أعلن الجيش الآذربيجاني مقتل ثلاثة من جنوده في مواجهات مع القوات الأرمنية في يوم ثالث من المعارك الأعنف المندلعة منذ عام 1994 في إقليم ناغورني قره باخ المتنازع عليه بين البلدين. وأوضح الجيش أن الجنود الثلاثة قضوا بقذائف هاون وقاذفات صواريخ أطلقت من خنادق القوات الأرمنية. وتوعد بإطلاق عملية واسعة على طول خط الجبهة واستخدام كل الأسلحة التي يملكها «إذا استمرت الاستفزازات الأرمنية». وكانت آذربيجان أعلنت وقفاً للنار من جانب واحد الأحد، فأبدت سلطات ناغورني قره باخ استعدادها «لبحث اقتراح هدنة» شرط استعادة المواقع والأراضي التي خسرتها. وأفادت وزارة الدفاع في منطقة ناغورني قره باخ الانفصالية المدعومة من يريفان بأن «قوات باكو كثفت قصفها مواقع الجيش الأرمني، مستخدمةً قذائف هاون من عيار 152 مللميتر وقاذفات صواريخ ودبابات». وتحدثت عن تقدم كبير للقوات الأرمنية في بعض مناطق الجبهة، وسيطرتها على مواقع جديدة، وهو ما نفته باكو مؤكدة أنها تسيطر منذ السبت على تلال استراتيجية عدة في ناغورني قره باخ. وصرح الرئيس الأرميني سيرج سركسيان بأن بلاده ستعترف باستقلال إقليم ناغورني قره باخ عن آذربيجان إذا استمرت العمليات العسكرية هناك، واتسعت. وقال في اجتماع مع سفراء الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا: «نفذت آذربيجان استفزازاً لا سابق له على طول خط الاتصال مع ناغورني قره باخ، وأمرت وزارة الخارجية ببدء العمل لتوقيع اتفاق مشترك للمساعدات العسكرية مع الإقليم. وبعدما دعا الغرب وروسيا في اليومين الأخيرين أرمينيا وآذربيجان الى وقف الأعمال الحربية التي أسفرت عن مقتل 33 جندياً على الأقل من الجانبين ومدنيين اثنين منذ ليل الجمعة، أعلنت فرنسا أن اجتماعاً لمجموعة مينسك التي تضمها الى روسيا والولايات المتحدة، وتقود جهود منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لإيجاد حل للنزاع، سيُعقد في فيينا اليوم لمناقشة موجة العنف الجديدة. وتحدث وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت إلى نظيره الأرميني ودعا إلى وقف فوري للنار. إلى ذلك، دعت إيران البلدين المجاورين لحدودها الشمالية الغربية إلى ضبط النفس. وأبدت استعدادها لمحاولة تهدئة الأزمة، كما أعلن وزير دفاعها حسين دهقان بعد اتصال هاتفي مع نظيره الآذربيجاني ذاكر حسنوف. وكان الناطق باسم الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري أبدى الأحد قلق بلاده الشديد من الأزمة المستجدة، «في وقت تشهد المنطقة أعمالاً مدمرة تنفذها مجموعات متطرفة، وهي تحتاج الى هدوء». وتقيم إيران علاقات جيدة مع أرمينيا وآذربيجان، علماً أنها تضم مجموعة ناطقة باللغة الآذرية تضم أكثر من عشرة ملايين شخص الى جانب جالية أرمنية تضم مئة ألف شخص. وأول من أمس، طالبت منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة بينها آذربيجان، أرمينيا بسحب قواتها «بلا شروط» من ناغورني قره باخ. ودانت المنظمة «الهجوم الذي نفذته القوات الأرمينية أخيراً على حدود أراضي آذربيجان المحتلة، وإصرارها على استئناف القتال، وعدم احترامها الهدنة، واستمرارها في سياستها العدوانية». وطالب أمين عام المنظمة اياد بن أمين مدني مجموعة مينسك «بضرورة إيجاد تسوية سياسية عاجلة للنزاع بين أرمينيا وآذربيجان على أساس سلامة أراضي آذربيجان وحرمة حدودها المعترف بها دولياً طبقاً لمبادئ القانون الدولي».