بعد غياب طويل عن أي ظهور إعلامي بعيداً عن «طاش»، ظهر الثنائي عبدالله السدحان وناصر القصبي في برنامج «واجه الصحافة» الذي يقدمه الإعلامي داود الشريان، مواجهة البطلين في هذه الحلقة لم تتطرق للصحافة إذ واجه الضيفان بعضهما وظهرت بوادر خلاف قديم تكتم عليه الثنائي سنين، لكن الظهور المرتبك لسدحان أوضح بما لا يدع مجالاً للشك أن العلاقة الفنية الطويلة آخدة في المضي إلى «شقاق». وخلال العامين الماضيين تسربت أنباء عن خلافات بين القصبي والسدحان لكن أياً منهما لم يعلق على تلك الأخبار، قبل أن يثبت ظهورهما الإعلامي هذه الحقيقة، الأنباء القديمة حملت بين طياتها غضباً عارماً من السدحان تجاه القصبي لأسباب تتعلق ب«تسيب» إداري، قد يفضي إلى انفصال أبدي، إن لم يتدارك أحد طرفي النزاع الأمر وهو ما لا يبدو ممكناً. شرارة الخلاف بين «الصديقين» بدأت قبل ثلاثة أعوام، حين أنتج ناصر القصبي مسلسل «37 درجة» الذي يعرض على شاشة «MBC»، على رغم اعتراضات السدحان التي اتخذت وجهة نظر تجارية بحتة، وما «فاقم» الاعتراض هو إصرار القصبي على المشاركة في المسلسل (وإن في مشاهد قصيرة)، ما اعتبره عبدالله تفرعاً فنياً جديداً قد يؤثر (حينها) في العمل الأشهر «طاش ما طاش»، وقد يقلل من حال الترقب والانتظار، التي يحيطها مشاهدون بالفنانين قبل رمضان وأثنائه وبعده، لكن حين شهد «37 درجة» في عامه الأول توهجاً إعلامياً، وحظي بنسب مشاهدة مرتفعة، ولم يؤثر في «طاش ما طاش» المشروع التلفزيوني الأهم والأطول إقامة في الشاشة العربية على مدى 16 عاماً، اقتنع السدحان، بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك، حين قرر المشاركة في حلقة من الجزء الثاني، لكن بشخصيته الحقيقية، وحضر في المسلسل على أنه الممثل عبدالله السدحان (بشحمه ولحمه). وبدلاً من أن تهدئ مشاركة السدحان الأمور، زادتها اشتعالاً، إذ وجّه القصبي في المشهد الأخير من الحلقة التي شارك فيها «صديق عمره»، في ما يشبه السيناريو المرتجل، نقداً لاذعاً للجزء الأخير من «طاش 16»، وهو النقد الذي اعتبره السدحان مسيئاً ل«طاش»، ولا يعكس روح الدعابة، وقد يفتح عليهم أبواباً أخرى من النقد الجارح غير ما يواجهونه، خصوصاً حين يتم الاتكاء على أن أحد بطلي المسلسل مقتنع أن «طاش» يتراجع ويحتاج إلى دفعة قوية، وهي القناعة التي بدت واضحة تماماً في برنامج «واجه الصحافة» وأعلنها القصبي صراحة. لذا طلب السدحان من القصبي إزاحة هذا المشهد من المونتاج، لكن الأخير لم يصغِ السمع، ولم يحذف شيئاً، ليفاجأ السدحان بالمشهد معروضاً، ما أجج الغضب، وزاد طين الخلافات «بلة»... لدرجة أن السدحان رفض الموافقة (بصفته شريكاً في الإنتاج) على مشاركة مخرج «37 درجة» سمير عارف في إخراج حلقات من «طاش» آنذاك قبل أن يعود ويتقبل الأمر، وإن كان السدحان نفى وجود أي خلافات مع القصبي بسبب هذا الاعتراض، وتأكيده على أنه «غير صحيح بتاتاً وأن الخلاف يقتصر فقط على طريقة صياغة نص الحلقات»، إلا أن الخلاف ظهر على السطح أخيراً، ويبدو أنه سيفضي إلى توقف «طاش». وإزاء هذا كله لم ينبس القصبي ببنت شفة، وظل ملتزماً الصمت، ما اعتبره إعلاميون حينها دليلاً صريحاً على وجود خلاف، لكن القصبي تحدث وقالها صراحة: «طاش يجب أن يتوقف». في ذلك التوقيت تحديداً خرج القصبي للمرة الأولى وحيداً دون السدحان كضيف على برنامج «نقطة تحول» الذي يقدمه الإعلامي سعود الدوسري، بينما ظهر السدحان منفرداً أيضا في إعلان لشركة اتصالات سعودية، على رغم أن المشاهدين اعتادوا على رؤيتهما معاً في الحوارات التلفزيونية. المتابع لحلقة «واجه الصحافة» التي استضافت النجمين يلحظ وبشكل سريع بأنهما لم يعودا قادرين على تبني الآراء نفسها، فبينما يصر القصبي على رغبته في التجديد وتقديم أعمال مختلفة، يصر السدحان على أن ملل القصبي يأتي من عجزه عن القيام بالشخصيات المطلوبة منه.