اندلعت ليلة الجمعة معارك ضارية على طول حدود إقليم ناغورني قره باغ بين القوات الأذربيجانية والقوات الأرمينية، أدت إلى مقتل 12 جنديّاً أذربيجانيّاً على الأقل، في حين دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى «وقف فوري لإطلاق النار». وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان إن «12 جنديّاً أذربيجانيّاً على الأقل قتلوا في المعارك، كما أسقطت القوات الأرمينية مروحية أذربيجانية». إلا أن وزارة الدفاع الأرمينية ردت على المعلومات التي وردت في البيان الأذربيجاني واعتبرته «تضليلاً واضحاً لا علاقة له بالحقيقة». وكانت يريفان أعلنت في وقت سابق مقتل صبي في الثانية عشرة من العمر وإصابة مدنيين اثنين بجروح إثر تعرض قرية أرمينية على الحدود لقصف مدفعي أذربيجاني. كما أعلنت باكو مقتل مدني على الجانب الأذربيجاني من الحدود. من جهتها، أعلنت القوات الأرمينية الانفصالية المدعومة من يريفان أنها أسقطت مروحيتين ودمرت ثلاث دبابات وطائرة من دون طيار، وكبدت «العدو خسائر جسيمة». وحسب يريفان، فإن أذربيجان «شنت مساء الجمعة هجوماً واسعاً على حدود ناغورني قره باغ مستخدمة الدبابات والمدفعية والمروحيات»، الأمر الذي نفته باكو على الفور موضحة أنها لم تفعل سوى الرد على هجوم من الجانب الأرميني استخدمت فيه «المدفعية الثقيلة وقاذفات القنابل». وأكد الجانبان أن المعارك تواصلت أمس في مناطق «خوجاوند- فضولي واغديري- تارتار- آغدام»، حيث أعلنت أذربيجان «استعادة السيطرة على «تلَّين استراتيجيَّين وقرية». وفي يريفان دعا رئيس الوزراء هوفيك إبراهيميان إلى اجتماع عاجل للحكومة في مواجهة «هذه الأعمال العدائية من قبل العدو»، مؤكداً استعداده «لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإحلال الاستقرار». وفي موسكو، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «الطرفين إلى وقف فوري لإطلاق النار وإلى ضبط النفس لتجنب سقوط ضحايا جدد»، حسب ما قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف. وأجرى وزيرا الخارجية سيرغي لافروف والدفاع سيرغي شويغو الروسيان اتصالات هاتفية بنظيريهما الأذربيجاني والأرميني للعمل على وقف التصعيد. كما دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني «إلى وقف المعارك على الفور وإلى التقيد بوقف إطلاق النار». وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الرئيس الدوري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في بيان «لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري لهذا النزاع. على الطرفين التحلي بالإرادة السياسية لاستئناف المفاوضات في إطار مجموعة مينسك». كما أعرب الوسطاء الدوليون في مجموعة مينسك الذين يعملون تحت إشراف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في بيان عن «القلق الشديد» إزاء التطورات العسكرية في ناغورني قره باغ. ويشكل الأرمن غالبية سكان الإقليم الذي ألحق بأذربيجان خلال الفترة السوفياتية؛ إلا أن حرباً ضارية شبَّت بين عامي 1988 و1994 بين الطرفين أوقعت 30 ألف قتيل وأدت إلى نزوح مئات آلاف الأشخاص غالبيتهم من الأذربيجانيين، وإلى سيطرة الأرمن على هذا الإقليم. ورغم التوقيع عام 1994 على وقف لإطلاق النار لم يوقَّع أي اتفاق سلام بين الطرفين، وتواصلت ولو بشكل متقطع الاشتباكات بين الطرفين على طول خط التماس في ناغورني قره باغ من دون أن تصل إلى الحدة التي وصلتها ابتداء من ليلة الجمعة. وكان رئيس أذربيجان إلهام علييف التقى خلال وجوده في واشنطن الخميس للمشاركة في القمة الدولية للأمن النووي، وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وطالب أمامه أرمينيا بسحب قواتها «فوراً» من الإقليم. كما شدد علييف خلال لقائه كيري على «ضرورة تسوية النزاع على أساس قرار مجلس الأمن الذي يطالب بانسحاب فوري وغير مشروط للقوات الأرمينية من أراضينا». وتؤكد أرمينيا المدعومة من روسيا من جهتها أنها مستعدة لمواجهة أي هجوم.