عنيت قبل أسبوعين بمقال تحدثت فيه عن «مجموعات الواتسآب» وقد حظي المقال بمتابعة وتعليق الكثير من القراء والمشاركين في القروبات المتنوعة، وهناك من طالب بإشباع هذا الموضوع كتابة حتى نصل إلى إيجابيات وسلبيات هذه المجموعات، ولعلي أترككم مع بعض ردود القراء والزملاء التي وصلتني، سواء كان تعليقاً على المقال أو عبر «الواتسآب» لعلنا نصل إلى نقاط الالتقاء أو الاختلاف في وجهات النظر. الدكتورة هدى الدليجان أستاذة القرآن والسنة بجامعة الملك فيصل بالأحساء قالت: مقال يختزل دراسات ميدانية في أثر وسائل التواصل الاجتماعي ومن أشهرها تطبيق (الواتسآب) فعلا كلمات مضيئة بالمعرفة والتحليل الدقيق. الزميل عبدالله التكتلي علق على المقال قائلاً: نظرة وتبصر ورؤية للحال والواقع مع طروحات وتوصيات مبطنة وجميلة الزميل ناصر العلي قال أيضاً: مجموعات «الواتسآب» حاليا هي أكثر وسائل التواصل الاجتماعي انتشارا بين الناس ولها إيجابياتها وسلبياتها وكلامك هنا رصد حالات عديدة نواجهها في هذه القروبات ومواقف شاهدناها تؤكد كلامك ويفترض أن تلقى اهتماما من ذوي الاختصاص من أكاديميين وشرعيين للإرشاد والنصح والتأكيد على الناس لأصول استخدام «الواتسآب» والوسائل الأخرى، وكيفية التعامل مع المواقف والردود المناسبة والتحذير من اللغط والخطأ في حق الآخرين واحترام الرأي الآخر وطرح آرائهم دون فرضها على الآخرين والمستقبل بحاجة لمزيد من مثل هذه المقالات. كما عزز الزميل عوض العطيش رأي الدكتورة هدى الدليجان وأيده بقوله: مقال كما وصفت الدكتورة هدى، يختزل دراسات ميدانية في هذا المجال، وتوصيف واقعي بأسلوب شيق لهذه الوسيلة وحال الناس معها، وذكر الأستاذ خالد القريشي: أن هذه الوسيطة أصبحت غذاء فكريا لكثير من الناس بقوله: أرى أن «الواتسآب» أخذ من بعضهم اهتماما ووقتا أكثر مما وجد هذا التطبيق له، إلى درجة أنه أصبح الغذاء الفكري لبعضهم وممكن أن يتشكل ويتأثر به وعزف الناس عن القراءة والبحث والتقصي، ودونت الأخت سمر بن مسلم هذا القول: مقال قيم حوى تصنيفا تحليلياً لمجموعات الواتسآب أنواعها حواراتها برؤية شخصية ثاقبة. هذه التعليقات التي تمت على المقال في نفس الصحيفة، وسوف أختار لكم بعض ردود الزملاء عبر القروبات المشارك بها، حيث يقول أحد الزملاء بقروب «التحول الوطني» يدعي بعضهم بأنهم كاتب رأي، ولكن أولئك «البعض» لتواضع معرفتهم ومخزونهم الثقافي والمعرفي وتدني حسهم الإنساني لا يدركون بأن من أهم شروط كاتب الرأي ما يلي: الاستقلالية، الموضوعية، الحياد، وتجد بعضا منهم سلطوياً أكثر من السلطة، أو نخبوياً أكثر من النخبة ومؤدلجاً أكثر من كهنة الأيدولوجيا ومع هذا يدعي بأنه كاتب رأي، لقد تجاوز وعي القارئ وعي كثيرين من هذه النوعية الغارقة في أوهامها، القارئ بات يعرف بأن هناك كتابا ليسوا أكثر من مجرد متوسلين ومتسولين بمداد أقلامهم التي ستشهد لهم أو عليهم». ويذكر أحد الزملاء: أن التجاوزات حدث ولا حرج في مجموعات «الواتسآب» وقد كشفت المستور وأظهرت البذاءات من بعضهم، ومع الأسف أنها تصدر من أصحاب قلم وأعمدة صحفية، لكن يظل الإنسان ابن بيئته، ومجموعات التواصل ما زلنا بعيدين كل البعد عن استخدامها بطريقة راقية ومحترمة، كما علق أحد الزملاء مبدياً تذمره من إضافته في قروبات جديدة دون أخذ علمه مسبقاً، ويقول: إن هذه الطريقة ليست طريقة راقية وكأننا زبائن شرف عند بعض يضيفنا في أي قروب، فمن الرقي الاستئذان قبل إضافة كائن من كان. وعلقت إحدى الزميلات على هذا الموضوع بقولها: مقال جميل ومعلومات جديدة عن عالم الرجل المثقف وذوي الفكر المميز، وأتفق معك أن هناك أناسا يضيق خلقهم بالنقد أو الاستماع لوجهة النظر الأخرى التي تخالفه، ويرى كل من يخالفه وكأنه قلل من شأنه أو أهانه، وهذه الحال تنطبق على كثير من الشخصيات في «تويتر» الذين يضيق خلقهم وعدم تقبلهم للمختلف معهم في الرأي، مع أن الاختلاف إثراء للفكر والعقل، ولكن نحن كنساء أقل منكم حدة «قليلاً» وقروباتنا أغلبها دينية أو تتحدث عن الأزياء والطبخ والرحلات والأسواق وغيرها. وأختتم بتعليق الدكتور والشاعر سالم اليامي: وسائط التواصل الاجتماعي خدمتنا خدمات كبيرة خاصة بين العائلات والأصدقاء، فأصبح المسافر كأنه بين أحبابه وأهله يصبحهم ويمسي عليهم ويصور لهم تنقلاته فيصبح وكأنه بينهم، كما أنها خدمتنا خدمات كثيرة في التعرف على شخصيات فكرية وثقافية لم نكن نستطيع التعرف عليها دون هذه الوسائط الجميلة… هذه الخاتمة في مقالة الدكتور مقالة بحد ذاتها عن القروبات وتشخيص حقيقي لواقع هذه المجموعات. أترك القارئ مع قراءة هذه الردود والتعليقات التي تمثل وجهة نظر أصحابها، وتظل أولا وأخيراً وجهات نظر متبادلة بين الجميع.