حدد مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد نهاية الشهر الجاري موعداً للمفاوضات التي سترعاها المنظمة الدولية في جنيف، بين ممثلي الشرعية اليمنية والحوثيين وحلفائهم، محذّراً من أن هذه الفرصة قد تكون الأخيرة. ورحبت وزارة الخارجية السعودية بالمفاوضات، ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر في الوزارة، أن المملكة ترحب بموقف الرئيس عبدربه منصور هادي الذي «جدد استعداد حكومته للعمل السلمي واستئناف المشاورات السياسية» لإنهاء أزمة اليمن. وكانت وكالة «سبأ» التي تشرف عليها الحكومة اليمنية، أعلنت الأحد أن ولد الشيخ سلّم هادي رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يبلغه فيها أن الحوثيين قبلوا رسمياً قرار مجلس الأمن الرقم 2216. ويفتح القرار الباب لعودة المؤسسات الرسمية إلى الدولة، ويمهّد لانسحاب الميليشيات من المدن بما فيها العاصمة، والتفاوض على حل سياسي. وفي عدن، أفادت مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية الرابعة بوصول دفعة ثانية من قوات الجيش السوداني إلى المدينة، قوامها 500 جندي بعد يومين على وصول حوالى 300 جندي للمساهمة مع قوات التحالف في حفظ أمن المدينة وإعادة بناء المؤسسات العسكرية والأمنية. فيما قال مستشار الرئيس اليمني ياسين مكاوي إن قوات مصرية في طريقها إلى مدينة عدن كبرى مدن الجنوب خلال الأيام القليلة المقبلة. وأشار مكاوي ل«الحياة» إلى أن القوات السودانية التي وصلت مدينة عدن قبل يومين، جاءت لتأكيد الإرادة المستمرة لقوات التحالف العربي لتحقيق الأمن والسلام في ربوع اليمن. وأضاف في حديث مطول تنشره «الحياة» غداً: «باعتقادي أن هناك قوات عربية أخرى ستشارك، نذكر على سبيل المثال القوات المصرية سيكون لها حضور أيضاً في عدن قريباً إن شاء الله». وذكرت المصادر العسكرية عن القوات السوداني أن دفعة ثالثة في طريقها إلى عدن، علماً أن السلطات السودانية كانت أكدت التزامها إرسال ستة آلاف جندي إلى اليمن تحت قيادة التحالف. ويرجح مراقبون أن توكل إلى جزء من هذه القوات مهمة مشاركة الجيش اليمني في تحرير محافظة تعز المجاورة. بيد أن السفير السوداني لدى المملكة عبدالحافظ إبراهيم كشف أن القوات السودانية التي وصلت إلى اليمن «جاءت تلبية لطلب من الرئيس هادي، لفرض الأمن والاستقرار في عدن إلى حين استعادة القوات اليمنية قدراتها القتالية، وتأمين المنشآت الحكومية السيادية ومقرات الوزارات والبعثات والمنظمات الدولية، إضافة إلى القيام بأية مهمات توكل إليها في هذا الإطار». وأشار السفير السوداني إلى أن القوات السودانية ستساعد في «تدريب وتأهيل القوات اليمنية، للقيام بواجبها الوطني تجاه بلادها ومواطنيها، وحفظ وحماية أعضاء الحكومة اليمنية ومنسوبي المنظمات الدولية والبعثات الديبلوماسية من التعرض إلى أي هجوم من الميليشيات الحوثية، وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح»، مشدداً على دعم بلاده الخطوات كافة التي تتخذها الحكومة اليمنية وقوات «التحالف العربي» في إعادة الشرعية إلى الرئيس عبدربه منصور هادي، ودعم الحكومة اليمنية في بسط سيطرتها على كامل الأراضي اليمنية. وكان مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في عدن تعرض لهجوم في ال24 من آب (أغسطس) الماضي من مسلحين مجهولي الهوية، قاموا باحتجاز موظفي اللجنة تحت تهديد السلاح. كما قاموا بسرقة سيارات ومبالغ نقدية ومعدات. وسحبت المنظمة إثر هذا الهجوم 14 موظفاً من منسوبيها. فيما أوضح رئيس البعثة سامر جرجوعي «إن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها موظفو اللجنة إلى الهجوم في عدن، إذ وواجهنا عشرات الحوادث أخيراً، وهو أمر غير مقبول، أوجب سحب موظفينا حتى يتحسن الوضع». في غضون ذلك، واصلت وحدات من الجيش الموالي للحكومة الشرعية الذي تدعمه قوات التحالف، التوغُّل في محافظة الجوف (غرب مأرب) في سياق الاستعداد لمعركة ضد مسلحي الحوثيين والقوات الموالية لهم في المحافظة، كما واصلت تقدمها في مديرية صرواح، آخر معقل حوثي في محافظة مأرب المحررة، بالتزامن مع مواجهات وغارات لطيران التحالف استهدفت الخطوط الدفاعية للجماعة. وأغار طيران التحالف على مواقع للجماعة والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح في صنعاء وضواحيها، ما أدى إلى تدمير مخازن أسلحة وذخائر وآليات في معسكرات عطان والنهدين قرب القصر الرئاسي، وفي منطقتي ضبوة وبلاد الروس جنوبصنعاء. وطاولت غارات التحالف أمس مواقع الحوثيين وحلفائهم في محافظة تعز في ظل مواجهات عنيفة مع مسلحي «المقاومة الشعبية» والقوات الموالية للرئيس هادي. وأفادت مصادر المقاومة بأن عشرة حوثيين قُتلوا خلال مواجهات في شرق المدينة شهدتها أحياء «ثعبات والكمب والقصر الجمهوري». وقال مصدر في المقاومة في تعز ل «الحياة»، إن المقاومة تقدمت شمال المدينة باتجاه بريد عصيفرة، فيما نصبت الميليشيا مدفع «هاوزر» في جامعة تعز غربي المدينة. وأضاف أن الميليشيا تجمع قواتها في قرية السناسب والقرار بمديرية موزع (غرب تعز)، إذ تم توزيعهم تحت الأشجار، في محاولة للتحرك باتجاه العمري وباب المندب. وأكدت مصادر المقاومة في مأرب، أن قوات الجيش اليمني أوشكت على السيطرة على آخر معاقل الحوثيين في مديرية صافر ومحيط معسكر «كوفل». وكشفت عن أن قوات الجيش والمقاومة تقدّمت في جبهة جديدة أمس، من طريق صحراء مأرب باتجاه الجوف واقتربت من معسكر «الخنجر» في مديرية «خب والشعف» الذي يسيطر عليه الحوثيون، بعد يومين على تقدُّم قوات أخرى نحو عاصمة المحافظة (مدينة الحزم)، واقترابها من معسكر «اللبنات» الواقع تحت قبضة الجماعة. وعلى الحدود السعودية الجنوبية، وفيما ساد هدوء نسبي أمس، استدرجت القوات البرية السعودية مسلحين حوثيين ليل أول من أمس الى مكمن محكم في إحدى القرى الحدودية التي تم إخلاؤها. وتمكنت من القضاء على أكثر من 40 مسلحاً منهم. كما قصفت طائرات التحالف مخزناً للسلاح في محافظة صعدة، فيما تواصل المروحيات تمشيط الحدود السعودية المحاذية لليمن.