في ليلة من ليالي الوفاء، كرّمت القيادة السعودية شاعر السلام الأستاذ إبراهيم خفاجي في اختتام مهرجان الجنادرية لهذا العام، وذلك بمنحه وسام الملك عبد العزيز يرحمه الله. لقد جاء تكريم خفاجي باعتباره أحد الأساتذة الكبار الذين امتد عطاؤهم على مدى سنوات عديدة، وباعتباره من ألمع وأشهر من كتبوا الشعر الغنائي المميز، فهو صاحب تجربة ثرية في مجال الشعر، وقد تغنّى بكلماته العديد من الفنانين العمالقة، أمثال طلال مداح يرحمه الله، وفنان العرب محمد عبده، وعبد المجيد عبد الله، وغيرهم من الفنانين. وقد أبدع خفاجي في كتابة أوبريت الجنادرية في دورته السادسة عشرة، وكان عنوان الأوبريت «عرائس المملكة» وأجاد في صياغته، وقدّمه بشكل مختلف. استحق الشاعر خفاجي هذه اللفتة الأبوية الحانية من خادم الحرمين الشريفين لتألُّقه وإبداعه ورحلته الطويلة مع الكلمة الصادقة والمعبرة، ولعل من أبرز إنجازاته الوطنية، هو تشرفه بكتابة النشيد الوطني للمملكة العربية السعودية. وقد ساهم في بروز عدة أصوات وظهورها بشكل جيد على الساحة الفنية، وكان من أبرز الأصوات التي قدمها الخفاجي وأبرزها، صوت فنان العرب محمد عبده الذي تتلمذ على يد الخفاجي، وأخذ بيده إلى عالم النجومية والإبداع، فغنّى له محمد عبده عدة قصائد رائعة، لعل من أبرزها «أشوفك كل يوم، وأروح، ومثل صبيا في الغواني، ومالي ومال الناس» وغيرها من الأغنيات الرائعة التي تغنّى بها فنان العرب. ولايزال محمد عبده يتذكر بداياته الفنية ونجاحاته التي اقترنت باسم المبدع إبراهيم خفاجي الذي استطاع أن يبرز في عالم الكلمة، وأن يرتقي بقصائده إلى القمة، فهو يكتب بإحساس مرهف، ويصور معاناة الآخرين بكل روعة. كلماته دائما صادقة، وذات نكهة وطعم خاص. وله مدرسة مستقلة في الشعر، وضع لنفسه بصمة خاصة في عالم الكلمة الغنائية. عاش بسيطاً قريباً من الناس، شعر بآلامهم وهمومهم، وصاغ معاناته ومعاناة الآخرين بأجمل الأبيات، وتغنينا بكلماته في أحزاننا وأفراحنا، واستطاع أن يرتقي بنا إلى عالم الخيال، من خلال ماقدَّم لنا من صور شعرية غاية في الجمال. إبراهيم خفاجي إنسان طيب ومتواضع، ويحمل قلباً أبيض، ومحبوباً من الجميع، واستحق بعد كل ما قدَّم هذا الوفاء وهذا التكريم.