لفت أصحاب دور نشر في معرض الرياض الدولي للكتاب إلى أن أغلب رواد دور النشر هذا العام من النساء والفتيات السعوديات اللواتي يحرصن على اقتناء آخر الإصدارات. وقالت صاحبة دار ابن رشد في فرنسا نجاة ميلاد ل»الشرق»: إن جل زبائنها من النساء اللواتي يترددن وبكثافة، ومنذ اليوم الأول على قسم الكتب الأدبية والروايات، فضلاً عن قسم الكتب التاريخية، والمشترك بين كل الفئات العمرية هو ترددهن على قسم المجلات الاجتماعية والنسائية، وهذا ما جعل سياسة دور النشر تعمل على تأمين كل الروايات الجديدة، والكتب النسائية، والمجلات الخاصة بالمرأة. وأشارت ميلاد إلى أن بعض الروايات العالمية والآداب التي تعنى بالأمر النسائي تنفد بسرعة، فعادة ما يكون الرجل منصرفاً عن القراءة، ومشغولاً بأمور حياتية أخرى، بينما تقضي المرأة أغلب وقتها بالقراءة. وتضيف: من الملاحظ أن هناك زبائن محددين من الرجال، وأغلبهم يسأل عن بعض الكتب السياسية والتاريخية، وأحياناً العلمية. وتابعت ميلاد: ما لفت نظري أن النساء السعوديات الباحثات عن الكتب لا فئة عمرية محددة لهن، وإن كانت النساء أغلبهن من الفئة المتعلمة، أو فئة الطالبات الجامعيات، وهذا مؤشر جيد يعكس جانباً من جوانب المجتمع السعودي. وقالوا: من الملاحظ في معرض هذا العام أيضاً أن النساء السعوديات يحرصن على الكتب العلمية والروايات الحديثة، خاصة عينات محددة منهن، في غياب ملحوظ لزيارة الرجل السعودي. ولاحظنا أن أغلب الآباء وأولياء الأمور يأتون مع عوائلهم فقط من باب الوجود معهم لا أكثر وأن أغلبهم لا يكلف نفسه حتى عناء التصفح أو المطالعة، بل يكتفي بالفرجة من بعيد، بينما ينتشر أفراد الأسرة داخل الدار، من نساء وفتيات وأطفال لديهم شغف بالقراءة. ولاحظنا وجود كثير منهن، خاصة في جناح الطفل، ودور النشر التي تبيع القصص التي تتماشى مع سنهم. ولفت نظرنا أن أغلب النساء السعوديات حين يحصلن على كتاب يبحثن عنه فإنهن يلتقطنه، ويجلسن بأقرب مكان ويبدأن في تصفحه والغوص في محتواه، وهذا غالباً ما يكون في دار النشر نفسها، أو في أقرب مكان يمكنهن الجلوس فيه، وهذا ينسحب أيضاً على الصغار في السن، بينما نجد أن بعض الرجال من عشاق القراءة والمطالعة يفضّل الابتعاد عن الزحام، ويجلس أحياناً خارج المعرض ليتصفح ما اقتناه من كتب. امرأتان تنظران في العناوين قبل التصفح والشراء (تصوير: حسن المباركي)