة، بأن «القوات تقدمت باتجاه منطقة حبابه، وسيطرت على خط الإسفلت الرابط بين صرواح وخولان في محطة بن معيقل وقطعت خط إمداد الميليشيات في المخدرة وهيلان». وأضافت المصادر أن القوات الحكومية حررت موقع النصيب الأحمر المطل على مركز سوق صرواح مباشرة، وتباب بيوت الحماجرة بعد معارك ضارية خلفت عشرات القتلى والجرحى إضافة إلى اغتنام الجيش الحكومي كميات من الأسلحة والذخيرة. وواصل طيران التحالف غاراته على مواقع المليشيات في صنعاء وصعدة والحديدة وتعز، وأفاد شهود بأن سلسلة غارات استهدفت مواقع الميليشيات في معسكر ألوية الصواريخ في منطقة فج عطان غرب العاصمة، كما كثفت المقاتلات ضرباتها على مواقع المتمردين على طول الشريط الساحلي الممتد بين الحديدة وباب المندب، وقالت مصادر أمنية إن الغارات دمرت قوارب لتهريب الأسلحة والمشتقات النفطية بالقرب من مدينة المخا. وعلى وقع المعارك المستمرة بين الميليشيات وقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهات محافظة تعز، أفادت مصادر طبية وعسكرية بأن قوات المتمردين شنت أمس قصفاً مدفعياً وصاروخياً عشوائياً على الأحياء السكنية غرب تعز. وقصفت ميليشيا الحوثي وصالح السوق العامة في منطقة بيرباشا (غرب تعز) بعدد من قذائف المدفعية الثقيلة، وأسفر القصف عن مقتل وإصابة 24 مدنياً، بينهم ثلاثة أطفال. وأوضح المتحدث الرسمي للجيش الوطني في تعز العقيد ركن منصور الحساني، في بيان صحافي بثته وكالة الأنباء اليمنية أمس، أن الميليشيات الانقلابية ارتكبت مجزرة جديدة بقتلها تسعة مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال، وإصابة 15 آخرين بجروح مختلفة.