أعلنت أذربيجانوأرمينيا أمس أن الهدنة صامدة عموماً في ناغورني قره باغ بعد أربعة أيام من المعارك الدامية التي خلفت عشرات القتلى، فيما دعا الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان إلى منح هذه المنطقة حق تقرير المصير. وموجة العنف الأخيرة في هذه المنطقة الاستراتيجية الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الأرمن لكنها تتبع رسمياً أذربيجان، كانت الأعنف منذ عقود وأسفرت عن 75 قتيلاً على الأقل. وقالت وزارة الدفاع في إقليم قره باغ الانفصالي المدعوم من أرمينيا «تم احترام وقف إطلاق النار الليلة الماضية على طول خط الجبهة». كما أكدت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن قواتها «تحترم بشكل صارم وقف إطلاق النار» الذي وقعه الثلاثاء رئيسا هيئة الأركان في أرمينياوأذربيجان في موسكو. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية أرتسرون هوفانيسيان أن إطلاق النار المتقطع استمر أمس «بما يشمل من الدبابات لكن ليس بنفس الكثافة» التي سجلت في الأيام الماضية. وقال ضابط من قره باغ إن «إطلاق النار المتقطع كان أمراً معتاداً على خط الجبهة منذ سنوات» مضيفاً «هذا لا يعني أن وقف إطلاق النار فشل». وتأتي الهدنة بعدما قتل 75 شخصاً على الأقل في أعنف معارك تشهدها هذه المنطقة التي استولى عليها الانفصاليون الأرمن من أذربيجان في مطلع حرب التسعينيات، وشهدت تصعيداً كبيراً الجمعة ما أثار قلقا دولياً كبيراً. وأكد جيش أذربيجان السيطرة على عدة مرتفعات استراتيجية في ناغورني قره باغ، مشيراً إلى أن «القوات الأذربيجانية تعمل حالياً على ترسيخ المواقع المحررة». لكن يريفان تؤكد من جانبها عدم خسارة أراض في هذه المنطقة التي يعترف المجتمع الدولي بأنها تعود إلى أذربيجان. وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية أكد الثلاثاء «رغم أن أذربيجان سيطرت على مواقع للأرمن في وقت ما إلا أنها عادت جميعاً تحت سيطرة ناغورني قره باغ». وفي برلين، دعا رئيس أرمينيا سيرج سركيسيان أمس المجتمع الدولي إلى الاعتراف بحق ناغورني قره باغ بتقرير مصيره. وقال بعد لقائه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل «يريدون تقرير مصيرهم ومستقبلهم» مضيفاً «إنهم يريدون أمراً واحداً من المجتمع الدولي وتحديداً الاعتراف بهذا الحق». وفي محاولة لترسيخ الهدنة، توافد وسطاء إلى المنطقة للقيام بدبلوماسية مكوكية بين الطرفين المتنازعين. والتقى سفراء الولاياتالمتحدةوفرنساوروسيا الذين يترأسون «مجموعة مينسك» التي تتولى الوساطة في هذا النزاع، أمس الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في باكو. وبعد اللقاء دعا الدبلوماسيون باكو ويريفان إلى تسريع الجهود الهادفة إلى التوصل إلى حل سريع للنزاع كما أفادت وكالة الأنباء الأذربيجانية. وحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء قادة أرمينياوأذربيجان إلى ضمان صمود الهدنة. ورحبت فرنسا بوقف إطلاق النار ودعت كل الأطراف إلى احترامه «بدقة». واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس روسيا بالدخول طرفاً إلى جانب أرمينيا في النزاع في ظل الفتور القائم حاليا بين أنقرةوموسكو. وقال أردوغان «آمل أن تحذو أرمينيا حذو أذربيجان في الخطوات التي قامت بها للتوصل إلى وقف المعارك».