أوضح عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أسامة تلجو أن الشعب السوري يريد حلّاً دائماً في سوريا ولن يرضى بحلول مؤقتة أو جزئية، مضيفاً أن مصير بشار الأسد بات محتوماً بالرحيل وسيعرف ذلك مع بدء الجولة القادمة من المفاوضات. وأشار تلجو في تصريح إلى أن «النظام ما زال يراوغ لكسب المزيد من الوقت والمماطلة، لكنه لن ينجح في ذلك»، لافتاً إلى أن الشعب السوري يصر على رحيل الأسد وتحقيق انتقال حقيقي في سوريا. واعتبر عضو الهيئة السياسية أن النظام يتهرب من المفاوضات المباشرة، ووفده يتهرب من مناقشة أي انتقال سياسي في سوريا بسبب تمسكه ببشار الأسد على حساب أرواح السوريين الذين عانوا طويلاً من الإرهاب. من جهته، رحب وفد الثورة السورية في مفاوضات جنيف بوثيقة مبادئ الحل السياسي التي عرضها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، وأكد التمسك بمطلب تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة باعتبار ذلك المدخل الأساسي للحل في سوريا. واستبعد نائب رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات جورج صبرة التوصل لحل سياسي دون ضغط روسي على نظام الأسد، واتهم وفد النظام بالمراوغة وعدم الجدية. وأضاف أن العودة للمفاوضات ستكون في بداية الأسبوع الثاني من أبريل المقبل. فيما اتهم المتحدث باسم وفد المفاوضات سالم المسلط وفد نظام الأسد بالمماطلة وبأنه لم يقدم شيئاً. وقال إن وفد المعارضة وضع ملاحظات على الورقة التي عرضها الموفد الدولي، مشيراً إلى حرص دي ميستورا على مسألة الانتقال السياسي. وأمس الأول الجمعة عمّت المظاهرات سوريا، في جمعة أطلق عليها المتظاهرون اسم «الأسد مصنع الإرهاب»، في إشارة لضلوع نظام الأسد في تفجيرات بروكسل، وإشارة إلى تهديدات سابقة لمفتي النظام أحمد حسون؛ بإحداث عمليات انتحارية في أوروبا، من قبل انتحاريين موجودين في أوروبا، تابعين للنظام أو لحلفائه من التنظيمات الإرهابية ك «داعش». وطالب المتظاهرون بإسقاط نظام الأسد، وتوحيد فصائل الثورة في جسم عسكري موحد، ورفع المتظاهرون علم الثورة السورية، مطالبين بالتزام مبادئ الثورة وعدم الحياد عنها. وخرجت المظاهرات في مدينة الحارة والجيزة والحراك وداعل وصيدا في محافظة درعا، وفي حيي جوبر والقابون في دمشق، وبلدات الغوطة الشرقيةلدمشق في عين ترما وسقبا، ومدن دوما وعربين وزملكا، وحمص في حي الوعر وتلبيسة والرستن، وإدلب في كفر نبل ومعرة النعمان وخان شيخون وريف إدلب الجنوبي وتفتناز والبشيرية والهبيط وقرية الحمامة وحزانو وجرجناز، وحلب في إعزاز وحي الهلك وبلدات كفرحمرة، الأبزيمو، والحور، وعديد من المدن والقرى السورية الأخرى. من جهة أخرى، حذرت هيئات إنسانية محلية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد قرابة 40 ألف مدني سوري ستحاصرهم قوات نظام الأسد في منطقة المرج جنوب غوطة دمشقالشرقية. وأبدت هذه الهيئات تخوفها من تكرار السيناريوهات التي شهدتها مضايا والزبداني ومعضمية الشام في ريف دمشق ومخيم اليرموك في العاصمة ومدينة دير الزور شرقي سوريا فيما إذا عزلها النظام عن مدن وبلدات الغوطة، خصوصاً أن المنطقة قابعة تحت الحصار منذ أكثر من سنتين. ويسعى نظام الأسد إلى قطع الطريق الذي يسلكه المدنيون بين بلدتي زبدين ودير العصافير وبين بلدتي كفر بطنا وجسرين وهو الشريان الرئيس والوحيد بين الغوطة وجنوبها، بغية السيطرة على السلة الغذائية للمنطقة بمساحة تقدر بخمسة آلاف دونم، وهي السبب وراء صمود الغوطة الشرقية في الحصار الممتد قرابة ثلاث سنوات. وقال ناشطون من المنطقة إن البلدات المهددة بالحصار هي زبدين ودير العصافير وبزينة والركابية والدوير وحرستا القنطرة وبالا ونولة التي يسكنها أكثر من ثلاثة آلاف عائلة.