منذ تأسيسهما؛ بات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والحملة الوطنية السعودية لنصرة السوريين من أهم مؤسسات العمل الإنساني في الشرق الأوسط، بحسب المنظمة العربية للهلال والصليب الأحمرين. واستفاد الشعب اليمني وشعوبٌ أخرى من مركز الملك سلمان الذي تأسس في رجب من عام 1436 ه، في وقتٍ ركَّزت فيه الحملة الوطنية التي تأسست في رمضان من عام 1433 ه على مناطق اللجوء في الدول المجاورة لسوريا فضلاً مناطق النزوح في الداخل السوري. ووفق إفادةٍ أخيرةٍ من المنظمة العربية للهلال والصليب الأحمرين؛ تقدِّم المملكة مساعداتٍ إنسانيةٍ موزَّعةٍ على رقعةٍ جغرافية لا تغيب عنها الشمس. ولفت الأمين العام للمنظمة، الدكتور صالح السحيباني، إلى تقارير موثقة تؤكد تقديم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أكثر من 460 مليون دولار من المساعدات الإنسانية، فيما يستمر المركز في تنفيذ برامجه. واعتبر السحيباني، في وقتٍ سابق، أن هذه الجهود التي تأتي بتوجيه مستمر من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، تشكِّل محطة أمان لا تنقطع ومصدر عطاء لا ينضب، واصفاً مركز الإغاثة والحملة الوطنية بوجهين تميزت بهما مملكة الإنسانية مع السوريين واليمنيين أينما اتجهوا. ووفقاً للمنظمة العربية؛ قدَّم مركز الملك سلمان أكثر من 460 مليون دولار لبرامج دعم اليمنيين حتى يونيو الماضي، منها 186 مليوناً صُرِفَت بالتنسيق مع المنظمات الدولية والمحلية و274 مليوناً لبَّت النداء العاجل الصادر عن الأممالمتحدة في إبريل 2015. وبلغ إجمالي البرامج 80 تنوعَّت بين الإغاثة العاجلة والمساعدات الإنسانية والمساعدات الطبية والبيئية، بشراكةٍ مع 70 منظمة دولية ومحلية يمنية رسمية. فيما اعتمد المركز مبلغ 110 ملايين دولار لمشاريعه تجاه اليمن في النصف الثاني من العام الميلادي الجاري. وأشار تقريرٌ صدر مؤخراً عن المركز إلى تنفيذه مشاريع مهمة في مجالات التغذية والصحة والتطعيم والإصحاح البيئي، فضلاً عن التعليم والدعم النفسي والحماية للطفل اليمني وأُمِّه. ويشير التقرير إلى كون المملكة من الدول الداعمة لجميع القرارات والاتفاقيات الدولية التي تُعنَى بالأطفال. وبلغ عدد اليمنيات المستفيدات من برامج المركز لدعم الأمومة والطفولة والرجال أكثر من 3.8 مليون، فضلاً عن 1.9 مليون من الحوامل، و3.7 مليون من الرجال و1.5 مليون طفل. ونُفِّذَت هذه البرامج بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وشركاء صحيين يمنيين. في ذات السياق؛ قدَّم المركز تمويلاً لتنفيذ 4 حملات تحصين باللقاح الفموي ثلاثي التكافؤ. ووصلت هذه الحملات إلى 4.7 مليون طفل من أصل 5.1 مليون طفل، أي بنسبة يمثل 93 % من مجمَل الأطفال اليمنيين المستهدفين. كما تم تنفيذ 5 أنشطة تكاملية لتقديم خدمات التحصين والإدارة المتكاملة لأمراض الطفولة والصحة الإنجابية والتغذية، وبلغ عدد المستفيدين منها أكثر من 300 ألف طفل. وجرى أيضاً تنفيذ حملتين وطنيتين ضد الحصبة والحصبة الألمانية. وشملت حملة التحصين