الرياض – حمد فرحان السحيمي: تركا رسالتهما الحقيقية واتجها إلى التجارة والإنتاج الغامدي: MBC ستتضرر كثيراً لغياب هذين النجمين العتيبي: بدلاً من نجم بتركيبة «اثنين في واحد» بات لدينا نجمان الغانم: قد نعود نحن الثلاثة معاً والأمور لا تحتاج إلى تأويلات أخرى نال انفصال الثنائي «الطاشي»، عبدالله السدحان، وناصر القصبي، حظه من التغطية الإعلامية، فبعد أكثر من 18 عاماً كسبا فيها ثقة وحب الجمهور الخليجي والعربي بشكل عام، جاءت عملية الفصل التي تمت مؤخراً بنجاح تحت إشراف الواقع المحيط بهما، الذي أجبرهما على اتخاذ هذا القرار الذي يراه البعض متأخراً، في حين رآه بعض آخر مناسباً إلى حد بعيد، على الرغم من قناعة الإثنين قبل أكثر من 14 عاماً في تصريح لهما بأنه لابد أن يأتي وقت ينفصلان فيه. «الشرق» استطلعت آراء بعض النقاد والكتاب الفنيين حول هذا الموضوع: محمد السحيمي وتحدث بداية الناقد الفني محمد السحيمي، فقال «أعتقد أن للربيع العربي نتائجه على مستوى الدراما، ولهذا أرى أن انفصال هذين النجمين يعد نتيجة ممتازة للغاية». وأضاف «كان لابد أن يستجيب السدحان والقصبي لذوق الجمهور الذي تطور كثيراً، وأصبح واعياً لدرجة خيالية، بل ويكاد يكون أكثر ثقافة من بعض الفنانين، كما أن هذا القرار يحمد لهما بأنهما استجابا أخيراً لذوق الجمهور». وبسؤاله عما إذا كان القرار أتى في الوقت المناسب، أجاب «الوقت ليس مهماً بالنسبة لاتخاذ هذا القرار، ولكن المهم والسؤال الذي يطرح نفسه هل سيكون البديل أكثر تطوراً فنياً، أم سيدور في حلقة مفرغة، مثل عدد من الأجزاء الطاشية في السبع السنوات الأخيرة من العمل، وهل الانفصال إيجابي، أم سلبي، ولا أدري هل سبب الانفصال فني أم تجاري صرف. كما أرى أن الثنائي أرادا امتصاص الغضب الجماهيري عليهما بعد تقديم أجزاء هزيلة لم ترتقِ إلى ذائقة المتابع الخليجي والعربي». واستطرد السحيمي «عبدالله وناصر حالياً على المحك فيما سيقدمانه في الأيام المقبلة». وعن أي الفنانين أكثر استفادة من هذا القرار والأوفر حظاً بالنجاح فيما سيقدمه من أعمال، قال «أنا لا أنظر إلى نجومية الفنان، بل إلى السياق الذي يقدمه من خلال أعماله، وهذا هو المهم. وأرى أن الفنانين عبدالله وناصر لم يقدما على مستوى الآمال ما يبرر جماهيريتهما إطلاقاً، وهذه الجماهيرية أتت لحب الجمهور لشخصيهما فقط». واختتم السحيمي حديثه ل»الشرق» بقوله «الفنانان، مع الأسف، تركا رسالتهما الحقيقية، وهي التمثيل، واتجهوا إلى التجارة من خلال الإنتاج، ما أفقدهم التركيز فيما يطرحانه من أعمال، فالنجم يجب أن يقتصر دوره على التمثيل فقط، وما يقوم به السواد الأعظم من فنانينا غير صحيح، فكل ممثلينا منتجون وهذه ما تسبب عرقلة تطور الدراما لدينا، والأدلة على هذا الكلام كثيرة، وخذْ مثلاً الكاتبة الكويتية فجر السعيد، التي كانت تقدم أعمالاً رائعة قبل دخولها مجال الإنتاج، الذي أدى إلى ترهل أعمالها». عبدالخالق الغانم أما المخرج عبدالخالق الغانم، فأخرج عدداً كبيراً من أجزاء طاش، فلديه وجهة نظر مختلفة تماماً في الموضوع، حيث قال «توقف طاش، وانفصال الفنانين عبدالله وناصر ليس إلا اختلافاً في وجهات النظر، وهذا أمر طبيعي جداً، وقد يعودان في عمل آخر بنفس القوة، أو أكثر». وأضاف «أعتقد أن المستقبل سيحمل تغيرات كبيرة من حيث الأعمال ووجهة نظر كل فنان، كما أن خروجي عن عباءة طاش من قبل كان بسبب ظروف معينة، وقد نعود نحن الثلاثة معاً، والأمور لا تحتاج إلى تأويلات أخرى، سواء كانت تجارية أو فنية». رجاء العتيبي من جهته، ذكر مدير جمعية الثقافة والفنون بالرياض، رجا العتيبي، أن انفصال الثنائي أتى في وقت تفككت فيه الكيانات الاقتصادية، كما يعد ربيعاً فنياً، وقال «إذا كنا متفائلين، فإننا سنعُدّ انفصال ناصر وعبدالله ربيعاً فنياً، فكلاهما تشد الرحال من أجله، فمنطقتهما تتميز بالخضرة والماء والوجه الحسن، وبدلاً من طاش صار لدينا (طاشين)، وبدلاً من نجم بتركيبة (اثنين في واحد)، بات لدينا نجمان منفصلان، لكل منهما عالمه الخاص، وبدلاً من قرارين صار لدينا قرار واحد. وهذا من شأنه أن يكون كل منهما ملتقى شباب التمثيل، فمنطقة العمل صارت أكبر وأشمل وأوسع». وأضاف «الانفصال جاء في وقت تفككت فيه الكيانات الاقتصاديات الكبرى إلى منشآت صغيرة، باعتبار المؤسسات الصغيرة هي رهان هذا العصر، ورهان المجال الفني، فالاحتكار ولى زمانه، والذي حاول أن يمتلك الفن ويحتكر الممثلين فشل في مسعاه، وتحول إلى منشأة صغيرة، هذا هو منطق الزمن الحالي، كما أن عبدالله وناصر حالة اقتصادية في مجال اقتصاديات الفنون، قبل أن يكونا ممثلين، ما يجعل الانفصال حدثاً اقتصادياً بارزاً أكبر من كونه (صديقين وانفصلا) إذا نظرنا إليه من هذا المنحى تكون الحادثة إيجابية. وفيما يتعلق بمنهجية كل فنان، والخط الذي سينتهجه، قال «لا نتوقع أن المدرستين ستختلفان في منهجهما، ما لم يحدث حالة استثنائية وطفرة في التفكير تنعطف بإحداهما في اتجاه مختلف، والمؤشرات الأولية لا توحي بذلك، على الأقل هذا العام. كما أننا لا نتوقع انهياراً لهما كما حدث مع حسين عبدالرضا وسعد الفرج، وكذلك دريد لحام، ومحمد الماغوط، لأن انفصال القصبي السدحان انفصال اقتصادي أكبر من كونه انفصالا فنيا أو انفصال صديقين طال بهما العهد. محمد الغامدي كما علق مدير جمعية المنتجين السعودية، محمد الغامدي بقوله «لا أعتقد أن هذا الانفصال دائم على الرغم مما يحيط به من ضبابية حول السبب الحقيقي في ذلك، كما أرى أن هذا الأمر ليس في صالحهما، خصوصاً أن الشارع والجمهور العربي قاطبة تعود على حضورهما معاً، فهما مكملان لبعضهما بشكل كبير وهو ماساهم في نجاحهما على مدى أكثر من عقدين من التعاون من خلال طاش، أو غيره من الأعمال». وأكد الغامدي أن قناة MBC ستتضرر كثيراً لغياب هذين النجمين عن ظهورهما معاً على شاشتها، فهما علامة الكوميديا السعودية بلا أدنى جدال، وأخشى أن يكون هذا الأمر سبباً في ضياع نجاحهما الذي حققاه طوال السنوات الماضية. وأضاف «حتى أكون منصفاً، قد يرى عبدالله وناصر أن المرحلة تتطلب انفصالهما، وخوض كل منهما تجربة على حدة، على الرغم من أن الشارع لن يستوعب عدم مشاهدتهما معاً في شهر رمضان».