يقول الخبر: «أطلق أحد المقاهي الإيطالية حملة مثيرة للاهتمام حيث يقدم المقهى تخفيضات خاصة للزبائن المهذبين الذي يستخدمون عبارات مهذبة لدى قيامهم بطلب المشروبات أو دفع الفاتورة حيث إن قيمة القهوة 3 يورو في المعتاد غير أنّ صاحب المقهى قرّر أن يقدم القهوة مقابل 2 يورو للزبائن الذين يطلبون المشروب باستخدام عبارة «من فضلك» ويورو واحد لمن يطلب القهوة بلُطف وبعد أن يلقي تحية الصباح»! أكاد أجزم بأن تُجّارنا لو قرأوا هذا الخبر وقرّروا لسوء حظّنا تطبيقه لطبّقوه على هذا النحو: القهوة بالمعتاد ب7 ريالات، تدخل للمقهى برجلك الشمال تصبح قهوتك بتسعة ريالات، تسحب «رجليك سحباً» تصبح قهوتك ب12 ريالاً، تنادي النادل ب»صديق» ترتفع قيمة قهوتك إلى 15 ريالاً، تتجهّم لهذه الأسباب تصبح قهوتك ب20 ريالاً أو «تتوكّل على الله» وتبحث لك عن مقهى «أبو كلب» في شارعٍ خلفي يقدّم المشروبات في «كاسات الجبن»! فعلاقة التاجر بالمستهلك لدينا لاتختلف كثيراً عن علاقة الناموسة بالإنسان! غير أنّ الناموسة تنفع معها بعض الوسائل و «تختشي على دمّها» بينما التاجر لايقنع إلاّ بمص دمك ودم «اللي خلفوك واللي خلفتهم» إلى آخر قطرة! والذي يخاف الله فيهم هو ذاك الذي لا ينالك ولا ينال البلد منه لا شرّ ولا خير.. لذلك فوجئت قبل فترة وأنا أقرأ قائمة أثرياء العرب، إذ ضمّت القائمة أسماء رجال أعمال سعوديين لا أثر لهم لا في الرّخاء ولا الشدّ! يقول جابر سليمان بعد أن أرسل لي مقطعًا يظهر فيه أحد المواطنين وهو يبكي أمام سيارته التي ابتلعتها السيول: لماذا لا يُقدّم له أحد وكلاء تلك الشركة سيارة جديدة؟! حتى لو كان الهدف «دِعائيا» سنعتبره تكافلاً.. ونصنع منهم أبطالاً ونُبلاء ووطنيّين. الجواب: .. ومِنّا إلى «الناموسة»!!