تحديد الأهداف موضوع شائع، طغى على أغلب المواضيع التي تُناقش، وتلك التي تُكتب، على البرامج التلفازية والإذاعية، وفي معظم الدورات التدريبية، وصار من المواضيع التي تجلب لك الأموال نظراً لعطش البشر لتحقيق أهدافهم، وبات موضوع العزم والجهد الموضوع الإلزامي الذي يدير لك حياتك. الجدية طغت على حياتنا، وصار العمل والجهد، هما ما نحتاجه لكي نعيش، تلك المعيشة المبنية على التفكير المستمر، والعمل الجاد. الكل أصبح مشغولاً، لا وقت للحب، للأصدقاء، وحتى للمواضيع غير المهمة. بسبب صعوبة الحياة نحن في حاجة إلى الخيال كي نواجه الضغوط التي تفرضها علينا الأيام. الخيال الذي يأخذنا بعيداً عن الواقع إلى حياة ساحرة فيها كل ما نتمناه، وعلى الرغم من صعوبة تحقيق ما نريد إلا أن الخيال يمنحنا بعض الفرح الذي نصبو إليه، فما المانع من أن نتخيل قليلاً، نتخيل أشياء وإن لم تكن؟! ألسنا نعيش مرة واحدة فقط، فهل يمكنك أن تحقق كل الأشياء في تلك الدورة الواحدة؟ وهل تلك الحياة الواحدة التي تعيشها تستحق أن تفكر بجدية طوال اليوم والأسابيع؟ لا تقل: «الخيال مضيعة للوقت». فحتى الوقت الذي تقضيه لنفسك لكي تتخيل لا أكثر لا يعتبر ضائعاً، بل وقتاً ممتعاً، إننا في حاجة ليس إلى الخيال فقط وإنما إلى كل التفاهات التي تحملها الحياة، فهي تؤنسنا في الوقت ما بين العمل والجد.