أفاد المندوب السعودي الدائم لدى الأممالمتحدة في جنيف، السفير فيصل طراد، بتخصيص المملكة مؤخراً 100 ألف فرنك سويسري لدعم مكتب المفوض الأممي السامي لحقوق الإنسان في توثيق الانتهاكات الحقوقية في سوريا. وندد المندوب، في كلمةٍ أمس لدى افتتاح الدورة ال 32 للمجلس الأممي لحقوق الإنسان، بعجز المجتمع الدولي عن اتخاذ أي خطوات عملية ملموسة لوقف سفك دماء السوريين الأبرياء وحماية النساء والأطفال خصوصاً من الانتهاكات. واتهم نظام بشار الأسد والميليشيات الإرهابية التابعة له والقوات الأجنبية المساندة له بقتل أكثر من 300 ألف شخص، وتشريد أكثر من نصف السكان، وحصار ما يزيد عن نصف مليون شخص، مستشهداً بالغارات الأخيرة التي حصدت في مدينة حلب والمناطق المحيطة بها مئات الشهداء جُلُّهم من النساء والأطفال فضلاً عن تدمير مراكز طبية ومناطق سكنية. وشدَّد السفير فيصل طراد على ضرورة تقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة الدولية. وجدَّد مطالبة المملكة بتوحيد الموقف الدولي فيما يتعلق بتقديم الدعم الكافي لقوى المعارضة السورية المعتدلة وحماية المهاجرين واللاجئين، متسائلاً «إلى متى سنقف مكتوفي الأيدي ونحن نشاهد المعاناة اليومية للشعب السوري الشقيق التي طالت لأكثر من 5 سنوات؟». إلى ذلك؛ اعتبر المندوب السعودي أن الوقت حان لمحاسبة دولة الاحتلال على جرائم الحرب البشعة ضد الشعب الفلسطيني. ونبَّه إلى ضرورة تفعيل قرارات الشرعية الدولية لتحقيق تطلعات الفلسطينيين إلى حريتهم واستقلالهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس. وجدَّد السفير طراد المطالبة السعودية باتخاذ المجتمع الدولي إجراءاتٍ لوقف أطول انتهاكٍ لحقوق الإنسان سجَّله التاريخ المعاصر «ألا وهو معاناة الشعب الفلسطيني التي مازلت مستمرة منذ أكثر من 60 عاماً جرَّاء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي العنصرية في الأراضي المحتلة»، خاصَّاً بالذكر القتل الممنهج والتعذيب والحصار وتدمير الممتلكات، إضافةً إلى عمليات تهويد القدس وفقاً لما يُعرَف ب «خطة القدس 2020». في شأنٍ آخر؛ جدَّد طراد إدانة المملكة الإرهاب والتطرف بكل أشكالهما ومهما كانت دوافعهما، أو مبرراتهما وأياً كان مصدرهما، أو ضحاياهما. وذكَّر بأن الإرهاب لا دين ولا هوية ولا جنسية له «وبالتالي لا يمكن على الإطلاق القبول بإلصاق تهمة الإرهاب بأي دين، أو عرق، أو جنس». ودعا إلى قيام المجتمع الدولي بمسؤولياته في محاربة الظروف المساهمة في نشأة وانتشار الإرهاب، مؤكداً التزام المملكة بمحاربة الإرهاب بصفتها من أوائل الدول المنضمة إلى التحالف الدولي لمكافحته علاوةً على سعيها إلى تشكيل التحالف العسكري الإسلامي الذي ضم حتى الآن 35 دولة. وتطرق طراد، في كلمته، إلى مفهوم عالمية حقوق الإنسان، وقال إن المناداة به لا تعني فرض مبادئ وقيم وثقافات تتعارض مع قيمنا وثقافتنا وديننا الإسلامي الحنيف. وطالب باحترام اختلاف القيم والثقافات تجسيداً لعالمية الحقوق. ولفت إلى افتخار المملكة بأن تكون الشريعة السمحة منهاجاً ودستوراً كونها كفِلَت للمواطن حقه في حياة كريمة وتنمية مستدامة وازدهار متواصل، وبما يضمن أمن واستقرار الوطن. وعدَّ طراد اعتماد «رؤية المملكة 2030» تجسيداً واقعياً لحرص خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وحكومته الرشيدة على ضمان مستقبلٍ أفضل للوطن وأبنائه على الصعد كافة. واعتبر استمرار التعاون مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان من خلال مذكرة التفاهم الموقعة معها، وكذا التعاون مع كافة آليات مجلس حقوق الإنسان، شاهداً آخر على هذا الحرص.