للذكور أقل من 5 سنوات مليونين و300 ألف طفل؛ وللإناث مليونين و400 ألف طفلة في العمر نفسه، ليبلغ المجموع المستهدَف 4.7 مليون طفل وطفلة. وفي شأن الأنشطة التكاملية؛ بلغ عدد المستفيدين 141 ألف طفل أعمارهم أقل من 5 سنوات و159 ألف طفلة في العمر نفسه، ليصل مجموع المستفيدين إلى 300 ألف طفل وطفلة. علاوةً على ذلك؛ موَّل مركز الملك سلمان منظمة الصحة العالمية لتنفيذ النظام الإلكتروني المبكر للأمراض في اليمن، بغرض المساعدة على الاستجابة السريعة للأوبئة. وتعاونت المنظمة مع 6 منظمات غير حكومية (3 دولية و3 يمنية) لتنفيذ النظام. واستفاد من هذه الشراكة نحو 298 ألف شخص، بينهم 59 ألف طفل ما دون سن الخامسة ونحو 77 ألفاً من النساء، وذلك في مجالات دعم العيادات المتنقلة التي تقدم الأنشطة الصحية المنقذة للحياة. وتفيد التقارير بدعمِ المركز عبر منظمة الصحة العالمية 25 عيادة متحركة لتقديم الخدمات الصحية المنقذة للحياة، بما في ذلك إدارة الأمراض المعدية والصحة الإنجابية والتحصين وإدارة حالات سوء التغذية للنازحين والسكان المتأثرين. وساهمت العيادات في تحصين أكثر من 77 ألف طفل، وعالجت أكثر من 42 ألف طفل من أمراض مختلفة، وقدَّمت خدماتٍ لصحة الأم لأكثر من 55 ألف امرأة. كما موَّل المركز إرسال 12 فريقاً لتقديم خدمات الرعاية الصحية الأوَّلية التكاملية في محافظاتعدن وأبين وحجة وصنعاء وصعدة وسقطرى. وقدمت الفرق أكثر من 132 ألف استشارة طبية، منها 34.3 ألف استشارة للنساء، و26.4 ألف للأطفال ما دون سن الخامسة. وعلى صعيد الأدوية؛ موَّلت المملكة شراء وتوزيع أكثر من 900 طن من الأدوية والمستلزمات الطبية في المحافظات اليمنية المحتاجة؛ للمساهمة في استمرار خدمات الرعاية الصحية. واستفاد على الإثر أكثر من 1.6 مليون شخص، بينهم 300 ألف طفل دون سن الخامسة و416 ألف امرأة. كما دعمت المملكة مراكز غسيل الكلى. وشمِل الدعم تقديم تمويل لمنظمة الصحة العالمية لتنفيذ 18 مركزاً للتغذية العلاجية استهدفت أكثر من 17 ألف طفلٍ يمني مصابٍ بسوء التغذية. وتمكنت المنظمة من علاج 5421 حالة سوء تغذية حاد للأطفال ما دون سن الخامسة. فيما قدَّم مركز الملك سلمان دعماً لمنظمة الأممالمتحدة للأمومة والطفولة قدره 29 مليوناً و600 ألف دولار لتنفيذ مشاريع تغذية الأطفال والصحة والتطعيم والإصحاح البيئي فضلاً عن التعليم والدعم النفسي والحماية. واستفاد من التمويل أكثر من 4 ملايين طفل يمني، وأكثر من نصف مليون امرأة مرضِعة وحامل، وفق التقرير الصادر من منظمة (اليونيسف – مكتب اليمن). وفي مجال الغذاء؛ موَّل المركز برنامج الغذاء العالمي ب 145.4 مليون دولار. وتم على الإثر تقديم الغذاء لأكثر من مليوني يمني شهرياً، بعدد مستفيدين يصل إلى 1.3 مليون من النساء والأطفال في 19 محافظة يمنية، وفق التقرير الصادر من برنامج الغذاء العالمي في مطلع يونيو الماضي. ومن بين الجهات التي موَّلها المركز صندوق الأممالمتحدة للسكان الذي تلقَّى دعماً ب 2.6 مليون دولار استهدف خدمة 300 ألف سيدة يمنية وأكثر من 67 