أكد أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أن أبناء هذه البلاد أثبتوا على مدى تاريخهم الحافل أنهم قادرون على تحمل المسؤولية، وأن لهم دورا في البناء والتشييد في مسيرة هذه البلاد، مدركين أن عليهم واجبا نحو وطنهم، فلقد أعطاهم وطنهم الكثير، وحري بهم أن تكون توجهاتهم وتطلعاتهم نحو خدمة وطنهم، وقال «حكومتنا الرشيدة أتاحت فرص العلم على كافة المراحل وفي كل مدينة وقرية من هذه البلاد المترامية الأطراف وأنشأت المدن الصناعية والمشاريع العملاقة لاستقطاب أبناء هذه البلاد». جاء ذلك في كلمة له خلال رعايته في قاعة الاحتفالات الكبرى بمقر الجامعة بمدينة الهفوف مساء أمس، حفل تخريج الدفعة «37» من طلبة جامعة الملك فيصل بالأحساء البالغ عددهم في الانتظام 7373 خريجاً وخريجة، وفي الانتساب المطور 24882 خريجاً وخريجة، بحضور محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي. وفور وصوله دشن أمير الشرقية عربة العيادة الطبية المتنقلة المتطورة في الكشفِ المبكرِ عن سرطان الثدي، وعربةَ النقل والبث الفضائيٍّ الخاصة بالجامعة، ثم بدأت المسيرة الأكاديمية بالمرور أمام الحفل يتقدمهم مدير الجامعة ووكلاؤها وعمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة يليهم الطلبة الخريجون. وعبر الأمير سعود بن نايف عن سعادته بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين من طلبة الجامعة، مشيراً إلى أن هذا النجاح وهذا التخرج هو بفضل الله ثم بجهود حكومتنا الرشيدة، وبذلها السخي في سبيل تنمية الإنسان وإعداد الكوادر الوطنية المؤهلة لدفع عجلة التنمية بسواعد وطنية ذات كفاءة عالية تنهض بمسؤولية العمل الوطني بوعي وإدراك خدمة وانتماءً للوطن وإخلاصا وولاء لقيادته الحكيمة. وهنا أبناءه الخريجين وأولياء أمورهم على ما حققوه من إنجاز فأصبحوا على أبواب حياة جديدة سيحققون تطلعاتهم وآمالهم، مهيباً بالطلاب بأن يستفيدوا من هذه الفرص التي هيأتها حكومتنا في كل مجال. ولفت أمير الشرقية النظر إلى أن النهضة الشاملة التي تشهدها بلادنا ليست وليدة الصدفة، بل هي نتيجة طبيعية للجهود المخلصة والنظرة الثاقبة والتخطيط السليم ودعم الدولة السخي المتواصل لمسيرة التنمية ولمسيرة التعليم بصفة خاصة، وكل هذا يأتي في إطار القناعة المطلقة لدى قيادتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بدعم مؤسسات التعليم والحرص على نوعية مخرجاتها إنما يعد أحد أولويات خطة التنمية ومن المرتكزات المهمة لرفعة أبناء هذا الوطن، وتنمية قدراتهم نحو حياة كريمة ليساهم هذا الوطن في بناء النهضة الشاملة التي يشهدها العالم اليوم. وأضاف «إن الجامعات السعودية حققت كثيراً من الإنجازات في مسيرتها الزمنية القصيرة تمثلت في جهد متميز في التعليم والبحث وخدمة المجتمع وانطلاقة واعدة ورغبة صادقة في تحقيق رسالتها ورؤيتها بإعداد كوادر وطنية، فهي معنية بتخريج جيل مسلح العلم والإيمان، جيل يؤمن بأن له دوراً مهماً في بناء وطنه، وفي الحفاظ على منجزاته، وهذا يوجب علينا مسؤولية توجيه الشباب التوجيه السليم الذي ينطلق من مبادئ الدين الحنيف بعيدا عن مظاهر التطرف والغلو، وتحصينهم ضد