ابتكر مقهى إسباني طريقة غريبة وغير مسبوقة لمعاقبة الزبائن غير المهذبين، في محاولة لتصفية زبائنه و"تطفيش" غير المؤدبين منهم، والحفاظ على الأشخاص اللطيفين الذين يتمتعون بأخلاق عالية، وذلك -فيما يبدو- بعد تجربة مريرة مع الزبائن الذين لا يحترمون العاملين في المقهى. ويضع المقهى الإسباني لوائح لتمييز زبائنه المهذبين من غيرهم، حيث يقيس من طريقة كلام الزبون وتعامله مع البائع أو النادل درجة الأدب من خلال مجموعة من الكلمات، مثل: (من فضلك)، أو ما شابه، ليقرر على الفور ما إذا كان الزبون مهذباً أم لا، وما إذا كان قد تعامل مع العاملين في المقهى باحترام أم لا، وعليه فيتقرر معاقبة أو مكافأة الزبون. أما طريقة الثواب والعقاب التي يقوم بها المقهى بحق زبائنه فهي سهلة وبسيطة، حيث إن الزبون المهذب يحصل على خصم خاص ومجدٍ لكل كوب قهوة يطلبه، بينما يتم رفع السعر بشكل كبير على الزبائن غير المهذبين، في محاولة من المقهى ل"تطفيشهم" ودفعهم لعدم العودة إليه مرة أخرى، بما يجعل هذا المقهى الإسباني يقتصر في النهاية على الأشخاص المؤدبين والمهذبين واللطيفين في تعاملهم الذين يحترمون غيرهم ويُقدرون من يقوم بخدمتهم في المقهى. وبحسب التفاصيل التي نشرتها جريدة "التايمز" البريطانية فإن المقهى الذي يحمل الاسم (بلو غريفيو) يقوم بتغيير الأسعار وفقاً للزبائن بهدف تعليمهم الأخلاق والأدب، حيث من يكتفي بطلب كوب من القهوة يدفع 5 يورو، بينما من يرفق طلبه بكلمة (من فضلك) أو ما شابهها من عبارات الأدب والاحترام فإن سعر قهوته ينخفض إلى 3 يورو فقط، أما الزبائن الأكثر أدباً وتهذيباً فإنهم يدفعون 1.30 يورو فقط مقابل كوب القهوة، وهو ما يعني أن الأسعار في المقهى المشار إليه على ثلاثة مستويات، الأول لغير المؤدبين ويتضمن عقوبة (5 يورو)، والثاني للزبائن المهذبين العاديين ويدفعون السعر المعتاد، بينما المستوى الثالث للزبائن المتميزين ويتم مكافأتهم بخصم كبير على السعر. ويشترط المقهى تحديداً استخدام عبارات خاصة من أجل الوصول إلى السعر التفضيلي الأقل للقهوة، وهي: (Buenos d?as. Un café, por favor)، وتعني هذه العبارة بالعربية: (صباح الخير، واحد قهوة من فضلك). وينشر المقهى هذه الأسعار والشروط بشكل علني على باب المقهى ليعلم بها كل من يرتاد المقهى الواقع في بلدة يانس في شمال شرق إسبانيا. وقالت السيدة مارسيل فالنسيا صاحبة المقهى، إن "الناس هذه الأيام أصبحوا مشغولين ومستعجلين وينسون إلقاء التحية علينا أو قول عبارة (من فضلك) عندما يطلبون طلباتهم"، مشيرة إلى أنها نجحت بفضل هذه السياسة الجديدة في أن تدفع الناس للقول (من فضلك) عندما يسألون عن الأشياء". ولفتت السيدة البالغة من العمر 41 عاماً إلى أن أصولها تعود إلى كولومبيا، وأن بلدها الأصلي رغم أنه فقير إلا أن الناس فيه لا زالوا مؤدبين ومهذبين، ومن الغريب جداً هناك أن يطلب شخص أمراً ما من آخر دون أن يقول له في البداية (من فضلك) وفي النهاية (شكراً لك).