توقَّعت وزارة الحج والعمرة وصول عدد حجاج الداخل والخارج إلى نحو 1.5 مليون شخصٍ هذا العام، بينما استقبلت بوابتها الإلكترونية أكثر من مليون زائر. وبالتزامُن؛ أعلنت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اكتمال استعداداتها لخدمة الحجاج والزوار. وقدَّمت «الحج والعمرة»، خلال اجتماعٍ أمس للجنة الحج المركزية، عرضاً عن موسم الفريضة المقبل لفتَ إلى توقُّع وصول عدد الحجاج إلى 1.5 مليون حاج من الداخل والخارج. واعتمدت الوزارة في خطتها على النظام الموحد لحجاج الخارج ونظام حجاج الداخل، مشيرةً إلى اعتمادها أيضاً على برنامج إلكتروني للتفويج. ورأس مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، الأمير خالد الفيصل، الاجتماعَ الذي عُقِدَ في ديوان إمارة المنطقة وناقش استعدادات وخطط الجهات ذات العلاقة. واستعرض المجتمِعون خطة أمانة العاصمة المقدسة. وتضمنت الخطة برنامج عمل الأمانة فضلاً عن الخطط التفصيلية لجميع إداراتها وبلدياتها الفرعية. وتشمل الخطط التفصيلية أعمال النظافة العامة، وصحة البيئة، ومراقبة الأسواق، والكشف على المواد الغذائية. كما تشمل تنظيم المباسط والبرادات الموسمية وتشغيل وصيانة المرافق البلدية من أنفاق وجسور وطرق وإنارة ودورات مياه وحدائق ومواقف لحجز السيارات، فضلاً عن تنفيذ الخطط المشتركة مع الجهات المختلفة وفقاً للمهام والواجبات المحددة. ويصل عدد المشاركين في تنفيذ هذه الخطط إلى 23 ألفاً و50 من موظفي الأمانة والشركات والمؤسسات العاملة معها. في الوقت نفسه؛ قدَّمت الجهات المشاركة في اجتماع اللجنة المركزية برامجها. وناقش المجتمعون الخطط المدرجة على جدول الأعمال، واتُّخِذَت التوصيات اللازمة حيالها. إلى ذلك؛ استقبلت البوابة الإلكترونية لوزارة الحج والعمرة مؤخراً أكثر من مليون زائر لخدماتها من المواطنين والمقيمين. وجاء في بيانٍ للوزارة أمس أن البوابة سجَّلت «خلال ال 72 ساعة الماضية» زيارة نحو 100 ألف مواطن ومقيم من الجنسين للمسار الإلكتروني لحج الداخل، وسط توقعاتٍ بارتفاع العدد بصفةٍ مضطردةٍ خلال الأيام المقبلة. وأكدت الوزارة حرصها على تطبيق برامج تستهدف حماية حقوق الحجاج وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الراغبين في أداء الفريضة «من خلال اعتماد برامج خدمية تلبي احتياجاتهم بدءاً من عزمهم على أداء المناسك إلى حين الانتهاء من نُسُكِهم والعودة إلى ديارهم سالمين». وأشار البيان إلى إدخال حزمة من الخدمات المتقدمة على البوابة الإلكترونية، بغرض تجويد مستوى الخدمة وتمكين المواطن والمقيم من اختيار البرنامج والسعر المناسبين له «تفعيلاً للدور المسنَد إلى الوزارة المتمثل في التأكد من سلامة تطبيق ما جاء في المادة ال 9 من اللائحة التنفيذية لنظام خدمة حجاج الداخل والتزام المنشآت بأسعار مناسبة للخدمات المقدَّمة والتأكد من الاستفادة القصوى من المساحات المسلَّمة للمرخص لهم بإسكان الحجاج». كما أدخلت الوزارة عدداً من الخدمات المساندة على بوابتها، مثل خدمة «سداد» وخدمة «يقين» وتطبيق سياسة إلغاء الحجوزات «بحيث يتم تقديم طلب الإلغاء واسترجاع المبالغ المدفوعة من خلال البوابة». في سياقٍ متصل؛ جدَّدت «الحج والعمرة» التأكيد على تطبيقها بدءاً من هذا العام الإسوارة الإلكترونية للحجاج «بهدف سرعة التعرف عليهم وقراءة كافة المعلومات اللازمة التي تمكِّن من مساعدتهم على ضوء بياناتهم في الإسوارة». وتوقَّعت الوزارة إسهام هذا المشروع في رفع كفاءة الأداء في قطاع الحج والعمرة، واختصار زمن الإجراءات، وتطبيق شفافية المعلومات وإتاحتها لمختلف الجهات العاملة في المنظومة. ويرتبط مشروع الإسوارة ببرنامج التحول الرقمي الذي أطلقه وزير الحج والعمرة، الدكتور محمد صالح بنتن. وبموجبه؛ سيتم إلزام مكاتب شؤون الحج في مختلف الدول بتوفير بيانات الحجاج قبيل وصولهم إلى منافذ الدخول في المملكة، بحيث تشتمل الإسوارة على الرقم الحدودي، ورقم التأشيرة، ورقم جواز السفر، فضلاً عن صورة شخصية للحاج وبياناته الأساسية، وبيانات المنوط بهم خدمته وأرقام هواتفهم، وبيانات السكن في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة. وبذلك؛ ستتمكن منظومة الحج والعمرة من استدعاء كافة المعلومات الخاصة بالحجاج بواسطة جميع أنواع الهواتف الذكية، إذ سيتاح تطبيقٌ إلكتروني ذو صِلةٍ لجميعِ العاملين في مجال خدمات ضيوف الرحمن ومنسوبي القطاعات الأخرى الأمنية والخدمية. بدوره؛ أعلن الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السند، اكتمال استعدادات الرئاسة لخدمة الحجاج مواكبةً ل «رؤية المملكة 2030» التي ركزت على العناية بالحجاج والمعتمرين. وشدد السند، في تصريحاتٍ أمس، على عِظم مسؤولية الرئاسة العامة فيما يتعلق بخدمة ضيوف الرحمن. وأكد أهمية ما تبذله من جهودٍ لدعوة الناس إلى الخير وإرشادهم إلى الطرق الصحيحة لأداء نسكهم «ولذا؛ خصصت الرئاسة أمانةً مستقلةً لوضع الخطط والبرامج طوال العام إعداداً لهذا الموسم الكبير والشعيرة العظيمة». ووجَّه السند جميع العاملين في الهيئة على الاجتهاد والعمل المخلص. ولفت إلى تضمُّن «رؤية المملكة 2030» الاعتناء بالزوار والحجاج «وهذا يتطلب مزيداً من العمل لمواكبة الرؤية الطموحة في زيادة عدد الزوار والمعتمرين، فلا بد أن تتواكب خطتنا مع هذه الخطة الطموحة»، منوِّهاً بدعم القيادة المتمثِّل في تخصيص مواقع للرئاسة العامة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة بواقع 45 مركزاً توجيهيّاً ونقطة توزيع «لتقوم الرئاسة بالواجب المنوط بها وفق أفضل السبل والطرق والإجراءات». ويصل عدد أعضاء الهيئة الميدانيين والإداريين والمترجمين العاملين في موسم الحج المقبل إلى 884 منسوباً من المؤهلين عمليّاً وحملة الشهادات العليا وذوي الخبرة، بحسب السند الذي أكد تدريب هؤلاء على التعامل مع ضيوف الرحمن، مقدِّماً الشكر إلى القيادة على تسهيل أعمال الهيئة في توعية الحجاج والزوار وتوجيههم.