بدأت القوات العراقية عملية أمس، لاستعادة بلدة الشرقاط في شمال البلاد من متشددي تنظيم داعش وهي خطوة على الطريق في إطار حملة لاستعادة مدينة الموصل معقل المتشددين قبل نهاية العام الحالي. وتقع الشرقاط على بعد 100 كيلومتر إلى الجنوب من الموصل على ضفة نهر دجلة وتحاصرها القوات العراقية والفصائل المتحالفة معها. ويعتقد أن عشرات آلاف المدنيين محاصرون في البلدة. ويحذرمسؤولون منذ أشهر من وقوع كارثة إنسانية داخل المدينة حيث يعيش السكان تحت الحكم المتشدد لتنظيم داعش ويقولون إن إمدادات الغذاء تضاءلت فضلاً عن ارتفاع أسعار السلع. واتخذت القوات العراقية مدعومة بالشرطة المحلية ومقاتلي العشائر مواقع لهم على خمسة محاور أمس، وتقدمت عبر خمس قرى لكن رئيس بلدية ومصدر من قيادة عمليات صلاح الدين التي تشرف على العمليات العسكرية في المنطقة قالا إن القوات كانت ظهر أمس مازالت تبعد مسافة 13 كيلومتراً عن وسط البلدة. وقالا إنه لا توجد حتى الآن مقاومة تذكر باستثناء بعض القنابل المزروعة على الطريق. وقالت وسائل إعلام حكومية إن قوات الأمن قامت بإبطال مفعول سيارات ملغومة وتحييد قناصة. وأظهرت لقطات مصورة عرضها التلفزيون لغارة جوية قرب مجمع سكني جنوبي الشرقاط أعمدة دخان رمادية تتصاعد من وادٍ قليل السكان. وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في رسالة بثها التلفزيون من نيويورك، حيث يحضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة إن القوات العراقية ستستعيد أيضاً منطقتين في محافظة الأنبار بغرب البلاد. من جهته قال جنرال أمريكي كبير أمس، إن القوات العراقية ستكون مستعدة لعملية الموصل التي طال انتظارها في أكتوبر في أحدث مؤشر على أن حملة شاملة لانتزاع السيطرة على المدينة من تنظيم داعش باتت وشيكة. لكن الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة قال لمجموعة صغيرة من الصحفيين إن توقيت الهجوم يرجع لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. وقال دانفورد وهو في طريق عودته من أوروبا بعد إجراء محادثات مع حلفاء الولاياتالمتحدة «سيكون لديهم جميع القوات التي يحتاجون إليها والموعد الفعلي للعمليات سيكون قراراً سياسياً يتخذه رئيس الوزراء العبادي». وأضاف «لكن مهمتنا مساعدة العراقيين فعلياً في تقديم القوات والدعم اللازم للعمليات في الموصل، وسنكون على استعداد لذلك في أكتوبر». وحذَّر خبراء التخطيط بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) من أن المعركة لاستعادة الموصل قد تقدم صورة مختلطة لخبراء التخطيط للحرب مع احتمال تقهقر التنظيم في بعض مناطق المدينة بهدف تعزيز قدراتها في مناطق أخرى. وتعهد العبادي مراراً باستعادة السيطرة على الموصل بحلول نهاية العام. وأشار قادة عراقيون إلى أن العملية قد تبدأ في النصف الثاني من شهر أكتوبر.