ولأني أحب القصص الخبرية الغريبة والممتعة قررت منح القراء الأعزاء من حين لآخر عددا من القصص الخبرية الخاصة بي وعبر مقالتي الأسبوعية فقط، لأضيف ابتسامة مشرقة في يوم ما قبل أن يكون بعيدا عن أوجاع السياسة والاقتصاد. قصة اليوم من مطار أبها والعجوز الرائعة أم حسين التي فقدت فيها «خروفين» صغيرين شحنتهما بعد ذبحهما وتجميدهما في كرتونين إلى مطار الملك خالد بالرياض، فأم حسين وبكرمها لم تستطع أن تذهب للرياض دون أن تكون معها هدية وبنكهة جنوبية لشقيقها علي، الذي طلب حضورها احتفالا بافتتاح بيته الجديد. تقول أم حسين وهي تحكي قصتها: «كيف أجي الرياض وإيدي (يدي) خالية، رحلة شؤم ضيعوا علي خروفين قيمتهما 3800 ريال، لكن عوضي من الله، عندما هبطت الطائرة ونزلنا كان زوج بنتي في استقبالي وأخذ مني بطاقات العفش، وانتظرت معه أكثر من ساعة ولم يظهر لنا الكرتونان في سير العفش الخاص برحلتي، فلم احتمل صدمة ضياع الخروفين فبكيت وصرخت وأقسمت على زوج ابنتي أن يبحث لي عن رحلة عودة إلى أبها، حاول المسكين إقناعي ومكثنا نحو 3 ساعات في المطار محاولة أن أجد الخروفين ولكن مع الأسف، بعدها تفاجأت بقدوم شقيقي علي وأبنائه إلى المطار، وحلف علي يمين أن لا أغادر أبها وبالفعل ذهبت معهم إلى البيت، تسألني أم حسين: فين تتوقعين يابنتي راحت الذبايح». قلت لها: «إن شاء على نيتك إنت وعيالك يا أم حسين». غضبت أم حسين ووكزتني بعصاها ودعت علي: «إن شاء الله تضيع عليش 4 خرفان، أقولش 3800 ريال ماهي بلاش». ضحكت من دعوات أم حسين. انتهت القصة. لم تكن أم حسين وضياع الكرتونين لوحدها، فهناك قصص عديدة ومختلفة لفقدان وضياع أو حتى تبادل الحقائب عند السفر. المهم لدينا أن نكون أكثر وعيا بماهية الأشياء التي نحملها ونشحنها. فكثير منا ومع الأسف يتجاهل التعليمات واشتراطات الشحن ومحتويات العفش، فتجده يشحن مالا يستحق العناء ويحمل معه في الشنط والكراتين الغث والسمين، كبار السن تحديدا لدينا يحتاجون إلى توعيتهم بلطف وإحسان بعدم شحن مثل هذه الأنواع في الطائرات حتى لا تتعرض للضياع، لأن الكبير لن يسمع لنصيحتك على أنه خطأ أو غير ضروري أو نحوه بل (حتى لايكون عرضة للفقدان) ولنا في خروفي أم حسين وعكة أبو صالح مثل حسن. أخيرا أتمنى أن تكتب لافتة خاصة في مطار أبها تحديدا وقبل مواسم الصيف والمناسبات، بمنع شحن كراتين ذبائح اللحوم وعكك السمن. والله يعوض على أم حسين في ذبايحها…