يواجه الرئيس السابق علي صالح الذي يشغل منصب رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام ضغوطاً كبيرة من أعضاء حزبه ومقربين منه بسبب موقفه من الحوثيين وتحالفه معهم، كما ذكر موقع المشهد اليمني الإخباري. وأعلن الناشط في حزب المؤتمر الشعبي العام كامل الخوداني المقرب من صالح على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في مقال مطول أسماه «ثورية البقر»، مطالبته بالانفصال عن الحوثيين وإيقافهم عند حدهم. وحدد الخوداني مهلة اليوم السبت وإن لم يفعل «صالح» فإنه سيعلن تمرده على الحزب. في حين شن عدد من أعضاء الحزب والموالين له كثيراً من تصريحات النقد والتهديد على صفحات فيسبوك شملت انتقادات صريحة للتحالف بين حزب المؤتمر الشعبي العام وجماعة الحوثي، في إشارة إلى غضبهم من استمرار سيطرة المتمردين الحوثيين على المشهد السياسي اليمني. فيما نُقل عن قيادات مؤتمرية في الرياض أنها تحاول التحقق من صدق موقف المؤتمريِّين في الداخل ضد الحوثيين وأنه في حال تأكدوا فإنهم لن يتأخروا لحظة وسيلتحقون بالحزب لمواجهة الحوثيين. وقال قيادي في الحزب فضل عدم الكشف عن هويته «إنهم اختلفوا مع المؤتمر من أجل الجمهورية، ومتى ما وقف المؤتمر ضد الحوثيين فسيكونون بجانبه». وأفادت تقارير أن الصراع على أشده داخل العاصمة صنعاء، بين أنصار الرئيس المخلوع صالح والقوات العسكرية الموالية له «الحرس الجمهوري» وبين أنصار الحوثيين وميليشياتهم العسكرية، لحشد مناصريهم اليوم السبت. وظهر هذا الصراع عبر التوجيهات والحشد لكلا الطرفين، حيث بسط صالح سيطرته على العاصمة صنعاء وانتشرت قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي بالزي العسكري الرسمي في شوارع العاصمة لأول مرة منذ سيطرة الميليشيات على العاصمة، في خطوة وصفها مراقبون بأن صالح يهدف من خلالها للظهور بأنه الأقوى، وأن جماعة الحوثي ليست سوى ورقة محروقة في يده. وذكر مصدر رفيع في اللجنة التنظيمية للفعالية التي سيقيمها حزب «صالح» في ميدان السبعين صباح غد السبت «أن اللجنة وجهت الوحدات الأمنية المكلفة بحماية الفعالية بالقبض على أي عنصر من الحضور يحمل شعارات للحوثيين أو صوراً لزعيم جماعة الحوثيين أو دعاية لجهة خارجية» على حد قول المصدر، كما أكد موقع المشهد اليمني. وأضاف المصدر الذي فضّل عدم ذكر اسمه أن اللجنة وجهت قراراً حاسماً بناءً على توجيهات عليا من رئيس الحزب «صالح» بالقبض الفوري على أي شخص يرفع شعار الحوثيين أو يطلق الصرخة الخاصة بجماعة الحوثيين حيث تقتصر الشعارات على صور «صالح» وشعار المؤتمر وكذلك الأعلام الوطنية. وأطلق حليفا الانقلاب صالح والحوثي دعوات لمناصريهما حيث دعا كل واحد منهما مناصريه على حدة، ويحاول كل طرف منهما الظهور بأن لديه حاضنة شعبية في العاصمة ومناصرين، حيث وجّه صالح وحزبه مناصريهم للتظاهر صباح اليوم في ميدان السبعين وسط صنعاء، بينما دعا الحوثيون أنصارهم للتظاهر في شارع المطار شمال صنعاء. وسيتظاهر أنصار صالح في ميدان السبعين، بالقوة بعد رفض جماعة الحوثي خروجهم للتظاهر ودعت إلى أن يقتصر الحشد على شعارات الحوثي الطائفية، وهو الأمر الذي دفع صالح لاستقدام لواء للحرس الجمهوري من مقره في معسكر الاحتياط «السواد سابقاً» للانتشار في مداخل العاصمة صنعاء وفي الشوارع الرئيسة داخل الأمانة، وتهميش قرارات جماعة الحوثي. وتنتشر دوريات الفريقين في شوارع العاصمة صنعاء؛ ففي الجزء الجنوبي تردد الدوريات عبارات تدعو للخروج والتظاهر صباح يوم السبت في ميدان السبعين، بينما تسير دوريات أخرى للحوثيين في شوارع صنعاء الشمالية، وتردد دعوات للخروج عصراً إلى شارع المطار. ويتزامن تحركات صالح والحوثيين مع اقتراب الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من محيط العاصمة صنعاء وسط اتهامات متبادلة بين الحوثيين وصالح بالخيانة.