كل ما شذ، فكراً وعقيدةً وسلوكاً، ليتحقق للجميع سلامة الوطن واستمرار مسيرته واستقراره، مع تبصير الناشئة بمنطلقات شريعتنا السمحة، وبأن نكون صفاً واحداً خلف القيادة الحكيمة، فرغم كيد الحاقدين ستظل هذه البلاد في انطلاقاتها التنموية ومسيراتها الظافرة واحة للأمن والسلام والرخاء، وبالحزم والعزم منهجا ضد كل من تسول له نفسه المساس في هذه البلاد وأمنها وترابها ومنجزاتها». وأعرب الأمير سعود بن نايف عن شكره لمدير جامعة الملك فيصل الدكتور الساعاتي وزملائه منسوبي الجامعة على جهودهم لتطوير الأداء الأكاديمي والإنشائي، متمنياً للجميع التوفيق والنجاح. من جهته، عبر الطالب عبدالسلام المطيري، في كلمته نيابة عن الخريجين، عن سروره وفرحته بالتخرج ورعاية الأمير سعود بن نايف الحفل، ومشاركته الخريجين فرحتهم، وقدم الشكر والتقدير لإدارة الجامعة ومنسوبيها وأعضاء هيئة التدريس على ما قدموه من خدمة ورعاية للخريجين خلال فترة الدراسة، منوهاً بما تتمتع به بلادنا الحبيبة من الاهتمام بالعلم وطلبته. وأعلن عميد القبول والتسجيل الدكتور محمد بن عبدالوهاب الفريدان النتائج، ثم كرم سموه الطلبة الأوائل المتفوقين، وأدى الخريجون القسم، وشاهد والحضور فيلماً مرئياً وثائقياً حول الجامعة ومخرجاتها. إلى ذلك، أكد مدير جامعة الملك فيصل الدكتور عبدالعزيز الساعاتي أن الجامعة أخذت على عاتِقها أنْ تكون حاضرةً وفَاعلةً في كُلِّ مَفاصلِ المجتمع، وأن تُوظِّف كلَّ خبراتِها البشريةِ وإمكانَاتِها الماديةِ بما يَخدِمُه، ويُسهم في الارتقاءِ المشتركِ بمستوى التنميةِ والخدماتِ للجامعةِ ومؤسسات المنطقة في القطاعينِ العامِّ والخاص، ولذا سعت بكونِها إحدَى المؤسسات التعليميةِ الكبرى أن يكونَ لها دورٌ قياديٌُ لتحقيقِ التطويرِ المستمرِّ في كلِّ المجالات، فهي تحتضنُ حاليا، تخصصاتٍ نوعية تُعززُ حضورَ خريجيها في سوقِ العمل، واستطاعتْ أيضاً أن تقطعَ أشواطًا موفقةً لاعتماد عددٍ من برامجِها الأكاديمية من الهيئاتِ الدولية، إلى جانب سعيها الحثيثِ للحصولِ على الاعتمادِ المؤسسي قريباً، كما يرفدُ هذه المنجزاتِ التعليميةِ مُنجزاتٌ بحثيةٌ تُقدمها مراكزُ الجامعة، والكراسي العلميةُ من خلال نخبةٍ من باحثيها المتخصصين. وأضاف «استفتحنا عُرسَ التخرجِ بتدشينِ أمير المنطقة الشرقية مَشروعينِ متنقلينِ نوعيينِ يُسهمانِ في تحقيقِ أهدافِ الجامعةِ، وخدمةِ المجتمع، هما عربةً تضمُّ تجهيزاتِ عيادةٍ طبيةٍ متنقلةٍ متطورةٍ في الكشفِ المبكرِ عن سرطان الثدي، وعربةَ النقل والبث الفضائي الخارجي بأحدثِ تقنياتِ البثِّ لنقلِ وقائعِ الفعالياتِ والمناسباتِ، والبرامجِ التلفزيونية. وهنأ الدكتور الساعاتي الخريجين وأسرهم وأساتذتهم بهذا التخرج بعد سنوات من الجهد والمثابرة في التحصيل والتدريب والمشاركة المجتمعية، داعياً الخريجين إلى بذل الجهد والاجتهاد لخدمة وطنهم ومجتمعهم. وأهدى مدير الجامعة في ختام الحفل، أميرَ المنطقة الشرقية ومحافظ الأحساء عدداً من الدراسات والبحوث العلمية من مؤلفات هيئة التدريس بالجامعة وكذلك الحقائب التدريبية لبرنامج «أسوياء ولكن» الذي يُعنى بمعالجة المشكلات غير التوافقية لدى الشباب.