أجرت كوريا الشمالية أمس تجربة إطلاق صاروخ من غواصة عبر 500 كيلومتر باتجاه اليابان، في تطور وصفه خبراء الأسلحة بالخطوة الواضحة نحو تحقيق طموحات بيونج يانج بتسديد ضربة نووية. والمسافة التي عبرها الصاروخ ورصدتها هيئة الأركان المشتركة في الجيش الكوري الجنوبي، تتجاوز بشكل كبير أي تجارب سابقة لصواريخ مماثلة، مما يؤشر إلى تقدم تكنولوجي كبير. ولم تتعد المسافات السابقة التي عبرتها الصواريخ 30 كلم، وأقر بيان هيئة الأركان المشتركة بأن تجربة أمس تظهر تحسناً ملحوظاً. والنجاح المثبت لنظام صواريخ بالستية تطلق من غواصات يمكن أن يحمل التهديد النووي الكوري الشمالي إلى مستوى جديد، يمنح كوريا الشمالية القدرة على ضرب أهداف خارج شبه الجزيرة الكورية وتسديد «ضربة ثانية» للرد في حال الهجوم على قواعدها العسكرية. وحثت اليابانوالصينوكوريا الجنوبية أمس بيونج يانج على الامتناع عن الأعمال الاستفزازية والالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي بعد أن أطلقت بيونج يانج صاروخا باتجاه اليابان في وقت مبكر من يوم أمس. وقال مسؤول ياباني إن وزراء خارجية الدول الآسيوية الثلاثة سعوا أيضا إلى تهدئة التوتر في العلاقات بين دولهم واتفقوا على عقد لقاء قمة ثلاثي في اليابان هذا العام. وقال وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا في مؤتمر صحفي بعد استضافة الاجتماع مع نظيريه الصيني وانج لي والكوري الجنوبي يونبيونج-سي «أكدنا أننا سنحث كوريا الشمالية على التحلي بضبط النفس فيما يتعلق بعملها الاستفزازي، وأن تلتزم بقرارات مجلس الأمن الدولي». وقال جيفري لويس مدير برنامج منع الانتشار النووي في شرق آسيا في معهد ميدلبيري للدراسات الدولية في كاليفورنيا إنه «فيما لا تزال هناك عديد من التساؤلات حول التفاصيل، إلا أن هذا الاختبار بالتأكيد نجح على ما يبدو». وقال لويس «هذا النظام لا يزال قيد التطوير، لكن واضح أن كوريا الشمالية تحرز تقدما». وتمنع قرارات الأممالمتحدة الحالية كوريا الشمالية من استخدام تكنولوجيا الصواريخ البالستية لكن بيونج يانج واصلت القيام بعديد من عمليات الإطلاق في أعقاب تجربتها النووية الرابعة في يناير الماضي. وردت كوريا الجنوبية بالموافقة على نشر نظام «ثاد» الأمريكي المتطور المضاد للصواريخ، في خطوة أساءت بشكل خطير إلى العلاقات مع الصين، الحليف الدبلوماسي الرئيس لكوريا الشمالية. وقال لويس إن نظام الصواريخ البالستية التي تطلق من غواصات، يعد «إجراءً مضاداً فاعلاً» لنظام ثاد، ولأنظمة صاروخية أخرى مزودة برادارات أمامية؛ حيث إن الغواصات بإمكانها أن تطلق الصاروخ من خلف الرادار. وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إن إطلاق الصاروخ يخترق منطقة الدفاع الجوي لليابان، ودان ما وصفه على أنه «عمل متهور لا يمكن التهاون معه» وبأنه تهديد خطير لأمن اليابان. وفي وقت سابق هذا الشهر أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً بالستياً من اليابسة مباشرة نحو المياه التي تسيطر عليها اليابان للمرة الأولى، مما أثار رداً غاضباً من طوكيو. وتأتي التجربة الأخيرة بعد أيام على تهديد كوريا الشمالية بشن ضربة نووية وقائية ضد القوات الكورية الجنوبية والأمريكية التي بدأت مناوراتها العسكرية السنوية «أولشي فريدوم» الإثنين. وتصر سيول وواشنطن على أن المناورات المشتركة كتلك دفاعية محض في طبيعتها، لكن بيونج يانج تعتبرها استفزازاً متعمداً.