فتَّشت الشرطة التركية أمس 4 من كبرى المحاكم في إسطنبول، بعد صدور مذكرات توقيفٍ بحق 190 من موظفيها للاشتباه في صلتهم بالانقلاب الفاشل الشهر الماضي. وأفادت وكالة أنباء الأناضول، على إثر التفتيش، ب «توقيف 136 من المدّعين والأعضاء الآخرين في الطاقم القضائي، وهم يخضعون لاستجواب الشرطة». وجرت عمليات الدهم في قصر العدل في تشاغليان و3 محاكم أخرى في أحياء غازي عثمان باشا وبكركوي وبويوتشكميتشي. ويُشتبَه بأن لجميع موظفي المحاكم ال 190 الموقوفين أو الملاحَقين صلات بفتح الله غولن المقيم في بنسلفانيا الأمريكية، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب في ال 15 من يوليو الماضي وتطالب بتسليمه رافضةً نفيَه أي ضلوعٍ له. وتشير الأرقام الرسمية إلى اعتقال أكثر من 35 ألف شخص في إطار حملة واسعة ضد شبكة غولن منذ فشل محاولة الانقلاب التي أسفرت عن 273 قتيلاً. وتم لاحقاً الإفراج عن أكثر من 11 ألفاً من الموقوفين. ومساء أمس الأول؛ اعتُقِلَ المدعي العام السابق لمنطقة أرضروم (شرق)، أكرم بيازتاش، بينما كان يحاول العبور إلى سوريا المجاورة. وأفاد مسؤول طلب عدم الكشف عن اسمه بتمكُّن حرس الحدود من توقيف بيازتاش جنوبي مدينة كيليس. في شأنٍ متصل؛ أعلن نائب رئيس الوزراء، نعمان قورتولموش، أن بلاده ستعلن عن مرسوم جديد بعزل مزيد من الموظفين في وزارتي الخارجية والداخلية وفي خفر السواحل والجيش؛ على خلفية الانقلاب الفاشل. ولفت قورتولموش، في مؤتمر صحفي أمس عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة، إلى قرارٍ بإخضاع مستشفيات الجيش لسيطرة وزارة الصحة. في غضون ذلك؛ قُتِلَ 5 شرطيين ومدنيان أحدهما طفل إثر اعتداءٍ بسيارة مفخخة قرب دياربكر (جنوب شرق تركيا). ونُسِبَ التفجير إلى حزب العمال الكردستاني، كما أعلنت الحكومة. وأخبرَ قورتولموش الصحفيين بأن الاعتداء استهدف موقع مراقبةٍ للشرطة على الطريق السريع الذي يربط ديار بكر ببطمان وخلَّف 7 قتلى. وكان مكتب الحاكم المحلي أفاد في وقتٍ سابق بإصابة 25 شخصاً آخرين بينهم 5 شرطيين. وشاهد مصوِّر لوكالة «فرانس برس» في المكان موقع الشرطة وقد تحول إلى أنقاض فيما كان مسعفون يجهَدون لسحب الجثث. وتفقَّد سكانٌ الحفرة الكبيرة التي أحدثها التفجير. يأتي ذلك بعد 5 أيام من هجومين متزامنين في جنوب شرق تركيا نُسِبَا إلى حزب العمال الكردستاني وأسفرا عن سقوط 8 قتلى على الأقل غالبيتهم من المدنيين. وواصل الحزب، المتمرد منذ الثمانينيات، هجماته منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، فيما توعدت الحكومة بألّا هوادة في محاربة المتمردين.