استأنفت حكومة تركيا حملتها ضد جماعة الداعية فتح الله غولن، في وقتٍ قُتِلَ 5 شرطيين في جنوب شرق البلاد، جرَّاء تفجيرين نُسِبَا إلى حزب العمال الكردستاني. واعتقلت الشرطة التركية أمس11 شخصاً، بينهم الرئيس التنفيذي لمجموعة صناعية كبيرة يُشتبَه في قربها من الداعية غولن، الذي يعد عدواً لدوداً للرئيس رجب طيب أردوغان. وأفادت وكالة أنباء «دوغان» بتنفيذ الشرطة فجر أمس عملية دهم في مدينة قيصرية (وسط)، في إطار التحقيق الذي يجريه القضاء حول جماعة غولن. ومن بين الموقوفين ممدوح بويداك، وهو رئيس تنفيذي لمجموعة تنشط في قطاع الأثاث والأعمال المصرفية والطاقة، إضافةً إلى رجال أعمال من منطقة قيصرية وأكاديميين. ويجري التحقيق في ظروف شراء أراض من قِبَل «مؤسسة جامعة مليكسا» التي يتولى بويداك مسؤوليتها الإدارية. ويتهم أردوغان حليفه السابق غولن الذي يقيم في الولاياتالمتحدة، بمحاولة الإطاحة بالنظام عبر إيعازٍ بالتحقيق في قضايا فساد تطال الرئيس شخصياً وأوساطه السياسية. لكن الداعية الذي يقود شبكة مؤثرة من المنظمات غير الحكومية والمدارس والشركات باسم «الخدمة» ينفي هذه المزاعم. ومنذ قرابة عامين؛ بادر الرئيس إلى عديد من عمليات التطهير التي تطال مؤيدي عدوه اللدود، لا سيما في جهازي الشرطة والقضاء. وفي وقت سابق من الشهر الحالي؛ شنت الشرطة عملية دهم لمقر مجموعة «إيبيك» الإعلامية مُتهِمةً إياها بموالاة غولن. وفي بيانٍ لها؛ عبَّرت منظمة أرباب العمل الرئيسة (توسياد) عن «القلق» إزاء عملية الدهم التي نُفِّذَت في قيصرية، منددة بالاتهامات الموجهة إلى المعتقلين «التي تؤدي إلى أجواء مثيرة للقلق ومتجهمة بالنسبة للنشاط الاقتصادي في البلاد». وبويداك أحد قادة منظمة أرباب العمل الرئيسة. في سياقٍ آخر؛ أبلغت مصادر أمنية أمس عن مقتل 5 شرطيين في جنوب شرق تركيا في تفجيرين نُسِبَا إلى حزب العمال الكردستاني. واستهدف التفجير الأول آلية للشرطة كانت تسير ليل الثلاثاء- الأربعاء وسط مدينة نصيبين، ما أسفر عن مقتل 3 شرطيين وإصابة آخر بجروح خطيرة. وأدى تفجير مماثل مساء الثلاثاء إلى مقتل شرطيَين في محافظة هكاري في أقصى الشرق وإصابة آخرَين. وكانت المواجهات بين الجيش وحزب العمال استؤنفت في أواخر يوليو، مُنهيةً بذلك مفاوضات بدأتها الحكومة في عام 2012 مع المتمردين الأكراد، لإنهاء نزاعٍ أودى بحياة 40 ألف شخص منذ عام 1984. وأفادت حصيلة نشرتها وكالة الأناضول الحكومية التركية للأنباء بمقتل 118 شرطياً وجندياً، بينما تم القضاء على 1192 «إرهابيا» منذ شهرين. وستشهد البلاد في مطلع نوفمبر المقبل انتخابات تشريعية مبكرة، بعد فشل رئيس الوزراء، أحمد داود أوغلو، في تشكيل حكومة ائتلافية. وكان حزبه «العدالة والتنمية» حلَّ في المركز الأول في انتخابات جرت في يونيو الماضي، لكنه أخفق في الاحتفاظ بأغلبيةٍ نيابية، ما اضطره إلى خوض مفاوضات غير ناجحة لتشكيل ائتلاف حكومي مع أحزاب أخرى.