احتدمت المواجهات أمس بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة في حي جوبر شرق دمشق وفي محافظة إدلب في شمال غربي البلاد، وسط تقارير عن تقدم المعارضين نحو مدينة جسر الشغور المهمة والتي حوّلها النظام إلى بديل لمدينة إدلب مركز المحافظة والتي طرده منها تحالف لفصائل إسلامية في 28 آذار (مارس) الماضي. وقال ديبلوماسي رفيع في مجلس الأمن إن المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا «سيوجه دعوات منفردة إلى الأطراف المعنيين بالأزمة السورية، من داخل سورية وخارجها» للحضور إلى جنيف ابتداء من منتصف الشهر المقبل، وإن المشاورات «قد تستمر حتى حزيران (يونيو) المقبل تمهيداً لخطة سياسية يقدمها دي ميستورا حول حصيلة مشاوراته وتصوره للحل السياسي». وأضاف أن إيران «ستكون من بين الدول التي سيدعوها دي ميستورا إلى مشاورات جنيف». (للمزيد) ويعرض مجلس الأمن غداً الجمعة الوضع في سورية ببعديه السياسي والإنساني في جلستين منفصلتين، يقدم دي ميستورا في إحداهما إحاطة حول مشاوراته الأخيرة، فيما يقدم ممثلو الهيئات الإنسانية في الأممالمتحدة تقارير عن الوضع الإنساني. ومن المقرر أن تشارك مبعوثة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين أنجلينا جولي في الجلسة. ووزع «الائتلاف الوطني السوري» بياناً أمس على موقعه نقل فيه عن أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، تأكيده «استمرار دعم بلاده الثورة السورية ومطالب الشعب السوري بالحرية والكرامة والعدالة». وجاء كلام أمير قطر خلال لقائه بوفد من «الائتلاف» ضم رئيسه خالد خوجة وقياديين فيه وفي الحكومة السورية الموقتة. وأشار «الائتلاف» إلى أن اللقاء تناول «تطورات المشهد السوري والانتصارات الأخيرة التي حققها الثوار في الجبهات كافة وتراجعات نظام الأسد وخسائره، إضافة إلى التوغل الإيراني الفاضح ومشاركتهم في حرب الإبادة التي يشنها النظام على السوريين». ميدانياً، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى «استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني من طرف، ومقاتلي الكتائب الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من طرف آخر في حي جوبر» شرق دمشق، والذي فشلت الحكومة السورية في اقتحامه على رغم هجمات مستمرة منذ شهور. وفي ريف دمشق، ذكر «المرصد» انه «ارتفع إلى 19 عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية على منطقة دير العصافير وبلدة زبدين وقرية بالا ومناطق في مدينتي دوما وحرستا». وفي شمال غربي البلاد، ذكر «المرصد» أن «الكتائب الإسلامية استهدفت بالصواريخ مناطق في مدينة جسر الشغور... (في ظل) اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلي جبهة النصرة والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، في محيط حواجز وتمركزات لقوات النظام»، مشيراً إلى أن الحكومة اتخذت من جسر الشغور «مركزاً لمحافظة إدلب عقب سيطرة مقاتلي حركة أحرار الشام الإسلامية وتنظيم جند الأقصى وجبهة النصرة وفصائل إسلامية على مدينة إدلب في 28 آذار (مارس) الماضي». ولفت إلى أن المعارضة أعلنت بدء معركة للسيطرة على جسر الشغور، بالتزامن مع معركة أخرى لطرد النظام من سهل الغاب في ريف حماة والمحاذي لريف إدلب الجنوبي.