ألف طفل وطفلة استفادوا من برامج الحماية. كما تم تمويل منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة «فاو» ب 5.8 مليون دولار. ووفقاً للتقارير؛ دعم مركز الملك سلمان 29 برنامجاً للأمن الغذائي في اليمن، بتكلفة تزيد على 193 مليون دولار بالتعاون مع 21 منظمة وجهة رسمية. أما برامج المساعدات الإنسانية والطبية والبيئية فبلغ عددها 51 برنامجاً منها 21 للمساعدات الإنسانية بكتلفة 96.6 مليون دولار بالتعاون مع 9 شركاء. في حين بلغ عدد البرامج الطبية والبيئية 30 برنامجاً بتكلفة تزيد على 126.2 مليون دولار بالتعاون مع 39 منظمة وجهة رسمية. وشملت هذه البرامج الإغاثة العامة والطبية والإنسانية للعالقين واللاجئين اليمنيين، وبرنامج رعاية الأطفال والأمهات اليمنيين في جمهورية جيبوتي. إلى ذلك؛ أفاد تقريرٌ للحملة الوطنية السعودية لنصرة السوريين باستفادة أكثر من 471 ألف سوري من برنامجها الرمضاني الأخير الذي قدَّم وجبات إفطار وطروداً غذائية في الأردنوتركياولبنان فضلاً عن الداخل السوري. وشمِلَت المساعدات المواد الغذائية الأساسية التي يحتاج اللاجئون والنازحون إليها. ولاحظ الدكتور صالح السحيباني أن ما يميِّز الحملة هو قربها اليومي من هموم واحتياجات السوريين، سواءً من خلال مقرها في مخيم الزعتري الأردني، أو من خلال مكتبيها في تركياولبنان. على مستوى الإيواء؛ أطلقت الحملة برنامج «شقيقي بيتك عامر»، والذي يستهدف حالياً استبدال ما تبقَّى من خيامٍ في «الزعتري» ب 1000 وحدة سكنية جاهزة «كرفان». وإجمالاً؛ استهدف البرنامج تأمين البيوت الجاهزة بعدد إجمالي يصل إلى أكثر من 4600 كرفان، علاوةً على التكفل بإيجار 6 أشهر لأكثر من 800 عائلة سورية مقيمة في الأردن. في سياقٍ مماثل؛ يستهدف برنامج «شقيقي مسكنك طمأنينتك» تغطية إيجار أكثر من 5 آلاف شقة للسوريين في لبنان، مع التركيز على إيواء الحالات الإنسانية من ذوي الشهداء والمصابين والمفقودين والمعتقلين والمعاقين. وفي «الزعتري» أيضاً؛ تقدِّم الحملة السعودية، عبر عياداتها التخصصية خدماتٍ متخصصة للاجئين. واستقبلت العيادات حتى الآن نحو نصف مليون مراجِع ل 14 اختصاصاً طبياً، مع توفير صيدلية ومختبرات وقسم أشعة ووحدة دعم نفسي. وشمِل هذا الدعم الموجَّه إلى السوريين تسيير 16 جسراً برياً إلى الأردن بواقع 845 شاحنة، وجسراً جوياً إلى تركيا بواقع 10 طائرات تحمل 10 آلاف طن من المواد الإغاثية والغذائية، و80 جسراً بحرياً لتوفير المساعدات الشتوية والمواد الإغاثية المصنَّعة في جمهورتي الصين الشعبية وتركيا. كما تم إدخال أكثر من 300 قافلة برية إلى المناطق الشمالية والجنوبية في سوريا لتوفير مواد الإغاثة المتنوعة. وشمِل ذلك محافظات درعاً والقنيطرة وريف حوران في الجنوب، ومحافظات حلب وإدلب والأرياف الشمالية لمحافظتي حماة واللاذقية في الشمال. بالتوازي؛ اعتمدت الحملة السعودية تصنيع 5 محطات متنقلة لتحلية المياه ليستفيد منها السوريون النازحون على الشريط الحدودي مع تركيا بطاقة إنتاجية تصل إلى 20 ألف لتر لكل ساعة.